مرضى ينشرون تجاربهم مع الداء و أمهات يرثين فلذات أكبادهن
تفاعل  رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع وسم اليوم العالمي للسرطان، و نشروا عبر صفحاتهم أسباب الإصابة به و مخاطره، و تداولوا  جملة من النصائح ، فيما نشر آخرون تجاربهم مع الداء و تذكر البعض الآخر أشخاصا فارقوهم بسببه.
اليوم العالمي لمرض السرطان، الذي يعتبر  تظاهرة سنوية ينظمها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان في  4فيفري من كل سنة،  يعتبر فرصة لإبراز مخاطر الإصابة بالداء ، الذي يعد من أكبر المشكلات الصحية التي تواجه العالم، حيث يستغل رواد مواقع التواصل هذا اليوم لنشر الوعي و لتحسيس، عبر تشارك معلومات بخصوص طرق الوقاية و الكشف المبكر و كذا العلاج، حيث تداولوا على نطاق واسع توصيات  لتغيير سلوك الفرد من أجل تجنب هذا المرض القاتل.
المنشورات تداولت مجموعة من الإرشادات و النصائح لخبراء في منظمة الصحة العالمية، كالامتناع عن التدخين أو استهلاك أي نوع من أنوع التبغ، مع المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية البسيطة، و إتباع حمية صحية من خلال تناول حبوب و خضروات أكثر، وتجنب الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، و كذلك اللحم المعالج، والأطعمة ذات الملوحة العالية، و نصحوا النساء الحوامل بالالتزام بالرضاعة الطبيعية، لكونها تقلل خطر الإصابة بالسرطان  بالنسبة للنساء، مع المواظبة على الفحوصات الدورية، و غيرها من النصائح.
فيما نشر آخرون تجاربهم مع داء السرطان، و تحدثوا عن معاناتهم خلال فترة العلاج، حيث نشرت سيدة تدعى آمنة، قصتها مع مرض سرطان الثدي، قائلة «تجربتي بكل بساطة مرت عبر ثلاث محطات مهمة، المحطة الأولى كانت مفصلية في رؤيتي للحياة، تميزت باكتشاف المرض في غمرة جنون الخلايا، وهو يلسع ربما أجمل شيء عند المرأة باعتباره رمز الأنوثة ، كانت نفسيتي متعبة وصعبة وأنا أتأمل جسدي،  بكل صدق كنت أتخيل الموت يقترب مني ..  من هنا ابتدأت رحلة السفر الأخرى نحو المحطة الثانية، التي باشرت فيها العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة، حقيقة كانت رحلة متعبة و منهكة، سقط فيها شعري وذبل جسدي  و فقدت شهية الأكل، لكن رغم ذلك انتفضت كفرع زيتونة بنظام غذائي مفيد وتزيين وجهي بكل شيء طبيعي وجميل وارتداء أجمل الثياب ومشاهدة التلفاز والقراءة والكتابة، فعشت حياتي الطبيعية مع زوجي وابنتيَ، بما في ذلك السفر والاندماج مع الناس، حاملة فرحي الدفين بين يدي، و قد دامت ستة أشهر تعرفت على صديقات وأصدقاء مدوا إلي يد العون، وساهموا في تقوية عزيمتي وانتصاري على المرض».
و في المحطة الثالثة برز شعاع الأمل، حسب منشور آمنة ، مضيفة «عندما حدد لها  الطبيب المعالج حصص المراقبة الطبية و الفحوصات المرتبة زمنيا، بداية من كل ثلاثة أشهر، وصولا إلى دورات ستة أشهر وضمنها مقادير تناول أقراص الدواء، وكانت عناية الأطباء ونصائحهم والجو الأسري ودعم الأصدقاء والصديقات، سواء في العمل أو خارجه، عوامل مساعدة على تخطي محنة التعب النفسي والجسدي إلى أن أخذت في التعافي تدريجيا» .
و تابعت المتحدثة «انتشى جسدي بالمحبة وروح الأمل والابتسامة الدائمة، بعيدا عن فوضى ضغوطات الحياة اليومية.. داعبت الرياح شعري من جديد، وصاحبتني أكثر الكتابة والشعر، وجاء بعدهما الفن التشكيلي، ليكون بدوره بردا وسلاما على روحي الشاعرة».
فيما نشرت مريضة أخرى منشورا عنونته «رسالة للأزواج»، جاء فيه  «تقبل أيها الزوج مرض زوجتك و لا تتركها و هي في تلك الحالة النفسية ، ساعدها على تخطي فترة العلاج و  استيعاب مفهوم المرض بأنه مثل أي مرض آخر، و عدم تركها عرضة للإهمال بسبب الصراعات العائلية، ومنحها المزيد من العناية والدفء العاطفي وعدم المس بمشاعرها».
فيما نشرت أم صور طفلها البالغ خمس سنوات الذي رحل عن هذا العالم الشهر الفارط، بعد معاناة طويلة مع المرض، و ذكرت  خصاله و أمنياته التي كانت كثيرة ، و كذا آخر الكلمات التي سمعتها على لسانه ، معبرة عن حزنها الشديد على فقدانه.                          أ بوقرن

الرجوع إلى الأعلى