90 بالمئــة من مربــي الدواجــن ينشطـون خــارج الرقابـة
أكّد، أمس السبت بقسنطينة، مسير شركة "هابرد" الجزائر المختصة في إنتاج الكتاكيت بأن لوبيّات الاستيراد تعرقل إنتاج الدواجن محليًّا حفاظا على مصالحها، في حين شدد رئيس جمعية البياطرة الممارسين الخواص بقسنطينة على ضرورة إنشاء مجلس أخلاقيات للمنتمين لهذا القطاع.
ورسم الدكتور تكفة نجيب، مسير مؤسسة "هابرد" الجزائر المختصة في إنتاج الكتاكيت، واقعا أسود لقطاع إنتاج الدواجن، خلال مداخلته في الملتقى الوطني الرابع المنظم من طرف جمعية البياطرة الممارسين الخواص بقسنطينة إحياءً لليوم العالمي للطب البيطري، حيث قال إن "شركته التي تنتج محليا تتعرض لهجوم متواصل من لوبيات الاستيراد"، في حين أكد لنا بأنها قضية تضارب في المصالح، موضحا بأن الاستيراد ضروري ولا يمكن القول إنه أمر سلبي، لكن ينبغي ترشيدُه، فقد اعتبر في المداخلة بأن الكميات المستوردة في كثير من المواد الخاصَّة بالإنتاج الفلاحي والحيواني مبالغٌ فيها ووصف الأمر بـ"التبذير"، على غرار الكتاكيت التي تستورد منها الجزائر، بحسبه، ضعف حاجتها بما يقارب أربعة ملايين رأس زائدة.
وأضاف نفس المصدر بأن تسعين بالمائة من مربي الدواجن ينشطون بشكل غير شرعي وخارج نطاق الرقابة الصحية لعدم حيازتهم الاعتماد، لكنه نبَّه بأن المشكلة في الشروط الإدارية الصَّعْبة للحصول على هذه الوثيقة، فيما اعتبر بأن عمل البياطرة المتواجدين في مديريات المصالح الفلاحية اختُزِلَ في مهام إدارية، مثل إعداد التقارير، رغم أن وظيفتهم الأساسية تقوم على العمل الميداني من خلال التدخل لدى المربين مباشرة. وقال المعني في نفس السياق، إن قطاعات أخرى أصبحت تقوم بمهام البيطري، في حين شدّد على أن البياطرة الخواص مُهَمّشون. وقد أشار المعني إلى ضرورة أخذ عامل تغير العادات الغذائية للمستهلكين الجزائريين بعين الاعتبار، كما أوضح بأن الجزائر تملك من الموارد الطبيعية ما يسمح لها بضمان أمنها الغذائي.
وتحدث مسيّر الشركة، في مداخلته التي تجاوزت نصف ساعة، عن زحف العمران على حساب المناطق الفلاحية، ما يقلص من الإنتاج الفلاحي، ويستوجب اللجُّوء إلى تكنولوجيات جديدة لمضاعفة المردود، في حين أكد بأنه لا يمكن الخروج من الوضعية الصعبة إلا من خلال توحيد الجهود بين مختلف المتدخلين والتنسيق بينهم. ونبّه نفس المصدر إلى ضرورة مراجعة إجراءات استيراد اللقاحات في حال انتشار أمراض بشكل واسع، فضلا عن فرض الرقابة على استعمال المضادات الحيوية.
وأفاد رئيس جمعية البياطرة الخواص لولاية قسنطينة، الدكتور زغنوف عبد الصّمد، بأنه يوجد أكثر من 16 ألف طبيب بيطري على مستوى الوطن يواجهون التهميش والبطالة، دون وجود هيكل موحد يمثلهم، حيث أوضح بأن الهدف في الوقت الحالي يتمثل في إنشاء مجلس أخلاقيات الطب البيطري، مشيرا إلى أنه يجب تقليص عدد الممارسين في القطاع المذكور والتركيز على الكفاءة، من خلال التكوين المتواصل. وتجدر الإشارة إلى أن مدير المصالح الفلاحية لولاية قسنطينة حضر افتتاح الملتقى، في حين شملت المُداخلات عدة نقاط من بينها تاريخ تعليم البيطرة ودور طبيب الحيوانات في التنمية المستدامة والقوانين التي تنظم المهنة.
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى