تقطيع الأضاحي في الهواء الطلق وجزارون متنقلون
تحوّلت "الجزارة" إلى حرفة من لا حرفة له في ثاني أيام عيد الأضحى، حيث انتشرت طاولات تقطيع اللحم في الهواء الطلق بالكثير من الأحياء و شوارع قسنطينة في مشهد طبعته الفوضى و وسط استهجان و استياء الكثيرين، بسبب الأوساخ التي سببها متحينو فرص الكسب السريع، و مستغلو قلة صبر بعض المواطنين و عدم تحملهم الوقوف في طوابير طويلة أمام محلات الجزارين لحجز مكان لتقطيع الأضاحي.
شهدت العديد من الأحياء على غير العادة انتشار ظاهرة تقطيع لحم الأضحية في الشارع، بعد ظهور منافسين للجزارين، ممن استهوتهم هذه الحرفة لما وجدوه فيها من إقبال ملفت للمواطنين الراغبين في تقطيع لحم أضاحيهم دون الاضطرار للوقوف في طوابير أو حجز مكان بمحل للجزارة و العودة في المساء و أحيانا في ساعة متأخرة من الليل لاستعادة اللحم المقطع، أمام تزايد عدد الأسر المتخلية عن عادة تقطيع «الجزرة» في البيت و إرسالها إلى مختص تجنبا لمشقة العملية من جهة و حفاظا على نظافة البيت من بقايا اللحم و الشحوم المتناثرة جرّاء التقطيع العشوائي من قبل المتطوعين الهواة من أفراد العائلة من جهة أخرى.
 محلات الجزارة على كثرتها لم تعد تكفي لتلبية الطلبات المتزايدة لتقطيع اللحم في اليومين الأولين لعيد الأضحى، شجع على ظهور جزارين هواة يعرضون خدماتهم بالشارع بعد ترتيب طاولات و قطع خشبية تستعمل للتقطيع «جذرة» و كذا سكاكين و سواطير بمختلف الأحجام و الأشكال، جعلت من الأحياء أشبه بمذابح مفتوحة على الهواء، تتطاير فيها شظايا الأضاحي في كل مكان، وسط تهافت الباحثين عن الأسعار المنخفضة، لأن الجزار المحترف يزيد ثمن أتعابه من سنة إلى أخرى، و التي تراوحت هذه السنة بين 1500 و 3000دج في حين كسر الجزارون الهواة بالشوارع الأسعار إلى أقل من النصف، لاستقطاب الزبائن، و بالفعل تمكنوا من خطف الأضواء من المحترفين الذين تحوّلوا إلى نجوم، يتم حجز أماكن بقوائم انتظار طويلة عشية العيد للاستفادة من خدماتهم.
و من الأحياء التي عرفت هذه الظاهرة حي زواغي و بوالصوف و أحياء أخرى بالمدينة الجديدة علي منجلي و مدينة الخروب، و ليس هذا فحسب بل قام بعض ممتهني هذه الحرفة الموسمية بالتجوّل بشاحناتهم بين الأحياء و اقتراح خدماتهم، و هو ما استحسنه بعض القاطنين بالأحياء البعيدة، التي يعاني سكانها من مشكلة انعدام النقل خاصة في المناسبات.
و إن سهل الجزارون المتنقلون على الكثيرين مشكلة نقل «الجزرة» و جنبوهم مشكلة الانتظار الطويل، فإن ما تركوه من أوساخ زاد من تشوّه المحيط، و ساهم في انتشار القطط و الكلاب بعديد الأحياء، ما أثار استياء الكثير من المواطنين و انتقدته الجمعيات النشطة في مجال حماية البيئة منها جمعية حماية الطبيعة و البيئة بقسنطينة التي قال رئيسها عبد المجيد سبيح بأن ظاهرة تقطيع اللحم في الشارع غير حضرية و غير مقبولة، فضلا عن المشاكل الصحية التي قد يتعرّض لها الزبائن، غير المبالين بنظافة المكان الذي تم فيه تقطيع الأضحية، حيث تكثر عوامل التلوّث و بشكل خاص الغبار و غياب شروط النظافة عموما بما في ذلك نظافة السكاكين المستعملة.
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى