احتضنت قاعة أحمد باي «الزينيت» بمدينة قسنطينة، مساء أمس الأول، تظاهرة «دزاير فاشن شو»، بحفل مزج بين سحر الأزياء وأناقة الفن الجزائري الأصيل، بتقديم عرض فانتازيا مبهر، وآخر موسيقي أمتع من خلاله الفنان فوفي رفقة العازف نجيب سدراتي، الجمهور بوصلات موسيقية من المالوف القسنطيني الأصيل.
أستهلت فعاليات انطلاق الطبعة الأولى تظاهرة «دزاير فاشن شو» بتقديم عرض فنتازيا زينه موكب من السيارات العتيقة التي قادها فرسان، ترافقهم عارضات أزياء ارتدين ألبسة بتصاميم فاخرة، وسط طلقات البارود وأهازيج الفانتازيا، في مشهد استحضر عبق التراث وأصالة الهوية الجزائرية، لتتوال بعد انتهاء العرض على المنصة تشكيلات راقية للزي الجزائري التقليدي والعصري، قدمتها المصممتان الجزائريتان نوال قنز و ابتسام خنانشة، في محاولة لإعادة إحياء اللباس الوطني والترويج له بروح عصرية مبتكرة، كما أبدع المصمم رياض طاهري في عرض تشكيلة مستوحاة من قفطان القاضي والداي، جمع فيها بين جماليات اللباس التقليدي ورونق التفاصيل العصرية.
فيما أمتع الجمهور الفنان فوفي القسنطيني في الفقرة الفنية من الحفل، بوصلات موسيقية من المالوف القسنطيني الأصيل، استحضرت عبق قسنطينة الفني وروحها الموسيقية المتفردة، وجسدت عمق ارتباط الجزائريين بتراثهم الأصيل، لتكتمل اللوحة الفنية بصعود العازف نجيب سدراتي، الركح الذي قدم مقطوعات مميزة على آلة الكمان، بأسلوب احترافي أضفى أجواء راقية على السهرة.
وفي تصريح خصت به جريدة «النصر»، أعربت المصممة خنانشة ابتسام عن سعادتها وفخرها الكبير بالمشاركة في هذه التظاهرة الفنية الراقية، مؤكدة أن حضورها في «دزاير فاشن شو» يمثل فرصة ثمينة لإبراز أصالة التراث الجزائري الغني، سواء في شكله التقليدي أو بتجلياته العصرية الحديثة، مضيفة أن هذا النوع من الفعاليات يفتح المجال أمام المصممين الجزائريين للتعبير عن إبداعاتهم، ويساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية من خلال اللباس، مختتمة حديثها بالقول أنها تتمنى أن تشهد مدينة قسنطينة المزيد من التظاهرات الثقافية والفنية بهذا المستوى، لما لها من دور في تنشيط الساحة الإبداعية وتكريس الثقافة المحلية.
أما الفنان المتألق فوفي القسنطيني، فقد عبر عن سعادته الغامرة بالمشاركة في هذه التظاهرة الفنية الراقية، مشيدا بالأجواء المميزة التي طبعت الحفل وبالحضور الجماهيري الكبير الذي أثبت مرة أخرى ذوقه الرفيع وتعلقه بكل ما يجسد الهوية الوطنية، مضيفا في تصريحه للنصر، بأن الهدف من هذه الفعالية هو إبراز تراثنا الثقافي والفني، مؤكدا على ضرورة استغلال كل فرصة تسنح للفنانين والمبدعين من أجل الترويج لتراثنا التقليدي، سواء عبر الموسيقى، اللباس، أو أي شكل من أشكال التعبير الثقافي، مشددا على أن الحفاظ على هذا الإرث مسؤولية جماعية تتطلب دعما وتنسيقا دائمين، وختم حديثه بتوجيه شكر خاص للقائمين على تنظيم هذه التظاهرة، وعلى رأسهم مؤسسة بلو ستار إيفانت والديوان الوطني للثقافة والإعلام، المنظمين للتظاهرة، لمنحه الفرصة للمشاركة وإحياء واحدة من أجمل سهرات هذا الصيف بمدينة قسنطينة.
ومن جانبه، عبر المنشط زاكي دنش، الذي كان من بين الحضور، عن إعجابه الكبير بمستوى التظاهرة، التي تعد حدثا ثقافيا فنيا يحمل في جوهره، على حد تعبيره، روح التراث الجزائري الأصيل، مؤكدا للنصر أن الهدف من هذه المبادرات يتمثل في إبراز غنى الثقافة الجزائرية، من خلال اللباس التقليدي الذي يعد من مكونات التراث اللامادي الذي لا يندثر، ما دامت هناك فعاليات تسعى لإحيائه وإبرازه للأجيال الصاعدة.
وشهد الحفل، لحظة تقدير واعتراف بالجهود المبذولة، من خلال تكريم نخبة من المشاركين الذين أسهموا في إنجاح هذه التظاهرة الفنية، حيث حظي المصمم المبدع رياض طاهري بتكريم خاص نظير مساهمته المتميزة في إبراز جمالية الزي الجزائري بروح عصرية، إلى جانب المصممتين قنز نوال وخنانشة ابتسام اللتين أبدعتا في تقديم تشكيلات راقية تعكس ثراء الموروث الثقافي الوطني، كما تم تكريم الفنان فوفي القسنطيني والعازف المتألق نجيب سدراتي، الذي أضفى بأنامله نكهة موسيقية فنية عالية المستوى على السهرة، نالت إعجاب الحاضرين، كما حضيت الصحفية وردة نوري بتكريم خاص. وقد اختتمت فعاليات السهرة على أنغام وصلات من فن المالوف بصوت الفنان فوفي القسنطيني، مبرزا جمال هذا التراث اللامادي، ومؤكدا على أنه ما زال حاضرا بقوة في وجدان الأجيال، متجددا بروح عصرية لا تمس بأصالته. رضا حلاس