المغربية “أوم” الصوت الإفريقي الدافئ  و القيثارة العربية القناوية
على أنغام العود العربي افتتحت أمس الفنانة المغربية أم الغيث بنت الصحراوي ،المعروفة بـاسم» أوم» ثاني سهرات المهرجان الدولي لموسيقى الجاز بقسنطينة، صانعة مزيجا سحريا بين السول الأمريكي، و الحسانية المغربية ،و موسيقى القناوة، التي أرقصت من خلال نغماتها جمهور قاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة، منشدة للحب و السلام و مناجية روح إفريقيا و العالم.
وسط حضور جماهري كبير، صدحت أم الغيث بنت الصحراوي بالسول المغربية، فأبدعت و أرقصت الحضور على نغمات العود الذي امتزجت ألحانه بوقع أوتار  التشيلو، و أنين الترومباز و الكونتروباز، و رقصت فسحرت بوقع قدميها الحافيتين و إطلالتها التقلدية، عشاق الجاز القسنطينيين، فطبعت بذلك السهرة بمزيج راق من الطبوع الموسيقية المتداخلة المستمدة من روح إفريقيا و المغرب العربي  و الطافحة بعبق الشرق و الغرب.
أوم، التي غنت في الجزائر لأول مرة، اعتلت المسرح فأشعلته حماسا من خلال أغنيتها للأولى  «ليلة لا تسالي»، من ألبومها الأخير «زرابي»، قبل أن تتوقف للحظة لتعبر عن سعادتها الكبيرة بالتواجد في قسنطينة التي فتحت لها باب دخول الأراضي الجزائرية، وهي التي طالما حلمت ـ كما عبرت ـ بالغناء في سماء هذا الوطن الشقيق، قبل أن تستأنف الغناء بطبقات ساحرة تنوعت بين الخفيفة و العالية، أبهرت الجمهور بقدرتها على التحكم بها دون أخطاء، فغنت من ذات الألبوم ، أغنية «هنا» و  «الحمد لله» و «آجيني»، «زرناكم» ، «روح إفريقيا»، و مقاطع من ألبومها «روح المغرب». الجزء الثاني من الحفل نشطته فرقة «ماتيد ميلك» و فرقة «طوني غريم»، فأرقصتا جمهور القاعة على وقع أنغام الساكسوفون و الترومباز الأمريكي، و ألحان السول و الغوسيل.
على هامش هذا الحفل عقدت الفنانة المغربية أوم ندوة صحفية، أكدت فيها حبها للجزائر، البلد الذي وصفته بالوطن الثاني، لأن زوجها يحمل الجنسية الجزائرية، مشيرة إلى أنها تأمل أن تفتح لها قسنطينة أبواب الغناء في العاصمة و وهران و مدن أخرى ، لتحيي من خلالها روح إفريقيا و الوحدة المغاربية، معبرة عن فرحها بانتمائها العرقي  و الحضاري، و بكونها جزء من هذه القارة الأم و هذا التنوع الثقافي و الموسيقي الغني الذي يعكس هويتنا بوضوح، و يميزنا على الآخر.                     

ن/ط

الرجوع إلى الأعلى