تشرع الجمعية الجزائرية للدفاع عن المستهلك هذه الأيام بالتنسيق مع مصالح الصحة البلدية، في شن حملة واسعة ضد بيع المواد الغذائية على الأرصفة وعدم احترام سلسلة التبريد من قبل الموزعين، سيتم الترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، لإشراك المواطنين في الإبلاغ عن التجاوزات.
وتهدف الحملة التي ستستهدف تجار الأرصفة وكذا الموزعين الذين يخرقون سلسلة التبريد خلال نقل المشروبات والمواد الغذائية سريعة التلف، للحد من التسممات الغذائية التي يتم تسجيلها خلال كل صائفة بسبب عدم التقيد بشروط الصحة والنظافة من قبل التجار النظاميين، وكذا جراء عرض هذه المنتجات على الأرصفة بالأسواق الفوضوية.
وستجري الحملة التحسيسية الوطنية تحت شعار "تأكل السم تتسمم"، وهي ترمي أساسا إلى منع بيع المواد الغذائية بالأسواق الفوضوية والأرصفة، وكذا إعداد الوجبات الغذائية في ظروف غير صحية لا سيما بالشواطئ تحت درجات الشمس الحارقة، وكذا على قارعة الطريق.
وأوضح في هذا المجال الناطق باسم الجمعية الجزائرية لحماية المستهلك فادي تميم "للنصر" بأن خرجات ميدانية سيتم تنظيمها عبر مختلف ولايات الوطن، بحضور ممثلين عن مصالح الصحة البلدية والأمنية لمكافحة ظاهرة تجارة الأرصفة، للحد من هذه الممارسات حفاظا على صحة المستهلكين.
وسيتم إشراك المواطنين في تحقيق أهداف الحملة التوعوية من خلال تشجيعهم على نشر الصور التي تفضح تجارة الأرصفة، في إطار مساعدة الجهات المختصة على القيام بعمليات مداهمة لحجز المواد التي يتم الترويج لها بالأسواق الفوضوية، ولمنع الموزعين من نقل المشروبات في ظروف غير لائقة.
وأوضح المصدر بأن تشديد المراقبة على النشاط التجاري للمواد الغذائية سيشمل أيضا التجار النظاميين، الذين سيخضعون لحملات دورية من قبل أعوان الرقابة التابعين لوزارة التجارة، للحد من التجاوزات التي يقوم بها بعض التجار، من بينها وقف استعمال المبردات خلال الفترة الليلية، ووضع المشروبات خارج المحلات تحت أشعة الشمس الحارقة.
وأضاف السيد فادي تميم بأن المستهلكين يقتنون المياه المعدنية على أساس أنها هي الأنفع، في حين أنهم يجهلون شروط تخزينها وتوزيعها على مختلف الفضاءات التجارية، لأن تعريض قارورة الماء للحرارة المرتفعة يؤدي إلى امتزاج الجزيئات البلاستيكية مع المياه، مما يشكل خطرا على صحة المستهلكين، لا سيما فئة الأطفال والرضع.
وتعد الحملة التي تستهدف باعة الأرصفة خلال هذه الصائفة الأولى من نوعها بالنسبة لجمعية حماية المستهلك، بعد أن تم تسجيل ارتفاع في حالات التسممات الغذائية خلال موسم الحر، لا سيما في المناسبات العائلية والأفراح.
وأضاف المتدخل بأن محاربة ظاهرة بيع المواد الغذائية دون احترام الشروط الصحية سيشمل أيضا باعة الأسماك، خاصة في ظل انتشار بيع سمك التونة على الأرصفة دون احترام شروط الحفظ والتبريد، لا سيما وأن القانون يضبط بصرامة نشاط بيع هذه المواد.
وأضاف من جهته المختص في الصحة العمومية الدكتور أمحمد كواش بأن مخاطر التسممات الغذائية قد تصل إلى الوفاة والإصابة بأمراض معدية، من بينها "التفوئيد"، مؤكدا أيضا بأن تناول منتجات فلاحية مجهولة المصدر تؤدي إلى الإصابة بمشاكل صحية خطيرة، لا سيما في حال سقي تلك المواد بمياه غير صالحة.
وأوضح المتدخل "للنصر" بأن الكثير من المواد الغذائية المحفوظة بالمحلات التجارية، يجهل كثير منا شروط حفظها وتوزيعها، وما إذا تم بالفعل الالتزام خلال هذه المراحل باحترام سلسلة التبريد.            لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى