الجـزائـر تتحرك لترتيـــب البيـت العربـي وإعـــــادة الاستقـرار إلى الـمنطقــة
  دعا وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل من البحرين إلى إصلاح المنظومة العربية «لتمكينها من الاستجابة لتطلعات الشعوب العربية و المساهمة في استعادة الاستقرار و الأمن في المنطقة. وذلك في ختام جولة قادته لعدة دول عربية وخليجية، خصصت لتعزيز التعاون بين الجزائر وتلك الدول، وكذا تباحث سبل تسوية النزاعات التي تعيشها المنطقة العربية.
اختتم وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، جولته التي قادته إلى عدة دول عربية وخليجية، لبحث أوضاع المنطقة العربية، والأزمات التي هزت البيت العربي في الفترة الأخيرة، وشدد مساهل في كل المحطات التي توقف بها، على ضرورة تسوية الأزمات الداخلية وبين الدول العربية عبر الحوار والمصالحة بعيدا عن كل الضغوطات أو التدخلات في الشؤون الداخلية للدول.
وشدد مساهل على ضرورة التوصل إلى تنسيق عربي أكبر لمواجهة تحديات الأزمات العربية. و دعا وزير مساهل من البحرين، التي كانت أخر محطة له، خلال محادثات أجراها مع نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة إلى إصلاح المنظمة العربية «لتمكينها من الاستجابة لتطلعات الشعوب العربية و المساهمة في استعادة  الاستقرار و الأمن في المنطقة.
وتبادل مساهل وخالد بن أحمد خلال لقاء جمعهما، الأربعاء بالمنامة وجهات نظرهما حول مجمل الملفات التي تستوقف العالم العربي لاسيما «الأزمة في منطقة الخليج والوضع في ليبيا و سوريا و اليمن إضافة إلى محاربة  الإرهاب و التطرف العنيف». كما استعرضا الطرفان وضعية العلاقات الثنائية مبرزين فرص التعاون المتاحة للبلدين بهدف تنويع وتعزيز العلاقات التي تربط الجزائر والبحرين خاصة في المجال الاقتصادي.
وفي هذا الصدد اتفق مساهل مع نظيره البحريني على الاستفادة من الاستحقاقات المقبلة المدرجة في أجندة التعاون الثنائي لاسيما الدورة المقبلة  للجنة الثنائية المختلطة قصد تطوير التبادلات الاقتصادية بين البلدين. هذا وقد استقبل رئيس الديبلوماسية الجزائرية، من قبل ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الذي سلم له رسالة تقدير وأخوة من الرئيس بوتفليقة.
والتقى عبد القادر مساهل، بنائب رئيس مجلس الوزراء البحريني خالد بن عبدالله آل خليفة، ، الذي اعبر له عن شكر وتقدير البحرين للجزائر على دعمها ومساندتها لما تتخذه المملكة من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها في ظل ما تشهده المنطقة من مكائد ومؤامرات تستهدف النيل من أمن واستقرار الشعوب، مثنياً على التجربة الرائدة في المجال الأمني للجزائر؛ حتى باتت واحدة من أكثر الدول العربية والإفريقية أماناً.
وحث المسؤول البحريني على ضرورة استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين في إطار العمل العربي المشترك لإدانة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، خاصة أن الإرهاب أصبح أداة هدم لا تهدد الدول العربية فحسب، بل العالم أجمع. وأكد حرص مملكة البحرين على تنمية العلاقات الثنائية الأخوية مع الجزائر لما فيه خير ومصلحة البلدين وشعبيهما الشقيقين، لاسيما في المجالين التجاري والاقتصادي، بالاستفادة مما يوفره كلا البلدين من مقومات ومرتكزات تشجع على زيادة وتعزيز التبادل التجاري بين الجانبين، فضلاً عن استثمار الأهداف التي من أجلها أنشئت اللجنة العليا البحرينية - الجزائرية المشتركة.
الجولة الشرق أوسطية، لوزير الخارجية عبد القادر مساهل، والتي جاءت «بتعليمة من رئيس الجمهورية» شملت كل من المملكة العربية السعودية و مصر وسلطنة عمان و البحرين و قطر و الكويت و الأردن و العراق. وقد حمل وزير الخارجية، رسالة من رئيس الجمهورية لملوك ورؤساء هذه الدول». وتمحورت المحادثات التي أجراها مساهل مع نظرائه أساسا حول «دراسة العلاقات الثنائية وسبل ووسائل تعزيزها و كذا المسائل الإقليمية والدولية خصوصا الوضع في العالم العربي و الأزمات التي تعاني منها ليبيا  وسوريا و اليمن و منطقة الخليج». والانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة، فضلا عن مكافحة الإرهاب و التطرف العنيف و كذا التجربة الجزائرية في مجال القضاء على التطرف.
وقد عرض عبد القادر مساهل خلال استقباله، من قبل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ببغداد، تجربة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف و كذا المصالحة الوطنية مؤكدا أن «مثل هذه المقاربات تصون وحدة وسيادة الدول والشعوب». كما أعرب مساهل عن «استعداد الجزائر لتقاسم تجربتها مع الشعب العراقي الشقيق من أجل المساهمة في الجهود الرامية إلى استعادة الاستقرار والأمن في العراق وفي المنطقة». من جهته أعرب العبادي عن اهتمام بلده بتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
وقبل ذلك تباحث مساهل، مع المسؤوليين القطريين، الأزمة التي ضربت «البيت الخليجي»، وجدد دعمه للجهود التي يبذلها أمير الكويت في سبيل تسوية عاجلة للازمة الخليجية وحل الخلافات القائمة. وذلك خلال مباحثات جمعته مع مسؤولين كويتيين، حيث تم التأكيد على أهمية التوصل إلى حل تفاوضي في إطار مجلس التعاون الخليجي.
ع سمير

الرجوع إلى الأعلى