أعرب أول فوج للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، حط بوهران في إطار المخيم الصيفي، عن شغفه الكبير لزيارة مواقع تاريخية وأثرية والتعرف أكثر على ثقافة بلده، ورغبته في الاستمتاع بمناظره وشواطئه العذراء، والاطلاع أكثر على المطبخ الجزائري وتناول الأطباق التقليدية.
خيرة بن ودان
التقت النصر بمغتربين عادوا لأرض الوطن، ضمن أول فوج نزل مساء السبت بالمطار الدولي أحمد بن بلة بوهران لقضاء العطلة في إطار المخيم الصيفي المخصص لهم، منهم من يزور بلده لأول مرة، حيث أبدوا سعادتهم الكبيرة بمجرد نزولهم من الطائرة وتسلم الرايات الوطنية والقبعات التي تحمل ألوان العلم الوطني، من خلال ترديد عبارة «وان تو ثري فيفا لاجيري»، معبرين عن فخرهم لانتمائهم لهذا الوطن، ومثمنين مبادرة رئيس الجمهورية، التي سمحت، كما أفادوا، بربط جسور التواصل مع أبناء بلدهم وأرض الأجداد.
* مدير المخيم الصيفي المخصص لأبناء الجالية بوهران
زيارة المتاحف محطة مهمة للتعرف على تاريخ الجزائر
قال مدير مخيم أطفال الجالية السيد حسين المقيم بفرنسا، إنه لأول مرة يشرف على مخيم صيفي في الجزائر، ويشارك في برنامج تعريف الأطفال المغتربين ببلدهم الأم، وينال بذلك شرف المساهمة في إطلاع الأطفال على مختلف مناطق الجزائر وما تزخر بها من كنوز أثرية ومناظر طبيعية وعادات وتقاليد وغيرها.
وأبرز أن زيارة المتاحف فرصة كبيرة لأبناء الجالية للتعرف على تاريخ بلدهم، والوقوف على شواهد حية توثق لروايات ومعلومات لديهم، غالبيتهم تناقلها عن أوليائهم، معتبرا المخيم فرصة لتأكيدها وتصحيح الخاطئة منها وتزويدهم بالمعارف الضرورية، والتي تشكل جدارا متينا يصد كل المعلومات المغلوطة التي تشوه تاريخ الوطن.
وعن سؤال للنصر حول مسجد باريس وإشرافه على هذه المبادرة، قال حسين أن أبناء الجالية متمسكون بدينهم وملتزمون بمبادئ الدين الإسلامي، يتجلى ذلك في مساهمتهم في الأعمال الخيرية التي يقوم بها مسجد باريس، كمبادرة إفطار الصائمين في رمضان وغيرها من الأعمال التي توطد العلاقات بين المسلمين في فرنسا، وتساهم في دحض الأفكار المعادية للدين الإسلام، موضحا أنه يقوم كل سنة بزيارة الجزائر وخاصة منطقتي ندرومة والغزوات بتلمسان التي ينحدر منها والديه.
* المرافقة ماسيليا
سأضمن مرافقة نوعية للأطفال في المخيم
تعتزم المرافقة سيليا ضمان مرافقة نوعية للأطفال في المخيم الصيفي، قائلة بأنها لها خبرة طويلة في التعامل وتأطير هذه الفئة، وتريد عدم تفويت الفرصة الممنوحة لها في إطلاع المشاركين على ما تزخر به الجزائر من مقومات في شتى المجالات، وذلك من خلال الزيارات الميدانية المبرمجة، وتقديم قدر كاف من المعلومات بطريقة مدروسة تساعد على تخزينها في ذاكرتهم.
وسيشمل التأطير أيضا تعريف المشاركين على المطبخ الجزائري وخصوصيته وأسراره، مشيرة إلى أن لها خلفية كافية تمكن من الاجابة على استفسارات الأطفال في هذا الخصوص، حيث سبق وأن زارت الجزائر وتحديدا ولاية وهران في إطار المخيمات الصيفية لأبناء الجالية الذين ترافقهم، وكذا منطقة القبائل موطن والديها حيث زارتها لمرات عديدة، فضلا عن ذهابها لعدد من ولايات الوطن.
* المرافقة كنزة
زرت الجزائر مرارا و وهران لأول مرة
تقول كنزة، التي تنتمي لإحدى الجمعيات بفرنسا، بأنها تزور وهران لأول مرة، لكن سبق وأن زارت الجزائر لمرات عديدة، وجابت عدة ولايات من الوطن، معربة عن سعادتها لمرافقة الأطفال.
محدثتنا قالت بأنها تملك انطباعا جيدا عن المخيمات الصيفية المنظمة لصالح الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، خاصة عن آخر مخيم نظم العام الماضي بولاية جيجل الساحلية، والذي نال إعجاب المشاركين وأعربوا لها عن استمتاعهم بالتجربة، ما جعلها تغتنم الفرصة هذا الموسم وتكون ضمن الطاقم المؤطر،زيارات كنزة السابقة لأرض الوطن، جعلتها تتعطش سنويا للعودة لأرض الوطن والاستمتاع بالعطلة به، وتريد هذه المرة إغتنام فرصة المخيم والاستفادة من الزيارات المنظمة رفقة إطارات مديرية الشباب للتعرف أكثر على تاريخ وثقافة الجزائر، وعلى الأماكن الطبيعية والسياحية.
* قاسيم
متعطش للتعرف على تاريخ الجزائر وتناول أطباقها التقليدية
قاسيم من الأطفال الذين نالوا حظ المشاركة في المخيم الصيفي، لم يخف سعادته الكبيرة عند حديثه للنصر لزيارة بلده الأم والاستمتاع بجمال طبيعتها الخلابة وبتناول أطباقها التقليدية، وزيارة الأماكن الأثرية والسياحية،
قال قاسم ذو 12 سنة، أن تسجيله في مبادرة المخيم الصيفي كان من طرف والدته عندما كان متوجها رفقتها إلى مسجد بباريس، حينها انتبهت للإعلان الخاص بالمخيم وسارعت بإجراءات التسجيل، وقد حفزته على الانضمام، مردفا بأن فكرة المشاركة لم تكن سهلة بالنسبة له، لتعلقه بوالديه وخوفه من مفارقتهما لعدة أيام، لكن مع اقتراب موعد السفر شعر برغبة كبيرة لزيارة بلده الأصلي.
* جبريل
سأغتنم فرصة المخيم الصيفي لتكوين صدقات مع أبناء بلدي
من جهته، يريد جبريل البالغ من العمر 11سنة، أن يستغل فترة تواجده في الجزائر في تكوين صداقات مع أبناء بلده، وزيارة يزور المعالم التاريخية والأثرية وبالأخص المتاحف، أين تتجلى الحضارات المتعاقبة على وطنه من خلال الآثار المعروضة،
ويرجع جبريل فضل مشاركته في المخيم لوالدته، التي اقترحت عليه فكرة التسجيل بعد مشاهدة عدة فيديوهات، نشرها القائمون على مسجد باريس عبر شبكات التواصل الاجتماعي، قبل أن تباشر الإجراءات مفضلة تسجيله ضمن فوج مخيم وهران لانحدارها من الجهة الغربية للبلاد، مشيرا إلى أن أسرته تتحدث اللهجة الجزائرية من حين لآخر وتصر على تعليمها للأبناء، ما سيساعده على التواصل مع أبناء بلده، مختتما حديثه بالتعبير عن رغبته لتناول طبقه المفضل «الكسكسي»، كما يريد تذوق أطباق تقليدية أخرى.
* لينا
أزور الجزائر لأول مرة بمفردي
بادرتنا الطفلة لينا الصغيرة التي يبدو أنها لا تتجاوز 10 سنوات، بالحديث قائلة بأنها تزور الجزائر لأول مرة بمفردها دون مرافقة والديها، ما جعل الخوف ينتابها في البداية لكن سرعان ما تبدد لتواجد أطفال آخرين ضمن المخيم.
تريد لينا استغلال كل نشاط ينظم في إطار المخيم، لإثراء زادها التاريخي المتعلق ببلدها الأصلي، وتكوين رصيد معرفي ثقافي، مشيرة إلى أن زيارتها السابقة رفقة العائلة لم تسمح لها بجمع المعلومات التاريخية والثقافية الكافية عن الجزائر، معربة هي الأخرى عن رغبتها في الاستمتاع بتناول أكلات جزائرية.
51 طفلا ضمن مخيم “كاب فالكون” بوهران
للتذكير فقد وصل مساء السبت المنصرم، أول فوج من أبناء الجالية الجزائرية بالخارج لوهران، يتكون من 51 طفلا و6 مؤطرين، وقد عبر من تحدثنا إليهم عن امتنانهم لتنظيم هذه المبادرة ضمن برنامج وطني للإستفادة من المخيمات الصيفية عبر عدة ولايات، والذي تشرف على تنفيذه وزارة الشباب، لربط جسور التواصل بين أبناء الجزائر في الخارج ونظرائهم داخل الوطن، وتعزيز تمسكهم بأرض أجدادهم وتاريخها الزاخر بالبطولات، علما أن هذه المبادرة تمت بالتنسيق مع مسجد باريس.
وأوضح والي وهران سمير شيباني الذي استقبل الفوج في تصريحه، أن كل الظروف مهيأة ليقضي هؤلاء الأطفال أياما مريحة وسط إخوانهم، ووفق البرنامج الثـري المسطر لهم، من جهته قال مدير الشباب والرياضة بوهران عادل تجار، أن أبناء الجالية سيقضون عطلتهم إلى جانب أقرانهم من الهضاب العليا والجنوب، في بيت الشباب «رأس فالكون» الذي يعد من أفضل بيوت الشباب على المستوى الوطني وحتى الدولي لتوفره على عدة مرافق منها المخصصة للأطفال، مثل المسبح والملعب وغابة للاستجمام ومرافق للنشاطات.