نوري يعترف بتأخر قطاع السياحة وعجزه عن استقبال أي تدفق كبير
• يجب معالجة الخلل الحالي المتعلق بمعادلة تصدير السياح الجزائريين وجذب الأجانب
دعا وزير تهيئة الإقليم والسياحة والصناعة التقليدية عبد الوهاب نوري أمس إلى بذل مجهود أكبر من أجل إصلاح الخلل القائم على مستوى معادلة تصدير السياح الجزائريين وجذب السياح الأجانب، معترفا في ذات الوقت بأن القطاع السياحي في الجزائر لا يزال يتخبط في العديد من المشاكل والعراقيل وعدم توفره على الهياكل الكافية القادرة على استيعاب أي تدفق كبير محتمل للسياح الأجانب وانتقد في ذات الوقت رداءة الخدمات المقدمة على مستوى الكثير من المؤسسات الفندقية والحموية.
وفي ندوة صحفية نشطها في نادي الجيش ببني مسوس بالعاصمة، بمعية الوزيرة المنتدبة للصناعة التقليدية، عائشة طاغابو، على هامش أشغال لقاء وطني لإطارات السياحة، شدد نوري على ضرورة  إعادة التوازن لمعادلة تدفق السياح من وإلى الجزائر، معتبرا بأنه من غير المقبول الاستمرار في ‹› إسعاد الآخرين ‹› بالحجم الكبير للسياح الجزائريين الذين يتدفقون على مدار العام على البلدان الشقيقة والصديقة، وما لذلك من انعكاس إيجابي على اقتصادياتها، في الوقت الذي لا تستقطب وجهة الجزائر سوى، أعدادا قليلة مقارنة مع ما تستقطبه بلدان الجوار.
وفي هذا الصدد أكد الوزير على ضرورة تحيين ميكانيزمات القطاع، وإخضاعه لتقييم موضوعي لإصلاح الخلل القادم في معادلة التدفق وقال بأنه لا يملك حاليا الحلول السحرية للنهوض بقطاع السياحة الذي تعول عليه الدولة في تحقيق اقتصاد متنوع خارج المحروقات، وانتهز نوري الفرصة لتوجيه انتقادات شديدة للعديد من العراقيل التي تلجم الاستثمار في السياحة في بلادنا وتقف كما قال حجر عثرة أمام تحقيق الكثير من المشاريع.
وبعد أن دعا إلى إجراء تقييم موضوعي لواقع القطاع، أكد ممثل الحكومة بأنه لم يأت لمحاسبة أسلافه من الوزراء الذين تعاقبوا على تقلد حقيبة السياحة، لكنه وجه انتقادات شديدة لما يغرق فيه القطاع من فوضى ومن غلاء الأسعار غير المبررة للكثير من هياكله من فنادق ونزل ومؤسسات حموية التي تقدم في مقابل الأسعار المرتفعة خدمات رديئة.
ولدى تطرقه إلى المشاكل التي تعاني منها مناطق التوسع السياحي حاليا ألح ممثل الحكومة على إجراء دراسة معمقة لمعرفة وضع هذه المناطق والمقدر عددها بـ  205 مشددا، على وجوب تطهير قائمة هذه المواقع بالنظر لاستغلال الكثير منها لأغراض تنموية أخرى، وتسليم القائمة النهائية للمستثمرين الراغبين في الاستثمار بها.
وفي رده عن سؤال للنصر حول العراقيل التي يواجهها المتعاملون في قطاع السياحة من عراقيل في نشاطهم، على غرار صعوبة تحويل العملة الصعبة ما يضطرهم إلى اللجوء إلى شرائها من السوق الموازية و›› تهريبها ‹› إلى جانب العراقيل التي تحول دون تمكنهم من استقدام وفود السياح الأجانب إلى الجزائر في الوقت المناسب، بسبب مشكل الفيزا، اعترف وزير السياحة بأن بعض هذه العراقيل موضوعية من بينها تلك المتعلقة بإصدار الفيزا على مستوى المصالح القنصلية الجزائرية في الخارج كون الأمر يتطلب تدقيقا، لكون المنطقة التي تنتمي إليها الجزائر، جيوسياسيا، تعرف اضطرابات أمنية ‹› ومن حق الدولة – كما قال - أن تسهر على دراسة ملفات التأشيرات الخاصة بالدخول إلى الجزائر بتأن››، فيما دعا نوري في نفس الوقت إلى ضرورة إيجاد صيغ جديدة لتسهيل التحويلات المالية بالعملة الصعبة» مشددا في نفس الوقت على تذليل العقبات الإدارية التي تعاني منها الوكالات السياحية والأسفار والمقدر عددها بـ 1800 وكالة والتي تضطر إلى  تجديد اعتمادها كل ثلاث سنوات.
وفي رده عن سؤال آخر للنصر حول سبب تمسك أصحاب المؤسسات الفندقية، ومن بينها تلك التابعة للقطاع العام، بأسعار عالية منفرة للسياح ما تسبب في مزيد من تأخر القطاع اعترف الوزير بهذه الحقيقة، واعدا بتقديم المزيد من التحفيزات والتسهيلات للمستثمرين من أجل تحقيق المشاريع العالقة التي من شأنها أن تؤدي إلى تحسن الوضع، كما دعا بالمناسبة إلى تحيين المنظومة القانونية التي تسير قطاع السياحة حاليا لجعلها أكثر مرونة،  وجعلها تساير الخيار المنتهج من طرف الحكومة  والقاضي بتسهيل الإجراءات وتبسيطها بما يستجيب لطموحات المواطنين  والمستثمرين.
من جهتها أكدت طاغابو، في ذات الندوة الصحفية انه تم وضع فوجي عمل مع وزارة التجارة ومديرية الجمارك لحماية المنتوج الوطني التقليدي ومكافحة التقليد ، ووضع حد للمنتوج المستورد الذي أضحى ينافس المنتوج الوطني، كما دعت الوزيرة مديرية الجمارك إلى رفع التعريفة الجمركية لحماية المنتوج الوطني والتقليص من الاستيراد.   
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى