أحيت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مصطفى نطور بقسنطينة أمس، احتفالية يوم الطفل الجزائري، بتنظيم تظاهرة تربوية ثقافية، شملت أنشطة متنوعة جمعت بين الترفيه والتعليم في قالب تفاعلي مبتكر، لغرس القيم وتنمية المواهب.
وجرت الفعالية تحت شعار «صيفنا لمة وأمان»، وتهدف لتنمية قدرات الطفل الفكرية والإبداعية من خلال ورشات متنوعة على غرار ورشة مهارات القراءة والتلخيص، وورشة الحكواتي، وورشات الرسم والتلوين والأشغال اليدوية، حيث عاش الأطفال يوما استثنائيا زاخرا بالنشاطات الترفيهية والتربوية والتعليمية، المقدمة بأسلوب ممتع وتفاعلي وشيق.
وافتتح اليوم بورشة الحكواتي، حيث سافر الأطفال مع راوي الحكايات في قصة مستلهمة من التراث الجزائري الأصيل، بهدف غرس حب الموروث الثقافي المادي واللامادي في نفوسهم، وتعزيز ارتباطهم بجذورهم وهويتهم الوطنية، أما ورشة الرسم والتلوين فشكلت مساحة للإبداع الفني، حيث أطلق الأطفال العنان لخيالهم، حيث تمحورت حول اللباس التقليدي الجزائري، سواء الخاص بالذكور أو الإناث، فجاءت الرسومات نابضة بالألوان والتفاصيل التي تعكس ثراء وتنوع التراث الجزائري.
ومن خلال ورشة مهارات القراءة والتلخيص، تم التركيز على تقنيات المطالعة الفعالة وفن استخراج الفكرة العامة من النصوص القصصية، وهي ورشة تربوية بامتياز، تهدف إلى تعزيز قدرات الطفل القرائية وتحفيزه على فهم ما يقرأ وتحويله إلى ملخصات بسيطة وفعالة، ما يعد مهارة أساسية في مشواره الدراسي.
ولم تخل هذه الورشات من روح التنافس والتشجيع، حيث نظمت مسابقات ضمن كل ورشة، عرفت مشاركة واسعة وتفاعلا كبيرا من الأطفال، الذين أبدعوا وتنافسوا في جو يسوده الاحترام والمتعة، وقد تم تتويج الفائزين في نهاية اليوم، حيث وزعت جوائز على المراتب الثلاث الأولى، إضافة إلى مرتبتين تشجيعيتين في كل ورشة، مكافأة لمجهوداتهم وتحفيزا لهم على مواصلة التألق.
وعكست هذه المبادرة إيمان القائمين على الشأن الثقافي بأهمية الاستثمار في الطفولة، باعتبارها اللبنة الأولى لبناء جيل قارئ، واع ومبدع، قادر على حمل مشعل الغد، كما شكلت فرصة لتعزيز علاقة الطفل بالمكتبة والكتاب، في ظل التحولات الرقمية المتسارعة التي باتت تزاحم مصادر المعرفة
التقليدية. رضا حلاس
تمكن النجم الساطع اتحاد المكفوفين ببوفاريك بولاية البليدة من رفع التحدي وتحقيق 24 لقبًا بين البطولة الوطنية والكأس الممتازة في كرة الجرس منذ انخراطه في هذه الرياضة الجماعية سنة 2002، ويقول في هذا السياق رئيس النادي جمال ميسوم، في تصريح للنصر، إن هذه النتائج المحققة كانت نتيجة جهد وعمل متواصل، وانتقاء لأفضل اللاعبين من المكفوفين وضعاف البصر للانخراط في الفريق، إلى جانب التدريبات المتواصلة على مستوى قاعة «موسى شيراف» ببوفاريك.
ويضيف جمال ميسوم أن البداية مع الرياضة كانت في سنة 1987، حيث شارك في بطولة ألعاب القوى في دبي بالإمارات، تحت راية رابطة المكفوفين، وعاد إلى أرض الوطن بميداليتين ذهبية وفضية في مسافتي 100 و200 متر، ليقرر بعد تحقيق هذه النتيجة تأسيس النجم الساطع لاتحاد المكفوفين ببوفاريك سنة 1992،
وركّز النادي في السنوات الأولى بعد تأسيسه على ألعاب القوى، قبل أن يقرّر الانخراط في الرياضات الجماعية بإنشاء فريق لكرة الجرس سنة 2002، واستطاع في عامه الأول تحقيق لقب البطولة الوطنية، ثم استمر في تحقيق النجاح، وتمكن لعدة سنوات متتالية من الظفر بلقبي البطولة الوطنية والكأس الممتازة، حيث يتواجد في رصيده حاليا 24 لقبا، كما استطاع النجم الساطع لاتحاد المكفوفين ببوفاريك تكوين لاعبين ذوي مستويات عالية، التحق بعضهم بالفريق الوطني لكرة الجرس، ومن بينهم مدرب الفريق حاليًا سمير بلهوشات، الذي كان ضمن فريق النجم الساطع ببوفاريك لعدة سنوات.
الدعم لم يرق إلى مستوى النتائج المحققة
يقول جمال ميسوم، رئيس النجم الساطع، إن التمويل والدعم الذي يحصل عليه الفريق لم يكن في مستوى النتائج المحققة التي شرفت بلدية بوفاريك خاصة وولاية البليدة عامة، مضيفا أن الدعم المالي ضعيف مقارنة بالنتائج المحصّلة، كما انتقد مسؤولين محليين لم يبادروا إلى تشجيع أعضاء الفريق من ذوي الهمم الذين رفعوا التحدي وحققوا نتائج ممتازة، ولو بتنظيم حفل استقبال على شرفهم وتكريمهم اعترافًا بالنتائج المحققة.
ودعا نفس المتحدث إلى ضرورة الالتفات إلى هذه الفئة والاستماع لانشغالاتها من طرف المسؤولين المحليين على مستوى بلدية بوفاريك أو المسؤولين على مستوى الولاية، وخاصة رفع قيمة الدعم المالي للفريق ليكون في مستوى النتائج المحققة، وتشجيعهم وتحفيزهم على النتائج المحققة، إلى جانب تلبية بعض المطالب الاجتماعية لأعضاء الفريق، خاصة الشغل والسكن.
مقر النجم الساطع .. فضاء يجمع المكفوفين
يقول جمال ميسوم إن مقر النجم الساطع لاتحاد المكفوفين ببوفاريك تحوّل إلى فضاء يجمع المكفوفين على مستوى بلدية بوفاريك وضواحيها، مشيرًا إلى أن هذا المقر المتواجد بوسط مدينة بوفاريك يعد قبلة لهم ولضعاف البصر من منخرطي النجم الساطع وغير المنخرطين، ومن الجنسين، حيث يقصده البعض لتبادل أطراف الحديث والتنفيس بعيدًا عن جدران المنازل، كما يقصده آخرون لطرح انشغالاتهم الاجتماعية والإنسانية، ويقوم رئيس النادي بالتوسط لدى السلطات المحلية والولائية للتكفل ببعض هذه الانشغالات، خاصة السكن والشغل.
وطرح في هذا السياق رئيس النجم الساطع مشكل السير على الأقدام في الشوارع بمدينة بوفاريك أو المدن الأخرى بالولاية، الذي تحول إلى هاجس أمام فئة المكفوفين مع سيطرة التجار وأصحاب المقاهي على الأرصفة، حيث تُستغل أغلب شوارع المدن بالولاية من طرف أصحاب المحلات أو أصحاب السيارات الذين يعرضون سلعهم أو يركنون مركباتهم فوق الأرصفة، ما يضطر الراجلين إلى السير وسط الطريق ومزاحمة المركبات، داعيا إلى محاربة هذه السلوكيات، وتخصيص ممرات خاصة للراجلين والمكفوفين.
نورالدين ع
يُسجل أولياء أمور أبناءهم في نواد رياضية متخصصة في الرياضات القتالية لتعلم تقنيات الدفاع عن النفس وبناء لياقتهم البدنية، فيما ينصح بها مدربون لتعديل السلوكيات وحماية المراهقين على وجه الخصوص من الانجراف إلى الآفات الاجتماعية ومخالطة رفقاء السوء.
تعد الرياضات القتالية خيارا مفضلا لدى آباء سواء لأبنائهم الذكور أو الإناث بهدف تفريغ طاقاتهم، ملء الفراغ، وأيضا لتقوية شخصياتهم وتعزيز الثقة بالنفس، فيما يتوجه إليها آخرون ليتعلم أطفالهم تقنيات الدفاع عن النفس وتجاوز مخاوفهم سواء في المدرسة أو المنطقة التي يعيشون فيه خصوصا سكان أحياء تكثر فيها المشاكل.
وهو ما وقفنا عليه عند حديثنا مع أولياء أمور، تقول زينب موظفة وأم لطفل يدرس في المتوسطة، إن زوجها قرر تسجيل ابنهما لممارسة رياضة «الآيكيدو» وهو فن قتالي ياباني، تضيف أن تواجد منزلهما وسط حي تكثر فيه المشاكل وتنتشر فيه جماعات منحرفة، ومع غياب الوالدين بسبب العمل ودراسة الطفل في المنطقة نفسها وجدا هذا الحل لإبعاده عن مكان سكناه في أوقات فراغه، وليتعلم أيضا حركات يدافع بها عن نفسه في حالة تعرضه للخطر، وبحسب قولها، فإن هذه الرياضة جعلت الطفل يتعلم حركات كثيرة خصوصا وأنه يتميز بالرشاقة والسرعة.
منير موظف في شركة وأب لطفلة صغيرة تدرس في مدرسة ابتدائية سجلها في ناد رياضي لممارسة رياضة «الكاراتيه»، أفاد أنه اختار لها هذا النوع لتحمي نفسها أو على الأقل حتى تكتسب شجاعة تجعلها تفرق بين المواقف الخطيرة وتطلب النجدة في حالة شعورها بعدم الارتياح.
وتختلف رغبات الآباء في هذا الجانب، حيث كان لجمال أب لطفل وطفلة رأي آخر فعندما كان ابنه صغيرا لمس نقص ثقة في نفسه، ومعاناته من رهاب اجتماعي، وعدم قدرته على دفاعه عن نفسه، ناهيك عن ارتباطه المبالغ فيه بأمه رغم سنه الكبيرة، وحتى يصنع منه شخصا آخر ويكسر المخاوف التي لاحظها عليه سجله في ناد رياضي لممارسة «الكاراتيه»، وأردف أنه لمس تغيرا في شخصية ابنه الذي أصبح أكثر نضجا وشجاعة عما كان عليه في السابق، وهو نفسه أصبح يعتمد عليه في قضاء بعض مهام البيت. * محمد بوزنزانة، بطل إفريقي في رياضة الملاكمة، ورئيس لجنة الشباب والرياضة
«كونغ فو» و»كيك بوكسينغ» الأكثر إقبالا
أوضح البطل الإفريقي في رياضة الملاكمة، ورئيس لجنة الشباب والرياضة، بالمجلس الشعبي الولائي بقسنطينة، محمد بوزنزانة، أن أولياء الأمور أصبحوا يهتمون بالفنون القتالية لأنها دفاعية بدرجة أولى فضلا عن فوائدها الصحية، الذهنية، النفسية، وتقويتها للجانب الحركي والعصبي لدى الطفل.
مضيفا أن رياضتي «كونغ فو» و»كيك بوكسينغ» تشهدان إقبالا عليهما لأنهما يتميزان بالمرونة واستخدام الأطراف العلوية والسفلية، فضلا عن حركات خاصة تجعل ممارسها يظهر في صورة بطل، بالإضافة إلى رياضات متعارف عليها مثل «جودو»، و»كاراتيه»، وعقب أن الاختيار يكون حسب ميول الطفل وتوفر الرياضة في المنطقة التي يعيش بها.
وعن أساليب الدفاع عن النفس التي يتعلمها ذكر بوزنزانة، أنها تتدرج حسب مراحل، حيث تتميز المرحلة الأولى بتعليم تجنب المشاكل والوقوع في صراعات، الصبر، لغة الحوار، بينما يبقى الضرب آخر مرحلة عندما يكون الخصم مصرا على الأذية هنا يمارس ضده الطفل بعض الحركات مثل الدفع والهرب، توجيه ضربات إلى نقاط ضعفه ليفقد وعيه وتوازنه، وأشار إلى منطقة الفك، المعدة، الكبد، الكلى، حيث توفر هذه التقنيات الوقت للهرب، يضيف الملاكم أن الطفل أو المراهق عندما يجدا نفسيهما في مواجهة عدد كبير من المهاجمين يمكنهما استخدام كامل قواهما وما تعلماه من حركات قتالية لإنقاذ نفسيهما.
وعن جذب الأطفال والمراهقين لممارسة الرياضة والاهتمام بها، أفاد أن الجو يجب أن يكون مريحا داخل القاعة بحيث لا يشعر فيها المتدرب بالتعب الجسدي، مضيفا أنه في حالة الصغار في السن فإن الأمر يتحول إلى ممارسة ألعاب رياضية أكثر من أمور تقنية ثم مع الوقت يكتشف مهارات بدينة وفنية يقبل على ممارستها بفرح وليس مجبرا.
كما تحدث عن طبيعة العلاقة بين المدرب والمجموعة التي يشرف على تدريبها، وقد وصفها بالعائلية يشعر فيها الطفل أن المدرب يشبه والده أو صديقه بفضل الدعم النفسي الذي يمنحه له وتحفيزه من خلال الرحلات، إشراكه في مسابقات وتحديات، تشجيعه على الدراسة وتحقيق نتائج جيدة والتركيز معه على الموازنة بين الدراسة وممارسة الرياضة، وعلق بوزنزانة في هذا الخصوص قائلا «من شدة الارتباط بالقاعة بعض الأطفال يخرجون باكين في نهاية السنة».
ويرى محدثنا أن ممارسة الرياضة تساعد على ملأ الفراغ وتقوية صحة ممارسها، فضلا عن تطوير قدراته الذهنية ومهاراته النفسية فتجعل الآباء يصنعون بطلا رياضيا، أو طفلا سويا نفسيا ومنضبطا سلوكيا، وذكر في هذا الجانب قصصا كثيرة خرجت من قاعات الرياضات لأشخاص كانوا يعانون من أمراض مزمنة قللوا من حدتها بفضل الرياضة، وآخرين كانوا ضحية مجتمع تغيرت حياتهم وأُدمجوا في المجتمع، كما تحولوا إلى أبطال رياضيين.
ونصح البطل الإفريقي في رياضة الملاكمة، محمد بوزنزانة، الآباء بالاهتمام بهذا الجانب وممارسة الرياضة أمام أبنائهم ليقتدوا بهم، وبحسبه، فإن الوسط الذي يعيش فيه الطفل يلعب دورا كبيرا في خلق وعي بلياقته البدنية.
* فوزي لعجل، مدرب دولي في الملاكمة
رياضات نبيلة تركز على القيم وضبط السلوك
فيما يرى المدرب الدولي في رياضة الملاكمة، فوزي لعجل، أنه عكس المتعارف عليه فإن الرياضات القتالية تركز بدرجة أولى على تعليم الصبر، ضبط النفس والأعصاب، وهو ما يشكل هيبة وقوة شخصية لدى ممارسها تجعله يتجنب الجلوس مع جماعات ذات سلوكيات منحرفة، كما أن قوة التمارين التي يمارسها يوميا تكسبه ملامح تجعل الآخرين يخشونه ويتفادون أذيته.
وقال إنهم يركزون في تدريب الأطفال على الجانب الأخلاقي والنفسي الذي يغير نظرتهم إلى العنف الجسدي، فلا يضعون أنفسهم في مواقف تصل بهم إلى استخدام القوة البدنية لأن الطرف الآخر يتحول إلى ضحية أمام الرياضي بفضل القوة التي يتمتع بها.
وعن أساليب الدفاع عن النفس التي يعلمونها للفئات العمرية الصغيرة، ذكر لعجل أنهم يركزون على السرعة، اللياقة البدنية، البديهة والذكاء، والقدرة على اتخاذ القرارات في وقتها المناسب، بينما يتعلمون من قسوة التمارين التفكير بعقلانية بدل العاطفة لذلك فإن من يفكر في أذيتهم لا يستطيع استمالة مشاعرهم.
ويفضل ممارسو الرياضات القتالية فن «كيك بوكسينغ»، وفقا للعجل، لأنه يسمح باستخدام الطفل ليديه رجليه، بينما تبني رياضة الملاكمة بنيته الجسدية وتركز على قوة الشخصية.
وعن السن أفاد أنها تبدأ من سبع سنوات تكون البداية في شكل تمارين بدنية عامة، تعلم التنسيق بين الأطراف العلوية والسفلية، التعود على الحركة السريعة، واكتساب القوة، بالإضافة إلى سرعة البديهة.
وقال المتحدث إن الآباء يختارون تسجيل أطفالهم لممارسة الرياضات القتالية ليضمنوا حمايتهم، فالطفل الذي يشارك في منافسات ويمارس تمارينا بشكل يومي يستطيع مع الوقت إدراك المواقف الخطيرة وطرق تجنبها والتقنيات المساعدة في ذلك قبل أن يصل إلى العنف، ومن منظور المدرب فإن الرياضي الذي يستخدم العنف مباشرة لا يعرف القيمة الأخلاقية للرياضة وأحيانا تكون شخصيته ضعيفة، وهو ما ينافي مبدأ تعزيز الثقة بالنفس والتفكير عالي المستوى الذي يعملون عليه داخل قاعات الملاكمة على سبيل المثال.
ونصح المدرب الدولي في رياضة الملاكمة، فوزي لعجل، الشباب باختلاف فئاتهم العمرية أن يجعلوا الرياضة جزءا من حياتهم، ويمارسونها حبا فيها ليصبحوا أبطالا يحملون ألوان علمهم ويشرفون بلدهم في المحافل الوطنية والدولية.
إيناس كبير
تعد جمعية جيل التكنولوجيا بقسنطينة من النماذج الناجحة في الاستثمار في النشء وتنمية مهاراته الإبداعية في مجال الابتكار، برز اسمها في عديد منافسات الروبوتيك والبرمجة، بفضل اعتلاء فرقها منصات التتويج باختراعات مبهرة، من بينها مدن ومنازل ومسابح ذكية، منها ما توجت بجوائز دولية.
تقول رئيسة الجمعية، الدكتورة مريم سرارمة، أستاذة في العلوم الاقتصادية بجامعة أم البواقي، أن الجمعية تأسست سنة 2022 على أنقاض نادي «التميز العلمي»، الذي كان فضاء خصبا لأطفال تركوا بصمتهم في سجل التتويجات العالمية، بعد أن نجحوا وبتفوق في مسايرة ركب التكنولوجيا، من خلال تأسيس فريق «مبتكروا المستقبل»، الذي دشن مشواره العلمي بتتويج دولي، حيث نال المرتبة الثالثة في المنافسة العالمية «fll challenge « ضمن الطبعة الرابعة عشرة للبطولة العربية للروبوت والذكاء الاصطناعي بقطر، أبهر حينها أعضاء لجنة التحكيم بتقديم روبوت يقوم بإنجاز 15 مهمة في دقيقتين ونصف، على طاولة المهام المخصصة للمنافسة،
كما في رصيد الفريق عدة ابتكارات، تمثلت في منزل ذكي منتج للطاقة ومزود بنظام ترشيدها، وتصميم آخر لمنزل منتج للطاقة الكهربائية يعتمد على الطاقة الشمسية، ومزود بحساسات تؤدي وظيفة الاستشعار لترشيد استهلاك الطاقة، مع اعتماد نظام عزل حراري، و هو نظام متطور نجحوا في توظيفه، كما قدم النادي في بدايته نموذج مثالي لمنزل يعتمد على البرمجة بالذكاء الاصطناعي، تم تسميته بـ «eco self servise house «.
ورشات متنوعة ثرية
انطلق نشاط «جيل التكنولوجيا» التكويني بثلاث ورشات، تتمثل في الروبوتات التعليمية، البرمجة والليغو، لتصبح اليوم 11 ورشة، حيث أضيفت ورشات الذكاء الاصطناعي، الإلكترونيك، البرمجة المتقدمة، الجرافيك ديزاين، الإعلام الآلي وكذا الطباعة ثلاثية الأبعاد، إضافة إلى إنجاز المشاريع، ومن ناحية أعداد المنتمين للجمعية فقد عرفت في البداية انخراط 8 أطفال من بلدية ديدوش مراد، ومع توسيع النشاط لنحو تسع بلديات بقسنطينة، إرتفع العدد ليصل إلى 400 طفل، مرجعة سر ارتفاع العدد إلى وعي الأولياء بأهمية التكوين في هذا المجال.
ويمزج التكوين داخل الجمعية بين الجوانب التقنية المتعلقة بالابتكار والتكنولوجيا وبين جوانب تتعلّق بصقل شخصيات الأطفال وتنمية بذرة ريادة الأعمال بداخلهم، في السنوات الأولى من العمر، للارتقاء بمستواهم وتمكينهم من التعامل الجيد مع مختلف المحطات الحياتية، من خلال خوض تجارب علمية وبيداغوجية والمشاركة في تظاهرات علمية مختلفة وكذا مسابقات والتشجيع على الظفر بمراتب أولى، ما يساعد في صقل وتكوين شخصية ريادية لدى الطفل، تؤهله ليكون رائد أعمال، وفق ما أوضحته، الأستاذة سرارمة.
ويواكب هذا التوجّه، حسبها، آفاق الجامعة الجزائرية واستراتيجيتها القائمة على التشجيع على استحداث مؤسسات ناشئة وولوج ميدان الابتكار، مشيرة إلى أن غرس ثقافة الابتكار وريادة الأعمال لدى النشء يطور فكره الريادي، إلى جانب ذلك يسعى أعضاء الجمعية لترسيخ فكرة أنّ الفرد يحتاج للدعم دون تعزيز حب «الأنا» لديه لجنب الوقوع في فخ الوهم والغرور.
وعن مشاركات الجمعية في التظاهرات العلمية والألقاب المحققة، قالت سرارمة، أنها عديدة آخرها كانت في منافسة البطولة العربية للروبوتات التي أقيمت بالجزائر لأول مرة، حيث دخل فريق «جيل التكنولوجيا» المنافسة كأصغر فريق سنا، يتكون من 5 أطفال أعمارهم تتراوح بين 9 و13 سنة، غير أنه أبهر اللجنة بمبتكره المقدم، ونال المرتبة الثانية،
مردفة بخصوص طبيعة المبتكر الفائز، بأنه عبارة عن وسيلة من شأنها تقديم إضافة للمجتمع، الأشخاص وكذا المؤسسات، حيث حاول الفريق توظيف مكتسباته وإدماج مهارات البرمجة، باستخدام لغة «سي + +»، مشيرة إلى أن الفريق قام بعرض النماذج المطوّرة لهذا المشروع، من ناحية التصميم وكذا المكوّنات الإلكترونية مع توظيف البرمجة المتقدمة، بما يسمح بإلغاء مجموعة من المكوّنات الإلكترونية عن طريق معادلات رياضية،
إدماج الطاقات المتجددة من أساسيات تطوير المبتكر
وأردفت، أن النموذج الأولي للمبتكر تضمّن مجموعة من الحساسات لكنه تم الاستغناء عن بعضها بحكم طبيعة المشروع ــ التي امتنعت عن كشفها إلى حين حصول المبتكر على براءة اختراع ــ ما جعل النموذج أذكى ويعمل وفق معادلات رياضية، أيضا إدماج الطاقات المتجددة كمصدر أساسي للطاقة للحفاظ على البيئة، كما يتم العمل على تطويره أكثر عبر الاستعانة بالذكاء الاصطناعي.
واعتبرت المتحدّثة أنّ نيل المرتبة الثانية هو ثمرة التكوين الذي خضع له الفريق، كما تطرّقت إلى جوانب مهمة تشمل العمل الجماعي وتقاسم المهام مع العمل على تعيين قائد للفريق يلقى القبول والإجماع من بقية الأعضاء الذين يختارونه بأنفسهم وفق معايير معيّنة، كذلك تحلي العناصر بروح المنافسة الإيجابية الشريفة للتطور أكثر، فضلا عن تباين سنوات التكوين وحجم المعرفة لكل من أعضاء الفريق ما خلق نوع من التكامل بينهم.
وتشارك أعضاء الجمعية في كل موسم بفريقين على الأقل ضمن مسابقتين كذلك على الأقل جهوية ووطنية، وتحضر للمشاركة في بطولات عالمية، التي تتطلب حسبها إمكانيات مادية تعد العائق الوحيد للمشاركة الدائمة في مثل هذه التظاهرات، لعدم قدرة أولياء أطفال على تسديد التكاليف، وبالتالي فإن غالبية المخرطين يمتنعون عن التسجيل، مشيرة في هذا السياق إلى أن التكوين في مجال الروبوتيك مكلفا نوعا ما.
ابتكار مسبح ذكي لذوي الهمم
وتعكس المشاريع المنجزة تألق أطفال الجمعية، من بينها مشروع مسبح ذكي صديق للبيئة الذي يمكن استغلاله من طرف مختلف الفئات على غرار ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث شاركت به طفلة ممثلة عن فريقها في المخيم الوطني للابتكار السنة الماضية بولاية جيجل، ورغم أن الحدث كان موجها لمن هم في سن 16 إلا أن المشاركة البالغة من العمر 12 سنة تفوقت ما جعل الهيئة تستحدث جائزة للتميّز قدّمت خصيصا لها.
ومن بين الأعمال التي برز فيها أعضاء الجمعية مشروع منزل ذكي قدم خلال فعاليات البطولة العربية بقطر سنة 2023، يعتمد على الطاقات المتجددة، وتحصل العمل على المرتبة الثالثة في التظاهرة، كما شارك عضوين من الجمعية أعمارهما 7 و9 سنوات كذلك في البطولة العربية بمصر في فئة «إكسبلور» بنموذج لمصنع ذكي بإمكانه حل مجموعة من المشاكل منها لشركات التوزيع،
وتشتق أفكار المشاريع من مشكلات الواقع المعاش، إذ تحرص الجمعية على القيام برحلات ميدانية استكشافية للأعضاء بناء على مواضيع المسابقات أو نوعية المشاريع للتعرف على المشاكل ومحاولة أخذها بعين الاعتبار في أعمالهم المنجزة، على غرار زيارتهم لمسبح سيدي مسيد وحديثهم مع إطارات مديرية الشباب والرياضة ما مكنهم من معرفة النقائص التي حاولوا معالجتها من خلال مشروع المسبح.
تطلعات للمساهمة في الصناعة المحلية
ويتطلع القائمون على الجمعية إلى جعل التعلم في هذا المجال متاحا بشكل واسع على الأقل في الورشات الأساسية في صورة البرمجة والإلكترونيك، كذلك تكوين أطفال مبتكرين ورواد أعمال بمعنى الكلمة، وخلق فضاءات تسمح للشباب والطلبة بتجسيد نماذج مشاريع ابتكارية تسهم في دخولهم عالم ريادة الأعمال وتوفير فرص عمل لشرائح أخرى، أيضا توظيف طلبة من التخصصات التقنية، حيث أنّ الجمعية شرعت في تبني هذه الخطوة وفق ما تملكه من إمكانيات، فضلا عن إبرام اتفاقيات مع مختلف الهيئات على غرار الأكاديمية منها لأجل المرافقة وبعث جسور التعاون، كذلك الوصول لبعث صناعة وإنتاج محليين للوسائل التعليمية في المجال للتقليل من تكاليف شراء المستوردة كالروبوتات التعليمية، .
إسلام. ق
أعرب أول فوج للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، حط بوهران في إطار المخيم الصيفي، عن شغفه الكبير لزيارة مواقع تاريخية وأثرية والتعرف أكثر على ثقافة بلده، ورغبته في الاستمتاع بمناظره وشواطئه العذراء، والاطلاع أكثر على المطبخ الجزائري وتناول الأطباق التقليدية.
خيرة بن ودان
التقت النصر بمغتربين عادوا لأرض الوطن، ضمن أول فوج نزل مساء السبت بالمطار الدولي أحمد بن بلة بوهران لقضاء العطلة في إطار المخيم الصيفي المخصص لهم، منهم من يزور بلده لأول مرة، حيث أبدوا سعادتهم الكبيرة بمجرد نزولهم من الطائرة وتسلم الرايات الوطنية والقبعات التي تحمل ألوان العلم الوطني، من خلال ترديد عبارة «وان تو ثري فيفا لاجيري»، معبرين عن فخرهم لانتمائهم لهذا الوطن، ومثمنين مبادرة رئيس الجمهورية، التي سمحت، كما أفادوا، بربط جسور التواصل مع أبناء بلدهم وأرض الأجداد.
* مدير المخيم الصيفي المخصص لأبناء الجالية بوهران
زيارة المتاحف محطة مهمة للتعرف على تاريخ الجزائر
قال مدير مخيم أطفال الجالية السيد حسين المقيم بفرنسا، إنه لأول مرة يشرف على مخيم صيفي في الجزائر، ويشارك في برنامج تعريف الأطفال المغتربين ببلدهم الأم، وينال بذلك شرف المساهمة في إطلاع الأطفال على مختلف مناطق الجزائر وما تزخر بها من كنوز أثرية ومناظر طبيعية وعادات وتقاليد وغيرها.
وأبرز أن زيارة المتاحف فرصة كبيرة لأبناء الجالية للتعرف على تاريخ بلدهم، والوقوف على شواهد حية توثق لروايات ومعلومات لديهم، غالبيتهم تناقلها عن أوليائهم، معتبرا المخيم فرصة لتأكيدها وتصحيح الخاطئة منها وتزويدهم بالمعارف الضرورية، والتي تشكل جدارا متينا يصد كل المعلومات المغلوطة التي تشوه تاريخ الوطن.
وعن سؤال للنصر حول مسجد باريس وإشرافه على هذه المبادرة، قال حسين أن أبناء الجالية متمسكون بدينهم وملتزمون بمبادئ الدين الإسلامي، يتجلى ذلك في مساهمتهم في الأعمال الخيرية التي يقوم بها مسجد باريس، كمبادرة إفطار الصائمين في رمضان وغيرها من الأعمال التي توطد العلاقات بين المسلمين في فرنسا، وتساهم في دحض الأفكار المعادية للدين الإسلام، موضحا أنه يقوم كل سنة بزيارة الجزائر وخاصة منطقتي ندرومة والغزوات بتلمسان التي ينحدر منها والديه.
* المرافقة ماسيليا
سأضمن مرافقة نوعية للأطفال في المخيم
تعتزم المرافقة سيليا ضمان مرافقة نوعية للأطفال في المخيم الصيفي، قائلة بأنها لها خبرة طويلة في التعامل وتأطير هذه الفئة، وتريد عدم تفويت الفرصة الممنوحة لها في إطلاع المشاركين على ما تزخر به الجزائر من مقومات في شتى المجالات، وذلك من خلال الزيارات الميدانية المبرمجة، وتقديم قدر كاف من المعلومات بطريقة مدروسة تساعد على تخزينها في ذاكرتهم.
وسيشمل التأطير أيضا تعريف المشاركين على المطبخ الجزائري وخصوصيته وأسراره، مشيرة إلى أن لها خلفية كافية تمكن من الاجابة على استفسارات الأطفال في هذا الخصوص، حيث سبق وأن زارت الجزائر وتحديدا ولاية وهران في إطار المخيمات الصيفية لأبناء الجالية الذين ترافقهم، وكذا منطقة القبائل موطن والديها حيث زارتها لمرات عديدة، فضلا عن ذهابها لعدد من ولايات الوطن.
* المرافقة كنزة
زرت الجزائر مرارا و وهران لأول مرة
تقول كنزة، التي تنتمي لإحدى الجمعيات بفرنسا، بأنها تزور وهران لأول مرة، لكن سبق وأن زارت الجزائر لمرات عديدة، وجابت عدة ولايات من الوطن، معربة عن سعادتها لمرافقة الأطفال.
محدثتنا قالت بأنها تملك انطباعا جيدا عن المخيمات الصيفية المنظمة لصالح الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، خاصة عن آخر مخيم نظم العام الماضي بولاية جيجل الساحلية، والذي نال إعجاب المشاركين وأعربوا لها عن استمتاعهم بالتجربة، ما جعلها تغتنم الفرصة هذا الموسم وتكون ضمن الطاقم المؤطر،زيارات كنزة السابقة لأرض الوطن، جعلتها تتعطش سنويا للعودة لأرض الوطن والاستمتاع بالعطلة به، وتريد هذه المرة إغتنام فرصة المخيم والاستفادة من الزيارات المنظمة رفقة إطارات مديرية الشباب للتعرف أكثر على تاريخ وثقافة الجزائر، وعلى الأماكن الطبيعية والسياحية.
* قاسيم
متعطش للتعرف على تاريخ الجزائر وتناول أطباقها التقليدية
قاسيم من الأطفال الذين نالوا حظ المشاركة في المخيم الصيفي، لم يخف سعادته الكبيرة عند حديثه للنصر لزيارة بلده الأم والاستمتاع بجمال طبيعتها الخلابة وبتناول أطباقها التقليدية، وزيارة الأماكن الأثرية والسياحية،
قال قاسم ذو 12 سنة، أن تسجيله في مبادرة المخيم الصيفي كان من طرف والدته عندما كان متوجها رفقتها إلى مسجد بباريس، حينها انتبهت للإعلان الخاص بالمخيم وسارعت بإجراءات التسجيل، وقد حفزته على الانضمام، مردفا بأن فكرة المشاركة لم تكن سهلة بالنسبة له، لتعلقه بوالديه وخوفه من مفارقتهما لعدة أيام، لكن مع اقتراب موعد السفر شعر برغبة كبيرة لزيارة بلده الأصلي.
* جبريل
سأغتنم فرصة المخيم الصيفي لتكوين صدقات مع أبناء بلدي
من جهته، يريد جبريل البالغ من العمر 11سنة، أن يستغل فترة تواجده في الجزائر في تكوين صداقات مع أبناء بلده، وزيارة يزور المعالم التاريخية والأثرية وبالأخص المتاحف، أين تتجلى الحضارات المتعاقبة على وطنه من خلال الآثار المعروضة،
ويرجع جبريل فضل مشاركته في المخيم لوالدته، التي اقترحت عليه فكرة التسجيل بعد مشاهدة عدة فيديوهات، نشرها القائمون على مسجد باريس عبر شبكات التواصل الاجتماعي، قبل أن تباشر الإجراءات مفضلة تسجيله ضمن فوج مخيم وهران لانحدارها من الجهة الغربية للبلاد، مشيرا إلى أن أسرته تتحدث اللهجة الجزائرية من حين لآخر وتصر على تعليمها للأبناء، ما سيساعده على التواصل مع أبناء بلده، مختتما حديثه بالتعبير عن رغبته لتناول طبقه المفضل «الكسكسي»، كما يريد تذوق أطباق تقليدية أخرى.
* لينا
أزور الجزائر لأول مرة بمفردي
بادرتنا الطفلة لينا الصغيرة التي يبدو أنها لا تتجاوز 10 سنوات، بالحديث قائلة بأنها تزور الجزائر لأول مرة بمفردها دون مرافقة والديها، ما جعل الخوف ينتابها في البداية لكن سرعان ما تبدد لتواجد أطفال آخرين ضمن المخيم.
تريد لينا استغلال كل نشاط ينظم في إطار المخيم، لإثراء زادها التاريخي المتعلق ببلدها الأصلي، وتكوين رصيد معرفي ثقافي، مشيرة إلى أن زيارتها السابقة رفقة العائلة لم تسمح لها بجمع المعلومات التاريخية والثقافية الكافية عن الجزائر، معربة هي الأخرى عن رغبتها في الاستمتاع بتناول أكلات جزائرية.
51 طفلا ضمن مخيم “كاب فالكون” بوهران
للتذكير فقد وصل مساء السبت المنصرم، أول فوج من أبناء الجالية الجزائرية بالخارج لوهران، يتكون من 51 طفلا و6 مؤطرين، وقد عبر من تحدثنا إليهم عن امتنانهم لتنظيم هذه المبادرة ضمن برنامج وطني للإستفادة من المخيمات الصيفية عبر عدة ولايات، والذي تشرف على تنفيذه وزارة الشباب، لربط جسور التواصل بين أبناء الجزائر في الخارج ونظرائهم داخل الوطن، وتعزيز تمسكهم بأرض أجدادهم وتاريخها الزاخر بالبطولات، علما أن هذه المبادرة تمت بالتنسيق مع مسجد باريس.
وأوضح والي وهران سمير شيباني الذي استقبل الفوج في تصريحه، أن كل الظروف مهيأة ليقضي هؤلاء الأطفال أياما مريحة وسط إخوانهم، ووفق البرنامج الثـري المسطر لهم، من جهته قال مدير الشباب والرياضة بوهران عادل تجار، أن أبناء الجالية سيقضون عطلتهم إلى جانب أقرانهم من الهضاب العليا والجنوب، في بيت الشباب «رأس فالكون» الذي يعد من أفضل بيوت الشباب على المستوى الوطني وحتى الدولي لتوفره على عدة مرافق منها المخصصة للأطفال، مثل المسبح والملعب وغابة للاستجمام ومرافق للنشاطات.
احتضنت قاعة أحمد باي «الزينيت» بمدينة قسنطينة، مساء أمس الأول، تظاهرة «دزاير فاشن شو»، بحفل مزج بين سحر الأزياء وأناقة الفن الجزائري الأصيل، بتقديم عرض فانتازيا مبهر، وآخر موسيقي أمتع من خلاله الفنان فوفي رفقة العازف نجيب سدراتي، الجمهور بوصلات موسيقية من المالوف القسنطيني الأصيل.
أستهلت فعاليات انطلاق الطبعة الأولى تظاهرة «دزاير فاشن شو» بتقديم عرض فنتازيا زينه موكب من السيارات العتيقة التي قادها فرسان، ترافقهم عارضات أزياء ارتدين ألبسة بتصاميم فاخرة، وسط طلقات البارود وأهازيج الفانتازيا، في مشهد استحضر عبق التراث وأصالة الهوية الجزائرية، لتتوال بعد انتهاء العرض على المنصة تشكيلات راقية للزي الجزائري التقليدي والعصري، قدمتها المصممتان الجزائريتان نوال قنز و ابتسام خنانشة، في محاولة لإعادة إحياء اللباس الوطني والترويج له بروح عصرية مبتكرة، كما أبدع المصمم رياض طاهري في عرض تشكيلة مستوحاة من قفطان القاضي والداي، جمع فيها بين جماليات اللباس التقليدي ورونق التفاصيل العصرية.
فيما أمتع الجمهور الفنان فوفي القسنطيني في الفقرة الفنية من الحفل، بوصلات موسيقية من المالوف القسنطيني الأصيل، استحضرت عبق قسنطينة الفني وروحها الموسيقية المتفردة، وجسدت عمق ارتباط الجزائريين بتراثهم الأصيل، لتكتمل اللوحة الفنية بصعود العازف نجيب سدراتي، الركح الذي قدم مقطوعات مميزة على آلة الكمان، بأسلوب احترافي أضفى أجواء راقية على السهرة.
وفي تصريح خصت به جريدة «النصر»، أعربت المصممة خنانشة ابتسام عن سعادتها وفخرها الكبير بالمشاركة في هذه التظاهرة الفنية الراقية، مؤكدة أن حضورها في «دزاير فاشن شو» يمثل فرصة ثمينة لإبراز أصالة التراث الجزائري الغني، سواء في شكله التقليدي أو بتجلياته العصرية الحديثة، مضيفة أن هذا النوع من الفعاليات يفتح المجال أمام المصممين الجزائريين للتعبير عن إبداعاتهم، ويساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية من خلال اللباس، مختتمة حديثها بالقول أنها تتمنى أن تشهد مدينة قسنطينة المزيد من التظاهرات الثقافية والفنية بهذا المستوى، لما لها من دور في تنشيط الساحة الإبداعية وتكريس الثقافة المحلية.
