تبرعات بـ12 ألف أورو لإنقاذ لوحة المجاعة في الجزائر
تلقت أربعة متاحف فرنسية خلال شهر تبرعات بأكثر من 12 ألف أورو من أجل عملية إعادة الاعتبار للوحة المجاعة في الجزائر لغوستاف غيومي، بعد أن استعارتها من متحف سيرتا بقسنطينة لتنظيم أول معرض خاص بالفنان في فرنسا منذ  أزيد من قرن.
وينوي متحف الفنون الجميلة “لاروشال” ومسبح روبيكس ومتحف الفن والصناعة “ديلي جنت” ومتحف “ليموج وأجين” تنظيم معرض استذكاري خاص بالفنان المذكور لأول مرة بفرنسا منذ  نهاية القرن 19. واستعارت المتاحف الأربع لوحة المجاعة في الجزائر من متحف الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث كانت محفوظة على مستوى المتحف الجهوي سيرتا بقسنطينة، لكن وضعيتها سيئة جدا، ما يستدعي عملية إعادة اعتبار لها. ونشر المعنيون دعوة إلى التبرع نهاية شهر جانفي الماضي، حيث تتطلب إعادة الاعتبار مبلغ 25 ألف أورو، تمكنوا من جمع نصفها، في حين ينقضي أجل التبرع بعد أقل من عشرين يوما، بحسب ما نشره متحف سيرتا بقسنطينة على صفحة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
ورسم الفنان الفرنسي غوستاف غيومي لوحة المجاعة في الجزائر عام 1869، وهي واحدة من أعماله غير المعروفة اليوم على عكس لوحاته الأخرى، حيث كرس غيومي كل لوحاته للجزائر التي حل بها خلال الاستعمار الفرنسي وجال في أرجائها، كما يعتبر الوحيد الذي سعى إلى تمثيل المأساة الجزائرية التي تسبب فيها الاستعمار الفرنسي بسياسة الاستيلاء على أراضي الجزائريين بالدرجة الأولى فضلا عن الجفاف، ما أدى إلى وقوع مجاعة وانتشار أوبئة حصدت مئات الآلاف من الأرواح. وعرض غيومي لوحة المجاعة في نفس السنة التي رسمها فيها.
ويتمثل قماش اللوحة من نسيج الكتان متوسط السمك، لكن حواف الشد متدهورة كثيرا، كما تحمل آثار وصلها بالإطار الذي اختفى، فضلا عن وجود عدة أجزاء ممزقة منها وثنيات بارزة. وتظهر عليها أيضا آثار عمودية سببها الماء، فضلا عن اختفاء قطعة من الجهة المكتوبة. ومن المرتقب أيضا أن تساعد المتاحف المذكورة في إنجاز فيلم قصير من عشرين دقيقة تحت عنوان “من صحراء لأخرى” حول غوستاف غيومي من إخراج الفنانة الجزائرية حبيبة جحنين.                      سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى