الكتب شبه  المدرسية و الدينية  و التنمية البشرية في صدارة الاهتمام
 • الطلبة الجامعيون يكتسحون المعرض
 توافد جمهور القراء من طلبة جامعيين وباحثين وهواة المطالعة وأولياء التلاميذ على الصالون الدولي للكتاب في طبعته 22، في أول يوم لفتحه أمام عامة الزوار، بحثا عن عناوين جديدة، وآخر إصدارات المؤلفين، واحتلت الكتب الدينية وشبه المدرسية والروايات وكتب التنمية البشرية والتداوي بالأعشاب الصدارة ضمن العناوين الأكثر استقطابا لضيوف الصالون.
وتجمع العشرات من زوار المعرض الدولي للكتاب أمام المدخل الرئيسي لقاعة العرض، التي تأخر فتحها يوم الخميس إلى غاية الساعة الحادية عشرة صباحا بدل العاشرة، وسارع المعتادون على زيارة الصالون للاطلاع على مضمون اللافتة التي وضعت خارج الجناح الرئيسي، وتضمنت مخططا مفصلا حول توزيع دور النشر المشاركة، التي قارب عددها 900 دار نشر من مختلف البلدان العربية و الأوروبية، وما إن فتح الأعوان أبواب الجناح، تفرق الجموع على شكل مجموعات صغيرة باتجاه دور النشر المعروفة بمشاركتها السنوية في الصالون، التي باشرت على الفور عملية البيع، نظرا للإقبال الكبير الذي شهدته، من بينها دار السلام والعبيكة، وجناح الكتاب المغاربة، التي عرضت كتبا دينية، وفكرية، وأخرى أدبية، في حين فضل الكثيرون القيام بجولة شاملة عبر مختلف زوايا المعرض للاطلاع على دور العرض المشاركة، وعلى العناوين التي جاءت بها، والأهم من ذلك معرفة مستوى الأسعار، التي شهدت ارتفاعا نسبيا هذه السنة.
وشكل الطلبة الجامعيون أهم رواد الصالون الدولي للكتاب في يومه الأول، حيث استغل الكثيرون ساعات ما بعد الدراسة للبحث عن الكتب المتعلقة بمجال التخصص، من بينهم طلبة جامعة باب الزوار التي لا تبعد سوء بأمتار محدودة عن نادي الصنوبر البحري، على غرار طالبة في اللغة الإنجليزية رافقتها  والدتها، لاقتناء بعض الكتب التي تحتاجها في الدراسة، في حين أفادت طالبة أخرى في كلية الحقوق سنة ثانية، أنها قصدت المعرض لاقتناء كتب في علم النفس، ورغم أنها لا تمت بصلة لمجال تخصصها، إلا أنها أبدت ميلا للاطلاع على ميادين أخرى.
الكتب شبه المدرسية والدينية والتنمية البشرية تستحوذ على اهتمام الزوار  
ولم يبذل ممثلو دور النشر التي تخصصت هذا الموسم في الكتب شبه الالمدرسية جهودا كبيرة لجلب الزوار، لأن الكتب المعروضة التي حملت عناوين وصورا بألوان متنوعة مكنت من استقطاب الأولياء الذين استغلوا الصالون لاقتناء آخر الإصدارات التي تتعلق بهذا المجال، وشكلت كتب الجيل الثاني مركز اهتمام الأولياء رغم محدودية عدد العناوين، لكون البرنامج ما يزال جديدا، حيث اقتصر معظم ما هو معروض على تمارين محلولة ذات صلة بكتب الجيل الثاني ، وبحسب السيد «الصادق غريب»، ممثل دار النشر «عالم المعرفة» فإن قصص الأطفال باللغتين العربية والفرنسية، والكتب شبه المدرسية هي الأكثر رواجا في عالم الكتب مؤخرا، معتبرا الأسعار المطبقة في السوق جد معقولة، وهي تتراوح ما بين 300 و750 دج، كما تعرض الدار قصصا صغيرة بأسعار جد معقلة لا تزيد عن 120 دج.
نفس الإقبال شهدته دور نشر أخرى تنشط في المجال نفسه، على غرار دار مزغنة، التي تخصصت في كتب الأطفال الكتب شبه المدرسية، سيما كتب الجيل الثاني، ومجلات خاصة بالأطفال، ورغم العناوين المعروضة إلا أن صالون السنة الماضية شهد تنوعا من حيث كتب الأطفال أفضل من هذا العام، وفسر مسؤول دار النشر ابن طفيل سليم بن مرادي تخصص مؤسسته في الكتب شبه المدرسية وكتب الأطفال، بأنها الأكثر طلبا من قبل ضيوف هذه التظاهرة الثقافية التي دأبت الجزائر على احتضانها سنويا، والأكثر رواجا على مدار السنة بالنظر إلى الاهتمام الذي أضحى يوليه الآباء للمسار الدراسي للأبناء، وبرر تقلص عدد العناوين بالمناهج الجديدة التي تخضع في كل مرة إلى تحسينات من قبل وزارة التربية الوطنية، لذلك يفضل المؤلفون التريث إلى غاية أن يتضح المحتوى النهائي للبرامج، كما يعرض الصالون  كتبا خاصة بأقسام البكالوريا، التي أقبل الطلبة على اقتنائها، إلى جانب الحوليات والمراجعات النهائية للمواد الأساسية والمطويات، بأسعار تتراوح ما بين 300 دج و800 دج بحسب حجم الكتاب.
كتب التنمية البشرية والتداوي بالأعشاب ضمن أكثر العناوين مبيعا
وساهم صالون هذه السنة في توضيح معالم اهتمامات القارئ الجزائري، الذي لم يعد يبحث فقط عن الكتب المتخصصة في مجالات محددة، بل أضحى يميل إلى مواضيع عامة وشاملة، خاصة ما تعلق بكتب التنمية البشرية، وفق ما لا حطناه على مستوى «دار العبيكة» السعودية، التي تشرك هذه السنة بأكثر من 2000 عنوانا، أغلبها عبارة عن كتب دينية وفي التنمية البشرية، وأخرى مختصة في التداوي بالأعشاب، وما يزال كتاب «لاتحزن» لمؤلفه عائض القرني يحقق رواجا، إلى جانب كتاب «أسعد امرأة في العالم»  وكتاب «كيف عاملهم»  «وكيف تمسك بزمام القوى»، و«استراتيجية حرب» من بين العناوين الأكثر طلبا على مستوى هذه الدار، وفق تأكيد ممثلها السيد «عبد اللطيف سنيغرة»، كما فضل قراء شراء كتب التداوي بالأعشاب نظر لاتساع فئة المرضى الذين يفضلون الطرق التقليدية في التداوي.
تخفيضات في أول يوم و زوار ينتظرون نهاية المعرض على أمل تراجع الأسعار
ولم تنتظر بعض دور النشر التي تشارك سنويا في الصالون الدولي للكتاب بلوغ آخر أيام المعرض لتخفيض الأسعار، مستغلة التوافد الكبير على جناحها لبيع أكبر عدد من العناوين، على غرار «دار السلام» التي تعرض مجلدات وكتب عبارة عن سلسلة مقابل 4000 دج، كما قدمت دورا أخرى عروضا مغرية ونشر
لافتات كتبت عليها الأسعار المخفضة، من بينها الأعمال الكاملة  للشاعر المعروف أحمد مطر مقابل 700 دج.
وفضل طلبة العلوم والطب التوجه إلى دور النشر الفرنسية المتخصصة في هذا المجال، من بينها «هاشيت»، لاقتناء العناوين التي يحتاجونها، رغم ارتفاع أسعارها، التي فاقت بعضها 3 آلاف دج، ولكونها مفقودة في السوق اضطر الكثير لشرائها، في حين اتجه طلبة اللغات إلى دور النشر المختصة في نشر الروايات باللغات الأجنبية، من بينها الإنجليزية، التي استقطبت هذه السنة نوعا مميزا من الطلبة الشباب الذين يتوقون للتفتح على العالم، والاستمتاع بالروايات العالمية، كما حققت الروايات المكتوبة باللغة العربية نفس الرواج، مما يوحي بأن اتساع استعمال مواقع التواصل الاجتماعي لم يتغلب على حب المطالعة لدى شريحة الشباب خاصة الطلبة الجامعيين، ليبقى الكتاب خير أنيس في الأنام.
ويرجع الكثير من الناشرين ارتفاع أسعار الكتب نسيبا مقارنة بالمواسم الماضية إلى ارتفاع أسعار الورق، التي قفزت من 80 دج للكغ إلى 160 دج خلال هذه السنة، جراء تراجع قيمة الدينار، موضحين بأن حجم الكتاب ونوعية الغلاف يؤثر على مستوى الأسعار، إذ كلما توفرت النوعية كلما زاد السعر، كما أن تدعيم الكتب بغلاف من نوعية جيدة لضمان ديمومته يؤدي أيضا إلى الزيادة في القيمة الإجمالية للتكلفة، وهو ما لا يمكن أن يتحمله الناشر لوحده.
 لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى