احتفلت الصحافة الفرنسية بمتابعة كريم بن زيمة في قضية ابتزاز زميله في المنتخب ماتيو فالبوينا بفيديو  فاضح ولم تكتف بذلك بل راحت بعض الصحف والمواقع تذكر برفضه ترديد النشيد الوطني الفرنسي في مقابلات الديكة بسبب أصوله الجزائرية، واستغرب معلقون كيف بقي النجم العالمي وفيا لأصدقائه القدامى في الضواحي وكيف رفض تغيير وكيل أعماله «الجزائري» ومنهم من استعار لسان ساركوزي ليلقي بكلمة «الحثالة» التي أطلقها الرئيس السابق في وصف عرب الضواحي وحتى صحيفة لوموند الأكثر اعتدالا بين أخواتها أشارت إلى الأصول والمحيط المشوش ووكيل الأعمال الذي لا يحب الصحافة الفرنسية التي لا تحب لاعبه.
و واضح  أن «احتفال» الصحافة الفرنسية يأتي بعد سنوات من معاداة هذا اللاعب إلى درجة الدعوة لاستبعاده من المنتخب الأزرق بسبب النشيد الوطني واعتزازه بأصوله بل أن أغلب الصحف والمواقع حتى غير المتخصصة منها في الرياضة انشغلت بإحصاء الدقائق التي لعبها دون أن يسجل، فيما اجتهد معلقون في التأكيد على أنه يلعب «بدون قلب» في فرنسا عكس ما يفعله في ريال مدريد الذي يستخسر الفرنسيون وجوده فيه، فتجد أخبار انتقاله الوهمية إلى فرق أدنى على الصفحات الأولى في كل ميركاتو، كما تجد التعليقات الجارحة من فرنسيين على صفحات اللاعب في مواقع التواصل الاجتماعي أو على مواضيع متعلقة به في المواقع، عكس بقية الجماهير لا سيما العربية والآسياوية التي تعتز بهذا الرياضي الذي يعده التقنيون من بين أحسن المهاجمين في العالم.
تعكس هذه الحالة مشاعر عداء مكبوتة تجاه كل ما هو جزائري في فرنسا، وقد ظهرت هذه الحالات الباتولوجية مع زيدان الذي اختفت جزائريته حين مكن الفرنسيين من كأس العالم ولم تظهر إلا بعد نطحة ماتيرازي الشهيرة وظهرت مع سمير ناصري، وقبلهم وبعدهم ظهرت مع عديد الكتاب الجزائريين الذين تم «حرمانهم» من جوائز أدبية لأسباب غير أدبية.
هذا «المرض الفرنسي» هو نتيجة صدمة لم يتم علاجها في العلاقة بين البلدين بسبب عدم القيام بحداد الانفصال الأمر الذي نجمت عنه حالة إنكار للواقع عملت على تغذيتها نخب سياسية في الجانبين  استفادت من الوضع القائم حتى وإن لم يكن وضعا سويا. وما يظهر الآن في الصحافة  أو في زلات ألسن السياسيين ليس سوى عودة للمكبوت إلى مسرح الشعور.
ملاحظة
   يتوفر هذا المرض في الضفة الجنوبية بما يعادل نظيره في الشدة دون أن يعاكسه في الاتجاه!

سليم بوفنداسة

 
    • الخروج من حُجرة الكتابة

      خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو الذي فضّل أن يختتم الرحلة في الحجرة ذاتها التي شهدت ميلاد أبطاله، تمامًا كبطله  العجوز "بلانك" المحتجز في غرفةٍ ليُحاسب على ما...

    • قطارُ الباطل

      سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على الجامعات ومراكز البحث، سواء من حيث الاستثمارات والشراكات أو التمويل والتبرّعات التي تهدف إلى الهيمنة والسيطرة على القرار، وهو ما...

    • صعلكة

        أصبح "خطاب الحق" عنوان ضعفٍ في عالم اليوم الذي باتت تتحكّم في مفاصله قوى ولوبيات لا تبالي بالقوانين ولا بالمبادئ التي راكمتها الإنسانيّة في خروجها الفاشل من الصّراعات الدموية. بل إن "التصعلك" تحوّل إلى ما يشبه العرف في العلاقات الدولية،...

    • ضرورة التفكير في المجتمع

        سليم بوفنداسة انتفض المجتمع المدني في ولاية خنشلة ضدّ "الراقي الزائر"، الذي أثار الجدل على مواقع التواصل، ودعا السلطات لفتح تحقيق حول قيّامه بنشاط غير مرخص، في مبادرة حضاريّة تكشف عن وعي الجمعيّات وتحمّلها مسؤوليّة التصدي لآفات ظلّت لفترة...

    • المخفيّ

      حين مات محمد ديب لم تجد وسائل الإعلام الوطنيّة، مادة سمعية بصريّة عن الكاتب تقدّمها للجمهور، كان ذلك سنة 2003، أي قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، وكان محمد ديب أكبر كاتبٍ جزائري، عاش عمرًا مديدًا يكفي لاستدراجه إلى توثيق يخدم...

    • اختراق

      شهدت الفترة التي تلت اندلاع الحرب المدمرة على غزة، تسخير ذباب إلكتروني لتسفيه الخطابات المؤيدة للفلسطينيين، ويمكن أن نقرأ ما يندى له الجبين في تعليقات عربيّة على الجهود الدبلوماسيّة لوقف المذبحة، أو على التضامن مع الضحايا، حيث...

    • خِفّـــة

      يبحثُ المتحدّثُ عن العبارة التي ستبقى  في أثير الله الأزرق بعد أن يفنى الكلام، عبارةٌ واحدةٌ تكفي كي يبقى، لذلك صارت استراتيجيات التّواصل تُبنى على عبارات يوصى بإلقائها وسط موجة الكلام، في حملات الانتخابات وفي الخُطبِ والتدخلات في وسائل...

    • وصفُ السّعادة!

      تجري الحياة في فضاءات أخرى وليس على المُستطيل الأخضر، رغم المُتعة التي توفرها كرة القدم، باعتبارها مسرح فرجةٍ في عصرنا، يلتقي فيه الشغف الكونيّ. صحيحٌ أنّ هذه اللّعبة، تجاوزت حدود الرياضة بعد ظهور "المستثمرين" والتجّار من باعة...

    • القيمة والشّعار

      يخترقُ المنتوج الثقافيّ الحدود واللّغات، بجودته أولًا وأخيرًا، وقد يفوق تأثيره التوقّعات، لذلك استغلّت بعض الأمم المُتصارعة على المسرح الكونيّ الفنون لتمرير رسائل تستهدف وجدان البشر و تستدعيه في لعبة استدراج و تماهٍ، عبر صوغ...

    • كبارُ "الباعة"!

      سخر كمال داود من الصّفة التي يطلقها العرب والمسلمون على ضحايا العدوان الهمجي على غزّة، ووجد الوقت والمتعة للتّنكيل اللّغوي بمنكّل بهم في الواقع، لكنّ اللّغة ستخونه، قطعًا، في وصف القتلة، لأنّ حريّته تتوقّف عند جثث الضحايا،...

    << < 1 2 3 4 5 > >> (5)
الرجوع إلى الأعلى