النقابات و أولياء التلاميذ بين مرحب ومتحفظ على  قرار الوزارة
أثارت المراسلة التي وجهتها وزارة التربية الوطنية إلى مديري التربية ومنسقي هيئات التفتيش والمفتشين، عبر الوطن والتي تأمر فيها بمواصلة التدريس إلى غاية الـ 30 جوان القادم، ردود فعل متباينة بين الشركاء الاجتماعيين ( نقابات وأولياء التلاميذ) الذين اتصلت بهم النصر، بين مؤيد ومتحفظ ومعارض، وداع لفتح نقاش مسبق قبل اتخاذ هكذا قرار.
فقد رحب الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ‹› إنباف ‹› بهذا القرار الرامي إلى ‹› محاربة التسرب المدرسي والعزوف عن الدراسة ‹›.
وقال المكلف بالإعلام في ‹› إنباف ‹›، العمري زقار عبد الوهاب، في تصريح للنصر ‹› نثمن التعليمة التي وجهتها وزارة التربية الوطنية إلى مسؤولي قطاعها عبر الوطن التي أعلنت فيها إجبارية مواصلة الدراسة إلى غاية الثلاثين من شهر جوان المقبل›› مؤكدا بأن ‹› هذا القرار جاء في وقته››.
وأضاف المتحدث بأن هذه التعليمة تسمح للتلاميذ بإتمام الثلاثي الثالث من السنة الدراسية وتكون فرصة لهم لمراجعةالدوس والاستعداد بشكل جيد للموسم الدراسي المقبل.وبحسب الناطق باسم الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين فإن إتمام الثلاثي الثالث كفيل بوضع حدا لتسرب التلاميذ من الدراسي ويجعله يستدرك ما ضاع من دروس وبالتالي استكمال موسم دراسي من 32 أسبوع.
كما ثمنت الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ ذات القرار الممضى من طرف كل من المفتش العام والمفتش العام للبيداغوجيا بوزارة التربية باعتبار أنه يسمح بتنفيذ البرنامج الدراسي كاملا.
وقال رئيس الجمعية خالد أحمد، للنصر ‹› لقد كان هذا مطلب الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، عزوفا عن الدراسة وتذبذبا في وتيرتها على مستوى بعض المؤسسات التعليمية، من أجل وضع حد لظاهرة الغيابات المتكررة وغير المبررة للتلاميذ ، كون أن ذلك يؤثر سلبا على تنفيذ البرامج التربوية وعلى الفهم والاستيعاب لدى التلاميذ››.
وأضاف خالد أحمد ‹› لا يقبل أبدا أن يغادر التلاميذ مقاعد الدراسة في الـ 08 ماي من كل سنة، لذلك كان من الدروري إتمام الحجم الساعي للموسم الدراسي ليكون 32 أسبوع على غرار سائر البلدان العربية››، مشيرا إلى المدارس اليوم مجهزة بالمكيفات ولا يوجد أي مبرر على مهاجرة مقاعد الدراسة››.
ظروف تنفيذ ذات التعليمة غير متوفرة
أما رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ‹› سنابيست››، مزيان مريان، فيرى بأن التعليمة الوزارية صعبة التطبيق في الميدان باعتبار أنه لا يمكن إجبار التلاميذ على ملازمة مقاعد الدراسة بعد الانتهاء من امتحانات آخر السنة ما سيجعل الأساتذة الملزمون – كما أضاف – بالبقاء في المؤسسات التربوية إلى غاية الرابع من شهر جويلية يصطدمون بوجود عدد قليل من التلاميذ الذين استجابوا للقرار الوزاري قد لا يتجاوز الأربعة تلاميذ في القسم الواحد.
ويرى المتحدث بأن ظروف تنفيذ ذات التعليمة غير متوفرة، من بينها أن المطاعم المدرسية عادة ما تغلق أبوابها في أواخر شهر ماي ولا يمكن للتلاميذ القاطنين في مناطق بعيدة الصمود في ظل الحرارة الشديدة وببطون خاوية.
من جهته أكد المكلف بالتنظيم والاتنسيق في النقابة الوطنية لعمال التربية والتكون ‹› سانتيو ‹›، قويدر يحياوي، للنصر  بأن ‹› إجبار التلاميذ على مواصلة الدراسة إلى آخر شهر جوان غير ممكن من الناحية الموضوعية، سيما بسبب درجة الحرارة الشديدة›› وقال ‹› هل يعقل أن يواصل التلاميذ في ولايات جنوب البلاد الدراسة في وقت تصل فيه درجة الحرارة إلى 60 درجة مائوية››.
كما أكد أثار ممثل نقابة ‹› سانتيو ‹› مسألة تفرغ الكثير من الأساتذة منذ الـ 20 ماي إلى التحضير للامتحانات الرسمية.
وفي ذات السياق يرى الناطق الرسمي للمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية ‹› كنابيست ‹›، مسعود بوديبة أن ما يجعل تعليمة الوزارة الوصية صعبة القطاع من الناحيتين التانظيمية أو البيداغوجية نظرا كما قال للرزنامة المكثفة للأساتذة منذ أواخر شهر ماي بسبب تفرغهم لتصحيح الامتحانات المختلفة لمختلف الأطوار وعقد مجالس الأقسام وحلول عيد الفطر وتنظيم شهادة البكالوريا››.وإضافة إلى ذلك يقول بوديبة في تصريحه للنصر ‹› إن الكثير من الأساتذة في شهر جوان معنيون بالالتحاق بأمانات الامتحانات ومراكز الإغفال ومراكز الإجراء وتصحيح مختلف الامتحانات الرسمية››.
تحقيق مدرسة ذات جودة مرهون بمراعاة خصوصية كل منطقة
ويرى من جهته الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين ‹› ساتاف ‹› بوعلام عمورة، أن ‹› ثمة استحالة موضوعية لتنفيذ تعليمات وزارة التربية بخصوص إجبار التلاميذ على الحضور إلى المدارس إلى غية 30 جوان، بسبب الحرارة الشديدة في ولايات الجنوب والهضاب العليا التي تصل حسبه إلى 50 درجة تحت الظل فضلا عن أزمة المياه التي تعاني منها الكثير من المدارس في الجزائر العميقة››.
وقال عمورة›› لقد كان من الضروري فتح نقاش وطني واسع يشارك فيه كل الشركاء الاجتماعيين لدراسة مدى الجدوى من هذا القرار، وإمكانية تطبيقه››، مضيفا ‹› كلنا نسعى إلى تحقيق مدرسة ذات جدوى، ونعتقد أن ذلك يتطلب تكاثف جهود الجميع لكن من الضروري أن نراعي خصوصية كل منطقة في ما يتعلق ببرمجة العطل الفصلية والسنوية، وكذا فترة إتمام الموسم الدراسي››.
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى