الأحد 27 جويلية 2025 الموافق لـ 1 صفر 1447
Accueil Top Pub

استعراضات مجنونة على الشواطئ: شباب يخاطرون بحياتهم بالقفز من أعلى الصخور


يستمتع شباب ومراهقون بالسباحة في الشواطئ الصخرية بحثا عن التسلية بالقفز من أعلى الصخور، مؤدين حركات استعراضية متابهين بشجاعتهم أمام أصدقائهم، في منظر مثير ومخيف في الوقت نفسه، غير مبالين بخطورة المجازفة التي يقومون بها، ولا خائفين من الكسور والجروح خطيرة.
خلال تواجدنا في شاطئ "ميرامار" الصخري بولاية سكيكدة، مساء وهو موقع يعرف بكثرة صخوره واختلاف أحجامها، إضافة إلى الحجارة الحادة المتواجدة أسفل المياه، لاحظنا أن الزوار ينقسمون إلى فئتين فبينما تجلس العائلات والأطفال قبالة البحر للسباحة في هدوء، يجتمع شباب ومراهقون أعلى الصخور، حفاة مبللي الأقدام، أو بأحذية شاطئ بلاستيكية مضادة للانزلاق ويتنافسون على القفز من أعلى ارتفاع كاسرين بأجسادهم تكتل المياه.
وغالبا ما يقفزون لأكثر من مرة، فكلما انتهت مغامرة باشروا مجددا تسلق الصخور وهم يقومون بحركات استعراضية خطيرة، فإما يهوون على رؤوسهم أو بأرجلهم، لتتعالي الصيحات ويحاول كل واحد منهم رفع مستوى الحماس أكثر بالابتعاد لمسافة أطول ثم قطعها جريا، فيطير في الهواء ويرتطم جسده بسطح الماء.
أخطر من ذلك، كان هناك شباب يسبحون أسفل الصخرة مباشرة، فيما كان هناك من يقفزون بمحاذاة القوارب الصغيرة التي تمر قرب الشاطئ بسرعة جنونية.
لفت المنظر انتباه عائلات ارتسمت على ملامحها علامات الخوف، فما إن يقفز فرد من هؤلاء تتبع الأعين مكان الغطس مترقبة خروجه، فيما غطت امرأة وجهها بكلتا يديها هلعا وهي تراقب حركة شاب قطع مسافة طويلة جريا ثم هوى على رأسه يُجانب صخرة متوسطة الحجم، وعلق شباب سلبا على ما يقوم به هؤلاء خصوصا وأن أغلبهم لا يتجاوز سن السابعة عشر.
دردشنا مع شاب اسمه محمد، كان يجلس على مقربة منا فحدثنا عن خطورة الإصابة التي يمكن أن يتعرض لها أحدهم خصوصا وأن أغلبهم ذوو أجساد هزيلة ويفتقرون لمهارات الغطس الحقيقة
ذكر لنا حادثا وقع له سابقا، بينما كان يمارس القفز من فوق صخور الشاطئ الكبير المتواجد في الولاية ذاتها، حيث أراد أن ينتقل إلى صخرة أخرى أعلى لكن قدمه انزلقت وتعرض لجروح على مستوى الذراعين والركبتين بسبب النتوءات الحادة على الصخرتين، وقد كان الألم رهيبا ما جعله يسبح بصعوبة ليصل إلى الشاطئ ويلتقط أنفاسه.
أما صديقه لؤي، فقال إنه شهد في إحدى المرات على حادثة إنقاذ شخص بسبب هذه الممارسة، فبعد تناول المعني لوجبة الغذاء توجه مباشرة لمواصلة اللعب مع أصدقائه، ولأن الحرارة كانت مرتفعة جدا في ذلك اليوم أُصيب بدوار خفيف لكنه لم يعره اهتماما، وعندما هَمَّ بالقفز تعرض لالتواء على مستوى القدم بسبب لزوجة الصخرة أين كان يقف، وقد تطلب الأمر تدخل شباب كانوا يسبحون أمامه لإخراجه.
وذكر صديقهما رؤوف، أنه عانى من آلام حادة لأيام على مستوى الأذن وخلل في حاسة السمع بسبب قفزه على رأسه من مكان عال ما اضطره لزيارة الطبيب.
انتبهنا بينما كنا نراقب ما يحدث إلى أن أطفالا صغارا كانوا يقلدون المشهد الذي يجري أمامهم من قفز جنوني ومخاطرة، وقد بدو متحمسين لخوض التجربة.
القفز غير المحترف يسبب الشلل ويصل إلى الوفاة
وبحسب الرائد محمود حمدي، طبيب رئيسي في مصلحة التدخلات بالحماية المدنية، فإن خطورة القفز من المرتفعات أو السقوط في عمق صغير تكمن في موضع الإصابة بسبب صدمة الماء أو الارتطام بالرمل. وذكر، أن أصعب الإصابات هي كسور العمود الفقري وتحديدا في فقرات الرقبة، التي تسبب شللا في جميع الأطراف وقد يصل الأمر إلى الوفاة عند إصابة النخاع الشوكي، ناهيك عن السقوط على الرأس وكسر قاعدة الجمجمة، والتعرض إلى نزيف داخلي تدخل بعده الضحية في غيبوبة، أو الوفاة إن لم يكن التدخل سريعا.
وأشار، إلى عوامل زيادة حدة خطورة الحادث وهي الارتفاع، وعمق الماء، والصدمة إذا كانت طريقة الغطس غير احترافية، وشبهها بارتطام الجسد بخرسانة مسلحة لأن الانسيابية التي يعتقد البعض أنهم يملكونها تكون لدى الغطاسين الذين يكسرون الصدمة بواسطة اليدين والرجلين.
كما عرج إلى تعرض الجسد للإجهاد بسبب ممارسة مجموعة من الأنشطة في وقت واحد وهي السباحة، التسلق، ثم القفز، وهي ملائمة حسبه للمحترفين فقط، وقد عرفها الطبيب بـ"الألعاب الثلاثية".
مضيفا، أن ارتداء الأحذية المضادة للانزلاق لا يوفر الحماية الكافية خصوصا إذا كانت رديئة الجودة لأنها لا تلتصق في الصخر بشكل كاف ولا يمكنها مقاومة اللزوجة.
كما حذر المتحدث، الشباب من الانتقال إلى الشواطئ الصخرية خصوصا هذا الأسبوع الذي يعرف اضطرابا في البحر، وأوضح أن صخورها غير منظمة عكس المسابح، أين يكون لوح القفز بعيدا عن الأطراف الصلبة فعندما يقفز الشخص حسبه، يسقط مباشرة في الماء.
ونبه أيضا، إلى خطورة السباحة في الشواطئ غير المحروسة أين يغيب أعوان الحماية المدنية ما يؤدي إلى تأخر عملية الإنقاذ.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com