أما الفنان المتألق فوفي القسنطيني، فقد عبر عن سعادته الغامرة بالمشاركة في هذه التظاهرة الفنية الراقية، مشيدا بالأجواء المميزة التي طبعت الحفل وبالحضور الجماهيري الكبير الذي أثبت مرة أخرى ذوقه الرفيع وتعلقه بكل ما يجسد الهوية الوطنية، مضيفا في تصريحه للنصر، بأن الهدف من هذه الفعالية هو إبراز تراثنا الثقافي والفني، مؤكدا على ضرورة استغلال كل فرصة تسنح للفنانين والمبدعين من أجل الترويج لتراثنا التقليدي، سواء عبر الموسيقى، اللباس، أو أي شكل من أشكال التعبير الثقافي، مشددا على أن الحفاظ على هذا الإرث مسؤولية جماعية تتطلب دعما وتنسيقا دائمين، وختم حديثه بتوجيه شكر خاص للقائمين على تنظيم هذه التظاهرة، وعلى رأسهم مؤسسة بلو ستار إيفانت والديوان الوطني للثقافة والإعلام، المنظمين للتظاهرة، لمنحه الفرصة للمشاركة وإحياء واحدة من أجمل سهرات هذا الصيف بمدينة قسنطينة.
ومن جانبه، عبر المنشط زاكي دنش، الذي كان من بين الحضور، عن إعجابه الكبير بمستوى التظاهرة، التي تعد حدثا ثقافيا فنيا يحمل في جوهره، على حد تعبيره، روح التراث الجزائري الأصيل، مؤكدا للنصر أن الهدف من هذه المبادرات يتمثل في إبراز غنى الثقافة الجزائرية، من خلال اللباس التقليدي الذي يعد من مكونات التراث اللامادي الذي لا يندثر، ما دامت هناك فعاليات تسعى لإحيائه وإبرازه للأجيال الصاعدة.
وشهد الحفل، لحظة تقدير واعتراف بالجهود المبذولة، من خلال تكريم نخبة من المشاركين الذين أسهموا في إنجاح هذه التظاهرة الفنية، حيث حظي المصمم المبدع رياض طاهري بتكريم خاص نظير مساهمته المتميزة في إبراز جمالية الزي الجزائري بروح عصرية، إلى جانب المصممتين قنز نوال وخنانشة ابتسام اللتين أبدعتا في تقديم تشكيلات راقية تعكس ثراء الموروث الثقافي الوطني، كما تم تكريم الفنان فوفي القسنطيني والعازف المتألق نجيب سدراتي، الذي أضفى بأنامله نكهة موسيقية فنية عالية المستوى على السهرة، نالت إعجاب الحاضرين، كما حضيت الصحفية وردة نوري بتكريم خاص. وقد اختتمت فعاليات السهرة على أنغام وصلات من فن المالوف بصوت الفنان فوفي القسنطيني، مبرزا جمال هذا التراث اللامادي، ومؤكدا على أنه ما زال حاضرا بقوة في وجدان الأجيال، متجددا بروح عصرية لا تمس بأصالته. رضا حلاس
طبعت أجواء عائلية راقية سهرة «مهرجان سول لمدينة»، التي احتضنها أمس الأول المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة، وعرفت حضورا جماهيريا غفيرا، استمتع بوصولات من الفن القسنطيني الأصيل، قدمها كل من مالك وعدلان فرقاني.
ففي سهرة جمعت بين الأصالة والمعاصرة وأثبتت أن الفن ما زال جسرا يربط الأجيال ويقرب بينها، تمتع الجمهور الحاضر بمزيج من الأنغام الحديثة والأغاني المستلهمة من التراث المحلي، حيث تفاعل بشكل كبير مع مختلف العروض الموسيقية، معبرًا عن إعجابه بالتنظيم والأداء الفني الرفيع، لأسماء فنية معروفة في الوسط الفني، حيث تفاعلوا مع غناء الفنان عدلان فرقاني لأغنية «دقوني دقة»، ورقصوا على أنغام أغنية «منوبية» للفنان مالك.
عبر الفنان مالك عن إعجابه الكبير بأجواء السهرة، مؤكدًا أن هذه المبادرات تساهم في إحياء المشهد الفني وتعطي دفعة قوية للإبداع المحلي، مبديا سعادته الغامرة بالمشاركة، مثنيا على تفاعل الجمهور وعلى حسن الاستقبال.كما أبدى الفنان عدلان فرقاني، في تصريح خص به النصر، سعادته الكبيرة بالحضور الكبير للجمهور القسنطيني وتفاعله مع آدائه، قائلا « الجمهور كان رائعا، وأنا حريص على الحفاظ على تراث قسنطينة ونقله للأجيال القادمة، وتقديم فن يحترم خصوصية المدينة وثقافتها العريقة»، وتوجّه بشكر خاص إلى جمعية «نسائم الأنس» المنظمة لهذا الحدث الثقافي، معربا عن استعداده الدائم لتقديم الدعم في مجال الفن، بالقول « بابي مفتوح أمام الأجيال الصاعدة وكل المواهب الشابة الراغبة في التعلم».
فيما أظهر الحضور استمتاعه بالحفل، المنظم في إطار نشاطات صيف سيرتا 2025 تحت شعار «لمة وأمان»، من خلال التفاعل مع الأغاني المقدم حيث أعرب البعض في حديثهم للنصر، عن تمتعهم بالأجواء العائلية الجميلة التي ميّزت الأمسية، التي كانت قسنطينية بامتياز، مشكلة لوحة فنية راقية جمعت بين تنوع الأزياء التقليدية القسنطينية، من خلال حرص جوق الفنانين على ارتداء قندورة القطيفة والملاية، ما أضفى على الركح سحرا خاصا يعكس ثراء الثقافة القسنطينية، وبين أشعار أغانيها الأصيلة.يذكر أن المسرح الجهوي بقسنطينة عرف مؤخرا حركية ثقافية وفنية كبيرة، مع عودة السهرات والعروض إلى ركحه، في إطار جهود دعم وتنشيط الساحة الفنية وإحياء التراثي في قالب معاصر يجمع الأجيال ويثري المشهد الثقافي المحلي.
عبد الغاني بوالودنين