أحيت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مصطفى نطور بقسنطينة أمس، احتفالية يوم الطفل الجزائري، بتنظيم تظاهرة تربوية ثقافية، شملت أنشطة متنوعة جمعت بين الترفيه والتعليم في قالب تفاعلي مبتكر، لغرس القيم وتنمية المواهب.
وجرت الفعالية تحت شعار «صيفنا لمة وأمان»، وتهدف لتنمية قدرات الطفل الفكرية والإبداعية من خلال ورشات متنوعة على غرار ورشة مهارات القراءة والتلخيص، وورشة الحكواتي، وورشات الرسم والتلوين والأشغال اليدوية، حيث عاش الأطفال يوما استثنائيا زاخرا بالنشاطات الترفيهية والتربوية والتعليمية، المقدمة بأسلوب ممتع وتفاعلي وشيق.
وافتتح اليوم بورشة الحكواتي، حيث سافر الأطفال مع راوي الحكايات في قصة مستلهمة من التراث الجزائري الأصيل، بهدف غرس حب الموروث الثقافي المادي واللامادي في نفوسهم، وتعزيز ارتباطهم بجذورهم وهويتهم الوطنية، أما ورشة الرسم والتلوين فشكلت مساحة للإبداع الفني، حيث أطلق الأطفال العنان لخيالهم، حيث تمحورت حول اللباس التقليدي الجزائري، سواء الخاص بالذكور أو الإناث، فجاءت الرسومات نابضة بالألوان والتفاصيل التي تعكس ثراء وتنوع التراث الجزائري.
ومن خلال ورشة مهارات القراءة والتلخيص، تم التركيز على تقنيات المطالعة الفعالة وفن استخراج الفكرة العامة من النصوص القصصية، وهي ورشة تربوية بامتياز، تهدف إلى تعزيز قدرات الطفل القرائية وتحفيزه على فهم ما يقرأ وتحويله إلى ملخصات بسيطة وفعالة، ما يعد مهارة أساسية في مشواره الدراسي.
ولم تخل هذه الورشات من روح التنافس والتشجيع، حيث نظمت مسابقات ضمن كل ورشة، عرفت مشاركة واسعة وتفاعلا كبيرا من الأطفال، الذين أبدعوا وتنافسوا في جو يسوده الاحترام والمتعة، وقد تم تتويج الفائزين في نهاية اليوم، حيث وزعت جوائز على المراتب الثلاث الأولى، إضافة إلى مرتبتين تشجيعيتين في كل ورشة، مكافأة لمجهوداتهم وتحفيزا لهم على مواصلة التألق.
وعكست هذه المبادرة إيمان القائمين على الشأن الثقافي بأهمية الاستثمار في الطفولة، باعتبارها اللبنة الأولى لبناء جيل قارئ، واع ومبدع، قادر على حمل مشعل الغد، كما شكلت فرصة لتعزيز علاقة الطفل بالمكتبة والكتاب، في ظل التحولات الرقمية المتسارعة التي باتت تزاحم مصادر المعرفة
التقليدية. رضا حلاس