الشاعر بشير المثردي يدعو لإدراج الشعر الشبابي المعاصر في المناهج الجامعية
دعا الشاعر الجزائري بشير المثردي ابن مدينة واد سوف، و صاحب جائزة علي معاشي للمبدعين الشباب، الباحثين الأكاديميين إلى إدراج القصائد الشبابية المعاصرة في المناهج التعليمية الجامعية، و الاستشهاد بأمثلة من شعر التجديد في القصيدة العمودية، بدلا من اختزال الشعر في النثر و الهجوم على كل ما هو عمودي.
بشير المثردي الذي حل ضيفا على قسنطينة مؤخرا، في إطار فعاليات الأسبوع الثقافي لمدينة واد سوف في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، عاب على الباحثين الجزائريين الغياب التام للشعر الشبابي في المحاضرات الجامعية، و حصر الاستشهاد في كل المواد على قصائد قديمة لبلقاسم خمار مثلا، بالرغم من تنوّع القصيدة الشبابية المعاصرة  و تميّزها، فضلا عن تمتعها بصور جمالية و مفارقات طافحة بالتجديد و الرقي كما عبّر.
صاحب ديوان «إلى النص « ر» أبحر» ، الصادر سنة 2009، و الحائز على جائزة علي معاشي لسنة2011، تطرّق إلى واقع الشعر و الشاعر في الجزائر، معلّقا بأنه يكاد يجزم بأن الكتابة لم تعد تجدي، ومع ذلك يكتب كما قال لأن الكتابة ملكة تولد مع الإنسان، كما حمّل وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي جزءا هاما من مسؤولية تراجع القيمة الأدبية و الإبداعية للشعر، فهذه القنوات الإعلامية أصبحت حسبه، تصنع من لا أحد شاعرا، ما جعل الشاعر و الأديب عموما يحتفي بالصورة بدلا من النص، و يقدم ثلاثة إلى أربعة أعمال في السنة غالبا ما تكون فارغة من المضمون، نابعة من اهتمامهم المفرط بالظهور في الإعلام و صناعة الجدل على مواقع التواصل، حتى وإن كان ذلك على حساب النوع، وهي إشكالية تتطلّب كما قال، نقاشا عميقا للبحث عن حلول تنقذ الأدب والشعر من الانحدار نحو مستنقع الرداءة، لأن ذلك يؤثر بالسلب على واقع المقروئية في الجزائر، وهو واقع وصفه بالكارثي، بعدما فقد الشعر
و الأدب قراءه، و فقدت المكتبات روادها، مستشهدا بتوزيعها لحوالي 90 بالمائة من نسخ ديوانه الشعري مجانا.
بشير المثردي، أكد بأن فوزه بجائرة علي معاشي للمبدعين الشباب، فتح له الكثير من الأبواب للمشاركة في المناسبات الأدبية و الشعرية التي من شأنها أن تخدم مسيرته و تقدم له فرصة للتلاقي و تبادل الخبرات و التجارب و الأفكار،  بالرغم من أنه تطرّق إلى مشكل غياب التمثيل الشبابي في الخارج و ضعف المتابعة.
وعن علاقته بالشعر، أوضح بأنها بدأت منذ الصغر، و صقلتها دراسته للأدب العربي في الجامعة، حيث كانت أول تجربة له في ديوان جماعي صدر  عن دار الثقافة الأمين العمودي بعنوان « وسابعهم وجهها»، ثم ديوان ثان بعنوان « قبل أن تنفذ الكلمات»، ليصدر سنة 2009 ديوانه الخاص « إلى النص « ر» ابحر»، وهو عمل تغنى فيه بالحب و الجمال و المرأة و الوطن، و طغت عليه سمة الحزن، الأمر الذي اعتبره الشاعر وليد تجارب عديدة قاسية، دفعته لكتابة للحزن ليس رثاء للحال أو بكاء على الأطلال و لكن بهدف التأسيسي للفرح، لأن التحرّر من الأحزان و معرفة أسبابها، يمنح شعورا بالسعادة و الرضا، كما عبّر.
 نور الهدى طابي

الرجوع إلى الأعلى