تأجيل انتخاب أمين عام جديد للآفلان إلى وقت لاحق
• دورة اللجنة المركزية تشهد عراكا وملاسنات حادة
قرر أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني أمس في دورة استثنائية للجنة بالمركز الدولي للمؤتمرات،عبد اللطيف رحال، غرب العاصمة تأجيل انتخاب أمين عام جديد إلى وقت لاحق لم يحدد بعد، واكتفوا بسحب الثقة من الأمين العام السابق للحزب جمال ولد عباس وجمدوا عضويته في الحزب.
في دورة استثنائية غرقت في الفوضى وسوء التنظيم والملاسنات الحادة بين المشاركين فيها، فضل أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني أمس سحب الثقة من الأمين العام السابق للحزب جمال ولد عباس وتجميد عضويته في الحزب.
ولم يتمكن الأعضاء في جلسة مسائية متأخرة من التوافق على مرشح ما بسبب الصراعات بين عصب الحزب، حيث أرادت مجموعة فرض النائب عن ولاية تبسة محمد جميعي، إلا أن كتلة أخرى رفضت ذلك رفضا قاطعا ما دفع إلى تأجيل عملية انتخاب أمين عام جديد إلى إشعار آخر.
   جمال ولد عباس الذي كان قد دعا لعقد هذه الدورة الاستثنائية غاب عنها أمس، وفضل بعث رسالة استقالة للمشاركين فيها عله يخرج من باب أقل ضيقا، لكن أعضاء الجنة المركزية رفضوا الاستقالة وفضلوا خيار سحب الثقة منه وتجميد عضويته.
وقد عرفت جلسة الصباح فوضى عارمة وسوء تنظيم، حيث لم يستطع أكبر  الأعضاء سنا في آخر مكتب سياسي ورئيس الجلسة، أحمد بومهدي، حتى إقناع الأعضاء بالجلوس في أماكنهم من أجل مباشرة الأشغال، ووصلت حدة الملاسنات والمشاحنات بين أعضاء في اللجنة إلى درجة السب واستعمال الألفاظ النابية أمام الجميع.
وقد منعت وسائل الإعلام من حضور الجلسة، حيث فضل المنظمون في سابقة هي الأولى من نوعها إدخال ممثلي بعض القنوات التلفزيونية الخاصة ومثل وكالة الأنباء فقط،  وبعد الانتهاء من عملية سحب الثقة من ولد عباس رفع بومهدي الجلسة الصباحية.
أما الجلسة التي برمجت بعد الظهر من أجل فتح باب الترشحيات فقد تأخرت كثيرا عن موعدها، ولم تنطلق إلا في ساعة متأخرة من النهار،  وقد  تم الاتفاق على ترؤس النائب السابق محمد بورايو لجنة الترشيح من أجل اختيار أمين عام جديد للحزب.
وظهر واضحا أن عملية انتخاب أمين عام جديد لم تكن بالسهلة على الجميع حيث كثرت المناورات والكواليس والتهديدات وانتظار التعليمات، وهو ما أخر العملية.
وحسب بعض أعضاء اللجنة المركزية فإن أبرز المرشحين الذي قدمت أمس هم السعيد بدعيدة، محمد جميعي، مصطفى معزوزي وجمال بن حمودة،  و أكدوا أنه في حال دخول هؤلاء للمنافسة فإن محمد جميعي سيفوز بمنصب الأمين العام.
وحسب الأصداء المرصودة من مركز عبد اللطيف رحال للمؤتمرات فإن أغلبية أعضاء اللجنة المركزية  يبحثون عن أمين عام جديد تتوفر فيه مجموعة من الصفات  منها أن يكون رجل إجماع، غير متورط في الفساد،  ويتصف بالنزاهة و الإخلاص،و أن يكون مناضلا حقيقيا ذو أقدمية في النضال، أفرزته القاعدة، وألا يخدم سوى مصلحة الحزب ومناضليه، كما شددوا على ضرورة أن ينتخب ويختار بكل حرية وسيادة بعيدا عن الممارسات التي عرف بها الحزب في سنوات سابقة.
ويلح أعضاء اللجنة المركزية على ضرورة إخراج ا حزب جبهة التحرير الوطني في هذه المرحلة من كل الممارسات المنبوذة التي كانت في السابق، خاصة ما تعلق بإضفاء الشرعية والشفافية في التسيير.
ودعا أعضاء اللجنة المركزية في تصريحات نقلت عنهم إلى ضرورة توحيد الصفوف في هذه  المرحلة والعمل سوية من أجل إنقاذ الحزب من ممارسات بعض الأشخاص خاصة في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد.
وفي سياق متصل قدم الوزير الأسبق للشباب والرياضة وعضو اللجنة المركزية، عبد القادر خمري، أمس استقالته من اللجنة المركزية التي فشلت –حسبه-  في تجاوز الخلافات الداخلية للحزب ، وقال في رسالة الاستقالة انه بعد الحراك الشعبي الكبير الذي هو بصدد بناء جزائر جديدة قائمة على الحرية و الديمقراطية في ظل سيادة الشعب فهو مقتنع بأن مصير الحزب اليوم هو بيد الشعب، مبررا استقالته بالخروق الكبيرة التي عرفها الحزب من حادثة المجلس الشعبي الوطني إلى فشل اجتماع اللجنة المركزية وغيرها.
 إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى