أكد أمس الحاضرون في تأبينية الكاتبة و الشاعرة عمارية بلال، المعروفة باسم أم سهام، التي وافتها المنية الأسبوع الماضي بوهران، بأن الراحلة كانت مناضلة في الأدب و الشعر و الحياة الثقافية و عاشقة لها.
خلال فعاليات التأبينية التي نظمتها و احتضنتها جريدة الجمهورية بمقرها، أعلن القاص و رئيس نادي «آثار العابرين للأدب» روان شريف ، عن تأسيس صالون «أم سهام» الأدبي و استحداث جائزة وطنية باسمها، ابتداء من السنة الجارية من خلال مسابقة.
و قالت ابنة المرحومة، سهام في تصريح مقتضب للنصر على هامش التأبينية، أنها تفتخر بوالدتها التي أعطت الكثير للأدب الجزائري، وكذا لكونها عرفت باسمها الذي أطلقه عليها نزار قباني الذي كان صديقا لها، وهو «أم سهام»، لأن أهل المشرق يطلقون كنية على الأشخاص باسم أول مولود لهم.
و أضافت سهام أن شقيقها الأكبر منها، توفي صغيرا ، وعليه كانت هي الأكبر و أطلق اسمها على الاسم الأدبي لوالدتها، ولم تفارق الدموع عيون سهام وهي تتحدث من شدة تأثرها بفقدان أقرب الناس إليها، رفيقة عمرها والأم الحنونة، مثلما قالت، مبرزة أن أمها ذبلت منذ 6 أشهر، بعد وفاة والدها ثم لحقته عمتها، تأثرت المرحومة كثيرا برحيلهما و لحقت بهما إلى الرفيق الأعلى في أقل من ستة أشهر.
و فضل الدكتور بشير بويجرة محمد، أن يتحدث عن خصال أم سهام، لأن ما تركته من مؤلفات متوفرة عبر الإنترنت ويمكن الوصول إليها، مثلما قال، مضيفا أنه تعامل مع كتاب وأدباء كثيرين، لكن أم سهام كانت نافية لنفسها الذاتية، نفيا مطلقا، بل كانت تتحدث عما تقوله نصوصها، و كانت محاربة للنسيان الثقافي و مناضلة في سبيل ترسيخ الثقافة الجزائرية، وحتى العربية، ومناضلة في عشق الذات الوطنية والأدب، ومغرمة بالفعل الأدبي شعرا وقصة قصيرة، أكثر من غرامها بأهل بيتها، معتبرا أن هذا الأمر ليس عيبا، بل وسمة عبقرية وإشارة للتفوق وعشق الفكر والأدب والوطن مثلما كانت عليه أم سهام.
وأوضح الدكتور بويجرة أنه اشتغل مع أم سهام في جامعة وهران، و كانا رفيقين في اتحاد الكتاب، خاصة عندما كان هو رئيسه بوهران في الفترة الممتدة من 1983 إلى غاية 1988، مشيرا إلى أن جميع المنضويين تحت اتحاد الكتاب والصحفيين والمترجمين بوهران، كانوا ينشطون، لكن عمارية بلال كانت «شواظا» من الحركة والنشاط، وفق المتحدث، الذي قال لابنة الفقيدة بأن والدتها تركت إرثا كبيرا عليها أن تحافظ عليه، لأن هذا الإرث يجعل أم سهام حية ترزق ما دام أثرها متواصلا في كتبها وخصالها والحياة الأدبية والفكرية و وأحبابها وأصدقائها الذين يذكرونها.
و أعلنت عميدة كلية الأدب والفنون بوهران الدكتورة سعاد بسناسي عن فتح الباب لكل المهتمين بإنجاز مشروع قوي يخلد ذكرى الفقيدة أم سهام، سواء من حيث النشر أو الطبع أو التأليف، مبرزة في مداخلتها أنه على كل واحد أن يساهم بما يستطيع، لتخليد أم سهام وتخليد ما تركته والنهوض به، خاصة إعادة طبع ونشر بعض المؤلفات، لتربط بالجامعة و يستفيد منها الطلبة والباحثون، مشيرة إلى أنه يجب على هؤلاء أن يعرفوا أم سهام الموسوعة والعلم في المجال الأدبي والثقافي، مضيفة أن كل الكلمات لن توفي المرحومة حقها، لا من حيث إنتاجها الفكري والأدبي ولا من حيث خصالها الطيبة التي لا تزال تذكر بها.
و تطرق الدكتور محمد داود، إلى البعد العربي لأم سهام، فقد كانت تحمل القضية الفلسطينة وتقوم بأعمال جمعوية تضامنية من أجل الفلسطنيين، و كانت تربطها علاقة صداقة مع نزار قباني وشاركت معه في عدة نشاطات أدبية وشعرية.
وأضاف المتدخل أن عمارية بلال التي عرفها في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان في الجامعة، كانت همزة وصل بين الأكاديميين في الجامعة و العالم الإعلامي في الميدان، من خلال مشاركتها في جريدة الجمهورية في ملحق «النادي الأدبي» و في الإذاعة رفقة المرحوم بلقاسم بن عبد الله في حصة «دنيا الأدب»، وكانت مناضلة الثقافة، مثلما وصفها الدكتور داود، لأنها كانت تشارك في جميع اللقاءات والندوات والنشاطات الأدبية، وكانت تنفق من جيبها لدفع الأعمال و النشاطات الثقافية.
و ذكر الدكتور بوشيخي الشيخ، أستاذ التاريخ بجامعة وهران، أن الراحلة كانت تنجز عدة أعمال تضامنية لصالح الفلسطينيين، وكانت أيضا تتضامن معهم ثقافيا وأدبيا، وأنها في إحدى المرات قررت إرسال ديوان شعر لفلسطين وكانت المشاركة نسوية، لكن المرحومة قررت أن يلتحق بها الدكتور بوشيخي ليساهم بقلمه في المؤلف.
و تنوعت تدخلات الحاضرين الذين تم تحديد عددهم، احتراما لتدابير الوقاية من كورونا، حيث قالت من جهتها مديرة الثقافة بالنيابة بشرى صالحي، بأنه رغم أن الجميع خسر قامة أدبية، لكن كلمتها باقية في ذواتهم شعلة موقدة، لأن التعلم من خصالها والاستلهام من سيرتها لن يتوقف. وأثنت مديرة دار الثقافة كذلك على المرحومة، باعتبارها كانت المحرك للأمسيات الأدبية والثقافية التي كانت تحتضنها دار الثقافة، حتى في سنوات التسعينيات، حيث لم تكن أم سهام تمل أو تكل ولم تطالب قط بأي مقابل.
بن ودان خيرة
في مبادرة تم الكشف عنها في تأبينية الراحلة: تأسيس صالون "أم سهام الأدبي" و جائزة وطنية باسمها
- التفاصيل
-
قراءة حداثية للقرآن وتكييف زماني للتفاسير: هكذا وظفت جمعية العلماء التعليم المسجدي لتهذيب المجتمع
عمدت جهود مصلحي جمعية العلماء المسلمين على غرار الشيخين عبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي، في محاربتهما للأفكار الدخيلة التي...
رئيسة مؤسسة عبد الكريم دالي وهيبة دالي للنصر: الملتقى الدولي الأول للشيخ رد على محاولات سرقة موروثنا الثقافي
قالت رئيسة مؤسسة الشيخ عبد الكريم دالي، السيدة وهيبة دالي للنصر، أن الملتقى العلمي الدولي الأول للشيخ المنتظر تنظيمه بداية...
أكاديميون وباحثون خلال ملتقى وطني بقسنطينة: الخطاب التعليمي لجمعية العلماء المسلمين كان تجديديا
ناقش أمس، دكاترة وباحثون قضية الخطاب التعليمي عند جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ضوء اللسانيات المعاصرة، وذلك خلال ملتقى...
المخــرج محمد فوزي ديلمي للنصر: «كن أنت» أول كوميديا موسيقية جزائرية تعرض على تطبيق إلكتروني
كشف المخرج محمد فوزي ديلمي، عن مشروع فني جديد سيجمع وجوها من قسنطينة، ويتعلق الأمر بكوميديا موسيقية من أربعة مواسم بعنوان « كن...
عودة إلى رؤية العلامة للقضية الفلسطينية: 22 دار نشر وطنية في صالون بن باديس للكتاب بقسنطينة
انطلقت أمس، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، فعاليات الطبعة الأولى من صالون الكتاب الوطني العلامة عبد الحميد بن باديس تحت شعار «إننا للعلا إننا...
مجموعة من 1400 كتاب: جامعة ميلة تستلم المكتبة الشخصية للبروفيسور «مرمول محمد الصالح»
تسلّمت يوم أمس، المكتبة المركزية للمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة، ما مجموعه 1400 كتاب من المكتبة الشخصية للبروفيسور...
الممثل والحكواتي والمسرحي فؤاد لبوخ للنصر: الحكاية أفضل طريقة تربوية للطفل دون تلقين مباشر
يحرص الحكواتي ومخرج مسرحيات الأطفال على ركح باتنة الجهوي فؤاد لبوخ، على انتقاء النصوص التربوية التعليمية للأطفال، ويستلهم أعماله من قصص...
عرض الفيلم وسط حضور كبير في ذكرى استشهاد البطل
- العربي بن مهيدي -.. قصة مناضل قهر فرنسا بابتسامةاحتضنت دار الأوبرا «بوعلام بسايح» بالجزائر العاصمة، سهرة أول أمس الاثنين العرض الشرفي للفيلم الروائي الطويل «العربي بن مهيدي» للمخرج بشير درايس، والذي...
الطبعة 13 للمهرجان الثقافي للشعر النسوي بقسنطينة: بحـــور للعــــزة و قــــواف لفلسطيـن الصامـــدة
انطلقت مساء أمس، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، فعاليات الطبعة الثالثة عشرة للمهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي، تحت شعار «...
ختام أيام برج بوعريريج المسرحية
- سيفار - رسالة الشعوب المستضعفة للتحرر من القيود اختتمت ليلة أمس الأول، فعاليات التظاهرة الثقافية أيام برج بوعريريج للعروض المسرحية المتوجة، بدار الثقافة محمد بوضياف بتقديم عرض «سيفار»، وتكريم عائلة فقيد...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)