اللحـــوم السودانيــة لأول مرة على موائـــد الجــــزائريين في رمضـــان
يتنقل وفد يضم مستوردين ورجال أعمال إلى السودان الأسبوع القادم، تحضيرا للشروع لأول مرة في استيراد اللحوم السودانية لتموين السوق خلال شهر رمضان المقبل بهذه المادة، عقب الحصول على ترخيص من وزارتي الفلاحة والتجارة، في ظل تقديرات أن لا يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد 500 دج.
كشف الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين محمد عليوي في تصريح خص به النصر أمس، عن توصل وزارتي الفلاحة والتجارة إلى تسوية الملف الذي ظل عالقا منذ سنوات، والمتعلق بالسماح للمستوردين والمتعاملين الجزائريين بجلب اللحوم السودانية، لتموين السوق وكسر الأسعار، مؤكدا أن العديد من المتعاملين أودعوا ملفاتهم لدى الجهات المعنية، لاستقدام اللحوم الحمراء من السودان، المعروف بثروته الحيوانية المتعددة والمتنوعة، علما أن هذا الملف ظل منذ فترة محل شد وجذب على مستوى الدوائر الوزارية المعنية، بسبب مخاوف أبدتها الجهات المسؤولة من عدم توفر شروط النظافة وكذا عدم احترام سلسلة التبريد، أثناء عملية الاستيراد نظرا لبعد المسافة وكذا لطبيعة الظروف المناخية التي يعرف بها السودان. وتعد المرة الأولى التي يسمح فيها لمتعاملين خواص باستيراد اللحوم الحمراء الطازجة من هذا البلد، بعد أن أخضعت وزارتا الفلاحة والتجارة المستوردين لدفتر شروط صارم، يتضمن مجموعة من المواصفات التي يجب أن تتوفر في اللحوم المزمع استقدامها، فضلا عن ضرورة مراعاة ظروف تربية الحيوانات.ومن المنتظر أن ينهي المتعاملون الإجراءات الإدارية مع سلطات هذا البلد الشقيق، المعروف بطابعه الفلاحي وخصوبة أراضيه، التي يعبرها نهر النيل،  ليتحقق حلمهم بتموين السوق المحلية باللحم السوادني الطازج بسعر تنافسي لن يزيد عن 500 دج للكيلوغرام الواحد، أي ما يمثل أقل من نصف ثمن اللحوم المحلية، المقدر ب 1200 دج للكيلوغرام، وبالتالي سيكون الجزائريون على موعد لتذوق نكهة جديدة من اللحوم الحمراء التي تزين مائدة رمضان، وستخفف العبء على ميزانية الأسر البسيطة، بعد أن ظل هذا الملف محل تداول من قبل مختلف وسائل الإعلام، قبل أن يجد طريقه أخيرا إلى التجسيد، عقب تلقي الضوء الأخضر من الجهات المسؤولة. وطمأن محمد عليوي بسلامة هذه اللحوم، التي تخضع حسبه لكافة الشروط والمواصفات المنصوص عليها، مؤكدا بأن المستهلكين سيتناولون لحوما طازجة وليست مجمدة، وسليمة لا تقل جودة عن اللحوم المنتجة محليا، وأكد من جانبه المكلف بالإعلام بوزارة الفلاحة «جمال برشيش» بأن استيراد اللحوم الحمراء يخضع لدفتر شروط محدد وصارم، دون أن يفرض على المتعاملين وجهة محددة لاستقدام هذه المادة الغذائية، طالما أن العملية تخضع للاتفاقيات التي تربط الجزائر ببلدان أخرى، وتنظم  التنسيق والتعاون ما بين مختلف المصالح الفلاحية، وشدد المصدر على ضرورة احترام معايير النوعية وشروط الذبح والنظافة، وظروف تربية الحيوانات ونوعية الأعلاف التي تقدم لها، موضحا بأن وزارة الفلاحة ليس لديها أي اعتراض أو مانع بخصوص الوجهة التي يختارها المستوردون، شريطة ضمان الصحة العمومية، التي تعد خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، مذكرا بانضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، التي لديها مجموعة من المعايير والمقاييس، يلزم جميع الأعضاء باحترامها.وبخصوص الإعداد لشهر رمضان الذي تتغير فيه وتيرة الاستهلاك، طمأن ممثل وزارة الفلاحة باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تموين السوق بمختلف المنتجات الفلاحية، على غرار الحليب واللحوم والحبوب، موضحا بأن الدواوين المختصة على غرار مؤسسة «برودا» المختصة في تسويق وتخزين اللحوم الحمراء وكذا الديوان الوطني للحبوب، والديوان الوطني للحليب قامت بتخزين الكميات المتوقع الطلب عليها خلال شهر رمضان، بغرض الحفاظ على استقرار السوق، مبررا الارتفاع الفاحش في الأسعار خلال بداية هذا الشهر الفضيل، بالاقبال غير العقلاني على كل ما يعرض في المساحات التجارية والأسواق، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى التبذير، كما أكد محمد عليوي بأن رمضان المقبل سيتزامن مع جني مختلف المحاصيل الموسمية من الخضر والفواكه، مما يعني بأن إشكالية الوفرة لن تطرح على الإطلاق.
كما أعدت من جهتها وزارة التجارة برنامجا محكما لتنظيم السوق وتموينه بالمواد الاستهلاكية المختلفة، فضلا عن تشديد الرقابة على التجار للحد من التجاوزات، وفق تأكيد المكلفة بالإعلام بالوزارة السيدة بوزيدي، التي أرجأت الكشف عن محتوى البرنامج، إلى غاية ان يوقع وزيرة التجارة عليه.
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى