السبت 19 جويلية 2025 الموافق لـ 23 محرم 1447
Accueil Top Pub

فن نبيل يلقى الإقبال: الرياضات القتالية خيار الأولياء لتعديل سلوك الأبناء وضمان الحماية

يُسجل أولياء أمور أبناءهم في نواد رياضية متخصصة في الرياضات القتالية لتعلم تقنيات الدفاع عن النفس وبناء لياقتهم البدنية، فيما ينصح بها مدربون لتعديل السلوكيات وحماية المراهقين على وجه الخصوص من الانجراف إلى الآفات الاجتماعية ومخالطة رفقاء السوء.
تعد الرياضات القتالية خيارا مفضلا لدى آباء سواء لأبنائهم الذكور أو الإناث بهدف تفريغ طاقاتهم، ملء الفراغ، وأيضا لتقوية شخصياتهم وتعزيز الثقة بالنفس، فيما يتوجه إليها آخرون ليتعلم أطفالهم تقنيات الدفاع عن النفس وتجاوز مخاوفهم سواء في المدرسة أو المنطقة التي يعيشون فيه خصوصا سكان أحياء تكثر فيها المشاكل.

وهو ما وقفنا عليه عند حديثنا مع أولياء أمور، تقول زينب موظفة وأم لطفل يدرس في المتوسطة، إن زوجها قرر تسجيل ابنهما لممارسة رياضة «الآيكيدو» وهو فن قتالي ياباني، تضيف أن تواجد منزلهما وسط حي تكثر فيه المشاكل وتنتشر فيه جماعات منحرفة، ومع غياب الوالدين بسبب العمل ودراسة الطفل في المنطقة نفسها وجدا هذا الحل لإبعاده عن مكان سكناه في أوقات فراغه، وليتعلم أيضا حركات يدافع بها عن نفسه في حالة تعرضه للخطر، وبحسب قولها، فإن هذه الرياضة جعلت الطفل يتعلم حركات كثيرة خصوصا وأنه يتميز بالرشاقة والسرعة.
منير موظف في شركة وأب لطفلة صغيرة تدرس في مدرسة ابتدائية سجلها في ناد رياضي لممارسة رياضة «الكاراتيه»، أفاد أنه اختار لها هذا النوع لتحمي نفسها أو على الأقل حتى تكتسب شجاعة تجعلها تفرق بين المواقف الخطيرة وتطلب النجدة في حالة شعورها بعدم الارتياح.
وتختلف رغبات الآباء في هذا الجانب، حيث كان لجمال أب لطفل وطفلة رأي آخر فعندما كان ابنه صغيرا لمس نقص ثقة في نفسه، ومعاناته من رهاب اجتماعي، وعدم قدرته على دفاعه عن نفسه، ناهيك عن ارتباطه المبالغ فيه بأمه رغم سنه الكبيرة، وحتى يصنع منه شخصا آخر ويكسر المخاوف التي لاحظها عليه سجله في ناد رياضي لممارسة «الكاراتيه»، وأردف أنه لمس تغيرا في شخصية ابنه الذي أصبح أكثر نضجا وشجاعة عما كان عليه في السابق، وهو نفسه أصبح يعتمد عليه في قضاء بعض مهام البيت.
* محمد بوزنزانة، بطل إفريقي في رياضة الملاكمة، ورئيس لجنة الشباب والرياضة
«كونغ فو» و»كيك بوكسينغ» الأكثر إقبالا
أوضح البطل الإفريقي في رياضة الملاكمة، ورئيس لجنة الشباب والرياضة، بالمجلس الشعبي الولائي بقسنطينة، محمد بوزنزانة، أن أولياء الأمور أصبحوا يهتمون بالفنون القتالية لأنها دفاعية بدرجة أولى فضلا عن فوائدها الصحية، الذهنية، النفسية، وتقويتها للجانب الحركي والعصبي لدى الطفل.

مضيفا أن رياضتي «كونغ فو» و»كيك بوكسينغ» تشهدان إقبالا عليهما لأنهما يتميزان بالمرونة واستخدام الأطراف العلوية والسفلية، فضلا عن حركات خاصة تجعل ممارسها يظهر في صورة بطل، بالإضافة إلى رياضات متعارف عليها مثل «جودو»، و»كاراتيه»، وعقب أن الاختيار يكون حسب ميول الطفل وتوفر الرياضة في المنطقة التي يعيش بها.
وعن أساليب الدفاع عن النفس التي يتعلمها ذكر بوزنزانة، أنها تتدرج حسب مراحل، حيث تتميز المرحلة الأولى بتعليم تجنب المشاكل والوقوع في صراعات، الصبر، لغة الحوار، بينما يبقى الضرب آخر مرحلة عندما يكون الخصم مصرا على الأذية هنا يمارس ضده الطفل بعض الحركات مثل الدفع والهرب، توجيه ضربات إلى نقاط ضعفه ليفقد وعيه وتوازنه، وأشار إلى منطقة الفك، المعدة، الكبد، الكلى، حيث توفر هذه التقنيات الوقت للهرب، يضيف الملاكم أن الطفل أو المراهق عندما يجدا نفسيهما في مواجهة عدد كبير من المهاجمين يمكنهما استخدام كامل قواهما وما تعلماه من حركات قتالية لإنقاذ نفسيهما.
وعن جذب الأطفال والمراهقين لممارسة الرياضة والاهتمام بها، أفاد أن الجو يجب أن يكون مريحا داخل القاعة بحيث لا يشعر فيها المتدرب بالتعب الجسدي، مضيفا أنه في حالة الصغار في السن فإن الأمر يتحول إلى ممارسة ألعاب رياضية أكثر من أمور تقنية ثم مع الوقت يكتشف مهارات بدينة وفنية يقبل على ممارستها بفرح وليس مجبرا.
كما تحدث عن طبيعة العلاقة بين المدرب والمجموعة التي يشرف على تدريبها، وقد وصفها بالعائلية يشعر فيها الطفل أن المدرب يشبه والده أو صديقه بفضل الدعم النفسي الذي يمنحه له وتحفيزه من خلال الرحلات، إشراكه في مسابقات وتحديات، تشجيعه على الدراسة وتحقيق نتائج جيدة والتركيز معه على الموازنة بين الدراسة وممارسة الرياضة، وعلق بوزنزانة في هذا الخصوص قائلا «من شدة الارتباط بالقاعة بعض الأطفال يخرجون باكين في نهاية السنة».
ويرى محدثنا أن ممارسة الرياضة تساعد على ملأ الفراغ وتقوية صحة ممارسها، فضلا عن تطوير قدراته الذهنية ومهاراته النفسية فتجعل الآباء يصنعون بطلا رياضيا، أو طفلا سويا نفسيا ومنضبطا سلوكيا، وذكر في هذا الجانب قصصا كثيرة خرجت من قاعات الرياضات لأشخاص كانوا يعانون من أمراض مزمنة قللوا من حدتها بفضل الرياضة، وآخرين كانوا ضحية مجتمع تغيرت حياتهم وأُدمجوا في المجتمع، كما تحولوا إلى أبطال رياضيين.
ونصح البطل الإفريقي في رياضة الملاكمة، محمد بوزنزانة، الآباء بالاهتمام بهذا الجانب وممارسة الرياضة أمام أبنائهم ليقتدوا بهم، وبحسبه، فإن الوسط الذي يعيش فيه الطفل يلعب دورا كبيرا في خلق وعي بلياقته البدنية.
*  فوزي لعجل، مدرب دولي في الملاكمة
رياضات نبيلة تركز على القيم وضبط السلوك

فيما يرى المدرب الدولي في رياضة الملاكمة، فوزي لعجل، أنه عكس المتعارف عليه فإن الرياضات القتالية تركز بدرجة أولى على تعليم الصبر، ضبط النفس والأعصاب، وهو ما يشكل هيبة وقوة شخصية لدى ممارسها تجعله يتجنب الجلوس مع جماعات ذات سلوكيات منحرفة، كما أن قوة التمارين التي يمارسها يوميا تكسبه ملامح تجعل الآخرين يخشونه ويتفادون أذيته.
وقال إنهم يركزون في تدريب الأطفال على الجانب الأخلاقي والنفسي الذي يغير نظرتهم إلى العنف الجسدي، فلا يضعون أنفسهم في مواقف تصل بهم إلى استخدام القوة البدنية لأن الطرف الآخر يتحول إلى ضحية أمام الرياضي بفضل القوة التي يتمتع بها.
وعن أساليب الدفاع عن النفس التي يعلمونها للفئات العمرية الصغيرة، ذكر لعجل أنهم يركزون على السرعة، اللياقة البدنية، البديهة والذكاء، والقدرة على اتخاذ القرارات في وقتها المناسب، بينما يتعلمون من قسوة التمارين التفكير بعقلانية بدل العاطفة لذلك فإن من يفكر في أذيتهم لا يستطيع استمالة مشاعرهم.
ويفضل ممارسو الرياضات القتالية فن «كيك بوكسينغ»، وفقا للعجل، لأنه يسمح باستخدام الطفل ليديه رجليه، بينما تبني رياضة الملاكمة بنيته الجسدية وتركز على قوة الشخصية.
وعن السن أفاد أنها تبدأ من سبع سنوات تكون البداية في شكل تمارين بدنية عامة، تعلم التنسيق بين الأطراف العلوية والسفلية، التعود على الحركة السريعة، واكتساب القوة، بالإضافة إلى سرعة البديهة.
وقال المتحدث إن الآباء يختارون تسجيل أطفالهم لممارسة الرياضات القتالية ليضمنوا حمايتهم، فالطفل الذي يشارك في منافسات ويمارس تمارينا بشكل يومي يستطيع مع الوقت إدراك المواقف الخطيرة وطرق تجنبها والتقنيات المساعدة في ذلك قبل أن يصل إلى العنف، ومن منظور المدرب فإن الرياضي الذي يستخدم العنف مباشرة لا يعرف القيمة الأخلاقية للرياضة وأحيانا تكون شخصيته ضعيفة، وهو ما ينافي مبدأ تعزيز الثقة بالنفس والتفكير عالي المستوى الذي يعملون عليه داخل قاعات الملاكمة على سبيل المثال.
ونصح المدرب الدولي في رياضة الملاكمة، فوزي لعجل، الشباب باختلاف فئاتهم العمرية أن يجعلوا الرياضة جزءا من حياتهم، ويمارسونها حبا فيها ليصبحوا أبطالا يحملون ألوان علمهم ويشرفون بلدهم في المحافل الوطنية والدولية.
إيناس كبير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com