تمكن النجم الساطع اتحاد المكفوفين ببوفاريك بولاية البليدة من رفع التحدي وتحقيق 24 لقبًا بين البطولة الوطنية والكأس الممتازة في كرة الجرس منذ انخراطه في هذه الرياضة الجماعية سنة 2002، ويقول في هذا السياق رئيس النادي جمال ميسوم، في تصريح للنصر، إن هذه النتائج المحققة كانت نتيجة جهد وعمل متواصل، وانتقاء لأفضل اللاعبين من المكفوفين وضعاف البصر للانخراط في الفريق، إلى جانب التدريبات المتواصلة على مستوى قاعة «موسى شيراف» ببوفاريك.
ويضيف جمال ميسوم أن البداية مع الرياضة كانت في سنة 1987، حيث شارك في بطولة ألعاب القوى في دبي بالإمارات، تحت راية رابطة المكفوفين، وعاد إلى أرض الوطن بميداليتين ذهبية وفضية في مسافتي 100 و200 متر، ليقرر بعد تحقيق هذه النتيجة تأسيس النجم الساطع لاتحاد المكفوفين ببوفاريك سنة 1992،
وركّز النادي في السنوات الأولى بعد تأسيسه على ألعاب القوى، قبل أن يقرّر الانخراط في الرياضات الجماعية بإنشاء فريق لكرة الجرس سنة 2002، واستطاع في عامه الأول تحقيق لقب البطولة الوطنية، ثم استمر في تحقيق النجاح، وتمكن لعدة سنوات متتالية من الظفر بلقبي البطولة الوطنية والكأس الممتازة، حيث يتواجد في رصيده حاليا 24 لقبا، كما استطاع النجم الساطع لاتحاد المكفوفين ببوفاريك تكوين لاعبين ذوي مستويات عالية، التحق بعضهم بالفريق الوطني لكرة الجرس، ومن بينهم مدرب الفريق حاليًا سمير بلهوشات، الذي كان ضمن فريق النجم الساطع ببوفاريك لعدة سنوات.
الدعم لم يرق إلى مستوى النتائج المحققة
يقول جمال ميسوم، رئيس النجم الساطع، إن التمويل والدعم الذي يحصل عليه الفريق لم يكن في مستوى النتائج المحققة التي شرفت بلدية بوفاريك خاصة وولاية البليدة عامة، مضيفا أن الدعم المالي ضعيف مقارنة بالنتائج المحصّلة، كما انتقد مسؤولين محليين لم يبادروا إلى تشجيع أعضاء الفريق من ذوي الهمم الذين رفعوا التحدي وحققوا نتائج ممتازة، ولو بتنظيم حفل استقبال على شرفهم وتكريمهم اعترافًا بالنتائج المحققة.
ودعا نفس المتحدث إلى ضرورة الالتفات إلى هذه الفئة والاستماع لانشغالاتها من طرف المسؤولين المحليين على مستوى بلدية بوفاريك أو المسؤولين على مستوى الولاية، وخاصة رفع قيمة الدعم المالي للفريق ليكون في مستوى النتائج المحققة، وتشجيعهم وتحفيزهم على النتائج المحققة، إلى جانب تلبية بعض المطالب الاجتماعية لأعضاء الفريق، خاصة الشغل والسكن.
مقر النجم الساطع .. فضاء يجمع المكفوفين
يقول جمال ميسوم إن مقر النجم الساطع لاتحاد المكفوفين ببوفاريك تحوّل إلى فضاء يجمع المكفوفين على مستوى بلدية بوفاريك وضواحيها، مشيرًا إلى أن هذا المقر المتواجد بوسط مدينة بوفاريك يعد قبلة لهم ولضعاف البصر من منخرطي النجم الساطع وغير المنخرطين، ومن الجنسين، حيث يقصده البعض لتبادل أطراف الحديث والتنفيس بعيدًا عن جدران المنازل، كما يقصده آخرون لطرح انشغالاتهم الاجتماعية والإنسانية، ويقوم رئيس النادي بالتوسط لدى السلطات المحلية والولائية للتكفل ببعض هذه الانشغالات، خاصة السكن والشغل.
وطرح في هذا السياق رئيس النجم الساطع مشكل السير على الأقدام في الشوارع بمدينة بوفاريك أو المدن الأخرى بالولاية، الذي تحول إلى هاجس أمام فئة المكفوفين مع سيطرة التجار وأصحاب المقاهي على الأرصفة، حيث تُستغل أغلب شوارع المدن بالولاية من طرف أصحاب المحلات أو أصحاب السيارات الذين يعرضون سلعهم أو يركنون مركباتهم فوق الأرصفة، ما يضطر الراجلين إلى السير وسط الطريق ومزاحمة المركبات، داعيا إلى محاربة هذه السلوكيات، وتخصيص ممرات خاصة للراجلين والمكفوفين.
نورالدين ع