الأفافاس يستبدل الندوة الوطنية الجامعة بإطار جديد للتشاور
تشرع قيادة جبهة القوى الاشتراكية نهاية الشهر الجاري في إجراء جولة جديدة من المشاورات السياسية، بديلة للاستشارات التي كانت ترمي إلى عقد ندوة وطنية جامعة، تحت شعار البحث عن إطار جديد للتشاور بين الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية وكذا النقابات.
وقال السكريتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية محمد نبو في تصريح للنصر أمس، بأن المكتب الوطني للحزب يعكف هذه الأيام على وضع برنامج يتضمن إطلاق جولة جديدة من المشاورات السياسية، تحت عنوان البحث عن إطارجديد للحوار والنقاش، سيشمل الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية بما فيها التشكيلات الداعمة لبرنامج الرئيس، من بينها الأفلان والأرندي وكذا حزب تاج، فضلا عن الشخصيات الوطنية والتنظيمات النقابية، مشيرا إلى أن حزبه يريد إخراج المشهد السياسي من الجدل الدائر حاليا، والمتعلق ببعض المستجدات التي شغلت الرأي العام مؤخرا، إلى تناول قضايا جوهرية تتعلق بتحقيق الانتقال الديمقراطي الفعلي، منتقدا مبادرة تنسيقية الأحزاب المعارضة بدعوى أنها لم تحقق أي خطوة نحو الأمام، ما عدا التصريحات التي أطلقها زعماؤها والتي لم تفض إلى نتائج، وأعاب السكريتير الأول في ذات السياق، على المبادرة التي أعلن عنها مؤخرا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، بكونها لا تقوم على مبدأ الحوار والتشاور وفق تقديره، قائلا عنها « هي ليست مبادرة، لأنه لا بد من تسطير الأهداف أولا، وأن يسبقها الحوار»، معتقدا بأن مساعي الحزب العتيد تسير في اتجاه واحد، وأنه لم يأت بالجديد.
ورفض محمد نبو الاعتراف بأن الجولة الجديدة من المشاورات هي بديلة عن الاستشارة التي أطلقها السنة الماضية، والتي لم تفض إلى تحقيق أهدافها، وهي تنظيم ندوة إجماع وطني تضم كافة الفاعلين في الساحة، بسبب عدم تمكن هذه المبادرة من تحقيق التوافق، مبررا الشروع في جولة أخرى من الحوار، بالبحث عن إرادة سياسية لتحقيق التغيير، قائلا « نحن لم نلمس ذلك بعد، غير أن كل شيء يتحقق بالحوار لبناء دولة القانون»، لذلك قرر المجلس الوطني للحزب تهيئة إطار آخر للتشاور، مع الشركاء السياسيين والاجتماعيين، مؤكدا بأن الحوار سيكون مع الجميع، وأن البلاد بحاجة اليوم إلى نقاش حقيقي لإرساء مشروع جماعي يضمن المستقبل، دون إقصاء لأي جهة كانت، موضحا بأن حزبه لا يبحث عن المناصب، وهو يعتمد على المصداقية التي يتسم بها وعلى الشفافية في تجسيد أهدافه.
وأضاف نبو، بأن عقد الندوة الوطنية الجامعة ليس هدفا في حد ذاته، في رده على سؤال يتعلق بسبب عدم تنظيمها، قائلا بأن الأفافاس عقد مؤخرا سلسلة من الندوات، وغرضه هو إرساء مبدأ الحوار والتشاور، معتقدا بأن المبادرات التي أطلقتها أطراف أخرى، لم تحقق التغيير، وأن ما ينقص حاليا هو الإرادة السياسية الفعلية، في ظل توفر القدرات والطاقات الكفيلة لتجسيد ذلك تدريجيا.                  

لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى