"4 ملايير لا تسمح بتنظيم مهرجان في مستوى المنافسة العربية والدولية"
• رجال أعمال يغطون تكاليف عرض أفلام بولاياتهم
طرحت الصعوبات المالية نفسها بقوة أول أمس خلال الندوة الصحفية الخاصة بالطبعة 11 لمهرجان وهران للفيلم العربي، والتي نشطها المحافظ ابراهيم صديقي والطاقم المرافق له بمقر بلدية وهران، حيث إعتبر صديقي أن 4 مليار سنتيم ليست بالميزانية الكافية لإقامة مهرجان بمستوى ينافس عشرات المهرجانات المماثلة له في الوطن العربي أو خارجه، كما تحدث منسق المهرجان حسان بن زراري عن مساهمة رجال أعمال في الولايات المجاورة لإستضافة جانب من فعاليات المهرجان، فيما قال مسري هواري وهو عضو إدارة المهرجان، أن تنشيط وتأطير الورشات تأثر هو كذلك بالصعوبات المالية، مشيرا أن مديرية الخدمات الجامعية لوهران ستتكفل بإيواء الشباب المشاركين، بينما ساهمت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية «بإهداء» و إستقدام السيناريست العالمي «أرفين بلاتيش» لتأطير المشاركين.
قال محافظ مهرجان وهران للفيلم العربي ابراهيم صديقي مساء أول أمس خلال ندوة صحفية خاصة بتقديم برنامج الطبعة وتفاصيلها، أن المحافظة لا تملك خاتم سليمان كي تستطيع دعوة والتكفل بجميع الراغبين في حضور فعاليات مهرجان وهران السينمائي، مبرزا أن المحافظة تسعى لإستضافة عدد من هؤلاء في كل طبعة لأن إرضاء الجميع غير ممكن بالنظر للإمكانيات المادية المرصودة للمهرجان.
وأضاف صديقي أن   هذه الطبعة على خلاف الطبعات الماضية، لن تشهد حضور سوى 20 صحفيا أجنبيا وهذا بعد عملية إنتقاء للأسباب المذكورة سابقا والمتعلقة بالجانب المادي، ولكن لم يربط صديقي تحويل حفل الإفتتاح من مسرح عبد القادر علولة إلى قاعة سينما المغرب، بالمشكل المالي بل أرجعه لأسباب تقنية تتعلق بضرورة عرض فيلم الإفتتاح وهو الفيلم المصري «كارما» في قاعة السينما، علما أن الإختتام سيكون في مسرح الهواء الطلق حسني شقرون.  
9 أعمال جزائرية تنافس على الوهر الذهبي
تشارك الجزائر في الطبعة 11 لمهرجان وهران للفيلم العربي ب9 أعمال سينميائية تطغى عليها الأفلام الوثائقية التي صنعت الفارق في الموجة السينيمائية الوطنية الجديدة، كما أن فيلم إختتام المهرجان سيكون جزائريا وهو بعنوان «عرفان» للمخرج سليم حمدي، بينما سيكون المخرج مرزاق علواش رئيسا للجنة تحكيم الأفلام الطويلة والكاتبة الروائية ميساء باي عضو لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، وسيحظى المخرج الجزائري الراحل فاروق بلوفة بتكريم خاص نظير أعماله السينمائية خاصة «نهلة» الذي لازال يحافظ على مكانة مرموقة في أرشيف الأعمال العربية الخالدة، كما سيتم تكريم الراحلة شادية أيضا، علما أن شعار الطبعة هو «العيش معا بسلام»، وهو الشعار الذي قال عنه صديقي أنه لن ينعكس بالضرورة في الأفلام المشاركة لأن الإنتقاء إرتكز على معايير سينمائية تقنية وأنه يمكن أن تكون مضامين الأعمال المتنافسة تحوي معاني العيش معا في سلام.
وستكون الجزائر حاضرة بقوة في الطبعة 11 لمهرجان وهران للفيلم العربي المزمع تنظيمه في الفترة ما بين 25 و30 جويلية الجاري، حيث سينافس فيلما «لم نكن أبطالا» للمخرج نصر الدين قنيفي و «إلى آخر الزمان» للمخرجة ياسمين شويخ وهما في صنف الأفلام الطويلة، أفلام من المغرب، تونس، مصر والعراق إلى جانب سوريا والإمارات وفلسطين، بينما في صنف الأفلام القصيرة التي يبلغ عددها 14 عملا، فستنافس الجزائر أيضا بفلمين وهما «الورقة البيضاء» للمخرج محمد نجيب العمراوي وكذا «حقول المعركة» للمخرج أنور إسماعيل، ولكن ستكون حصة الأسد وطنية في صنف الأفلام الوثائقية ب5 أفلام يغلب عليها طابع الأأعمال الثورية وهي «على آثار المحتشدات» للمخرج سعيد عولمي و»معركة الجزائر..فيلم في التاريخ» للمخرج مالك بن اسماعيل وكذا «قصة فيلم معركة الجزائر» للمخرج سليم عقار و»كباش ورجال» للمخرج صياد كريم إضافة لفيلم «ذكرى في منفى» للمخرج كربوعة المختار.
 أما بالنسبة للمشاركة الجزائرية في لجان التحكيم، فعادت رئاسة لجنة الأفلام الطويلة للمخرج مرزاق علواش وبهذا يأتي دور الجزائر لتولي هذه المهمة في المهرجان ، إلى جانب الكاتبة الروائية المتحصلة على عدة جوائز دولية ميساء باي التي ستكون عضو لجنة التحكيم الأفلام القصيرة التي سترأسها الفنانة اللبنانية تقلا و تكون عضوتيها أيضا لطيفة أحرار من المغرب وصوفي بلانفيلين من فرنسا، يشاركهن الرجل الوحيد في اللجنة وهو محمد علي بن جمعة من تونس، فيما لا تضم لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية أي إسم من الجزائر.  
ورغم أن المحافظ ابراهيم صديقي أفصح عن ميزانية الطبعة 11 للمهرجان والتي قدرها ب 4 مليار سنتيم، إلا أنه إعترف بصعوبة المهمة خاصة وأن مهرجان وهران عليه أن ينافس العديد من المهرجانات العربية والدولية التي تختص بالفيلم العربي، ومن أجل هذه المنافسة يتطلب الأمر إمكانيات ضخمة ربما هي أضعاف ما يرصد له حاليا، ونوه صديقي في هذا الصدد بالدعم الكبير للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة «أوندا» وكذا مساهمة مسؤولي وهران وعلى رأسهم الوالي في تسهيل مهمة المحافظة وتوفير العديد من الإمكانيات خاصة التكفل ب 100 شاب الذين سيأتون من مختلف جهات الوطن من أجل المشاركة في الورشات الثلاثة التي يبرمجها المهرجان.
رجال أعمال «يستضيفون» العروض بولاياتهم
وفي إطار البرمجة دائما، فإن الفيلم التاريخي «أسوار القلعة السبعة» سيكون حاضرا في عروض بالولايات المجاورة، وهي مستغانم، معسكر وسيدي بلعباس، وهذا بحضور الفنان حسان كشاش والمخرج أحمد راشدي وهذا بتمويل من رجال أعمال كل ولاية، وسيكون الإستثناء في سيدي بلعباس، حيث كان من المنتظر حضور المخرج سيد علي مازيف لتقديم أفلامه «ليلى والأخريات» و»حورية» و «وسط الدار»، ولكن لظروف صحية تعذر عليه مشاركة جمهور المكرة متعة مشاهدة الأفلام، ولكن ينتظر أن تحضر الممثلة لويزة حباني لتقديم فيلم «وسط الدار». وعلى هامش فعاليات العروض السينيمائية، سطرت المحافظة 5 ندوات ينشطها دكاترة ومختصون و3 ورشات يؤطرها أيضا مختصون.                
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى