و انتشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» منذ اليوم الثاني للعيد، تعليقات و شكاوى للمواطنين يؤكدون من خلالها، أنهم تخلصوا من لحوم الأضاحي بعد تغيّر لونها و انبعاث رائحة كريهة منها، و قد اعتقد الكثير من المواطنين في بداية الأمر أنها مجرد حالات معزولة، غير أن رقعة الشكاوى أخذت في الاتساع و شملت معظم ولايات الوطن تقريبا، حيث نشر الكثيرون صورا للحوم الأضاحي التي تعرضت للتلف و قد تحوّل لونها إلى الأزرق أو الأخضر و بدت غير صالحة تماما للأكل. و قد اعتقد المواطنون في مرحلة أولى أن سبب تلف الأضاحي هو تركها خارج الثلاجات قبل تقطيعها لمدة 24 ساعة، مع ارتفاع درجات الحرارة، كما قال البعض بأن غسل لحم الأضحية بالماء هو ما أدى إلى سرعة تلفها، لكن سرعان ما تبددت هذه الشكوك بعد أن أكد الكثير من المواطنين، أنهم لم يغسلوا لحم الأضاحي بالماء كما أنهم لم يعرضوها للحرارة و قاموا بوضعها في الثلاجات ليلة اليوم الأول من العيد، غير أنهم لاحظوا في صبيحة اليوم الموالي تغير لون اللحم و انبعاث رائحة كريهة منه، خاصة بعد وضعه في المقلاة من أجل الطهي أو الشوي.
رائحة «الجيفة» عند قلي اللحم
و في قسنطينة، لاحظنا أن عددا كبيرا من المواطنين قاموا بالتخلص من أجزاء من الأضاحي، و منهم من رمى كامل الأضحية حتى قبل تقطيعها، و قد وقفنا على بعض الحالات لعائلات قامت برمي أجزاء كبيرة كالفخذين و هي المناطق الأكثر تضررا حسب محدثينا، إضافة إلى الرقبة و حتى منطقة القفص الصدري و الكتفين تعرضت للتلف، أما الأجزاء التي كانت تنبعث منها الرائحة بقوة فهي منطقة العظام، حسب ما لاحظناه و أكده لنا عدة مواطنين، و قد ذكر أفراد إحدى العائلات بأنهم اعتادوا على ترك الأضحية معرضة للهواء طيلة الليل قبل تقطيعها في الصباح، لكن هذه المرة و بعد أن قاموا بتقطيعها لاحظوا أن لونها بدأ يتحول إلى الأزرق مع انبعاث رائحة غريبة منها.
و ذكر مواطنون أنهم تأكدوا بأن هذه اللحوم غير صالحة للأكل، بعد أن حاولوا طهيها، حيث انبعثت منها رائحة كريهة تشبه رائحة «الجيفة»، حسب ما أكده لنا أحدهم، و قد تأكدنا من أن عشرات العائلات تعرضت لنفس الموقف في ولاية قسنطينة، رغم أنهم اقتنوا أضاحيهم من أماكن مختلفة و حتى أن بعضهم قام بجلب الأضحية من ولايات أخرى، و قد قال عدة أشخاص بأن الحرارة لم تكن السبب، لأنهم قاموا بتقطيع اللحم و وضعه في الثلاجة في ليلة العيد، غير أن علامات التلف بدأت تظهر عليه بعد ذلك.
و على موقع «فايسبوك» قال مواطنون أن معظم الحالات تتشابه، فأحد الأشخاص من قسنطينة علّق «لقد رمينا ثلاثة خراف رغم أننا قمنا بشرائها من أماكن مختلفة»، فيما قال شخص آخر «لقد قمنا بتقطيع الأضحية في ليلة أول يوم من العيد، لكنها تعرضت للتلف لذلك لا أظن أن السبب هو الحرارة»، في حين أكد شخص أخر «تغير لون اللحم بعد وضعه في الثلاجة و أصبحت تنبعث منه رائحة كريهة».
بياطرة يجهلون السبب و شكوك حول نوعية العلف
اتصلنا ببعض البياطرة من أجل معرفة أرائهم حول القضية، لكنهم لم يحددوا سببا بعينه، مؤكدين بأن تحقيقات و تحاليل يجب أن تباشر في القضية لمعرفة مصدر التلف، و قد رجحوا فرضية العلف، مؤكدين بأن نوعية العلف المتمثل في الأكل الموجه للدواجن و الذي يستعمله بعض الموالة لتسمين المواشي قد يكون السبب، كما أن بعض الأعلاف مجهولة المصدر و قد تكون سببا آخرا على حد تأكيدهم، كما استبعدوا أن يكون للأمر علاقة بالتلقيح، فيما أوضح محدثونا بأن بعض الأدوية الممنوعة و التي تستعمل للتسمين قد تكون إحدى الأسباب المطروحة، و قد اتصلنا بمدير المصالح الفلاحية لولاية قسنطينة، غير أنه أكد بأن مصالحه لم تتلق أي شكوى رسمية منذ أول أيام العيد و إلى غاية اليوم الرابع، و لذلك لا يمكن فتح تحقيق في الأمر. رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك مصطفى زبدي، أكد في اتصال بالنصر أن المنظمة تلقت عدة شكاوى، حيث قامت في البداية بحث المواطنين على احترام شروط الحفظ ظنا منها أنها حالات معزولة، لكن مع تزايد الشكاوى و اتساع رقعتها لتشمل معظم ولايات الوطن خاصة قسنطينة و العاصمة، تم الاتصال بوزارة الفلاحة من أجل إعلامها بالأمر، متوقعا أن تفتح الجهات الرسمية تحقيقا في القضية مع بداية الأسبوع المقبل، و عن سبب تلف الأضاحي، أكد زبدي بأنه لا يزال مجهولا، حيث استبعد أن يكون المناخ وراء هذه الظاهرة بعد أن تم التأكد من أن بعض الأضاحي تعرضت للتلف و أخرى لم تتعرض رغم أنها نحرت و سلخت و قطعت في نفس البيت، فيما أكد بأن الفرضيات المتبقية تجعل من السبب مرتبطا بنوعية العلف أو اللقاح، فيما حذر محدثنا المواطنين من استهلاك لحوم الأضاحي التي تعرضت للتلف، مؤكدا بأنها قد تشكل خطرا على صحتهم.
عبد الرزاق مشاطي
أعـراض غريبـة في لحـوم الأضـاحـي و منظمـة حمايـة المستهلـك تحـذر مـن استهلاكهـا
- التفاصيل
-
توجيهات عن بعد لتعزيز ثقافة المتابعة: مختصون يكسرون النظرة التقليدية للعلاج النفسي
استطاع أخصائيون نفسانيون من الجزائر، أن يصنعوا محتوى متخصصا مطلوبا على مواقع التواصل الاجتماعي يحظى بالمتابعة...
2500 سائح من 5 قـارات زاروها في شهرين: قسنطينة تعيش ربيعها السياحي
تستعيد قسنطينة بريقها و تستقطب السياح بشكل مكثف في السنوات الأخيرة، ما يضعها في مقدمة الوجهات الثقافية...
عناية بحيوانات منزلية وتطوّع لعلاج أخرى مشرّدة: الرعاية الصحية للقطط ضرورة لتجنّب الأوبئة
يعرف الاهتمام بالرعاية الصحية للحيوانات تزايدا منذ الجائحة كما يؤكده بياطرة، قالوا إن المربين صاروا...
تنافس بقوة وتفرض إنتاجا مختلفا: هل ستنهــــي منصــات البــث التدفقــي زمن التلفـــاز؟
استثمرت منصات رقمية للبث التدفقي بقوة في عادات التلقي الجديدة التي شكلتها التكنولوجيا الحديثة، وذلك طوال...
موسم جديد ينطلق بقسنطينة: تقطير الورد والزهر يدخل دائرة الأنشطة الاقتصادية
تتعطر مدينة الصخر العتيق هذه الأيام، بنسائم الزهر والورد، الذي يفوح عبقه من بيوت ألف أهلها عادة التقطير، التي ظهرت...
تستقطب زبائن من دول مجاورة ولا تنام قبيل الأعياد: علي منجلي تتحوّل إلى عاصمة للتسوّق بالشرق الجزائري
أصبحت المقاطعة الإدارية علي منجلي في قسنطينة، عاصمة للتسوّق في الشرق الجزائري، بعد نجاحها في جذب...
أغنية "من زينو نهار اليوم" للراحل عبد الكريم دالي : نشيــد الفـــرح الخالــد في عيــد الجزائرييـــن
تشكل أغنية "من زينو نهار اليوم صحة عيدكم" للراحل عبد الكريم دالي، رمزا من رموز الهوية الموسيقية الجزائرية و الموسيقى...
تقليد مكرّس بقرى جبال جيجل: “لوزيعــة” عــادة الأجـداد لاستقبال الشهـر الفضيل
تحافظ العديد من العائلات القاطنة بأعالي جبال جيجل، على عادة "لوزيعة" قبل حلول شهر رمضان الفضيل،...
مختصون يحذّرون من العزلة الاجتماعية: إشراك كبار السن في الأنشطة اليومية مهم لصحتهم النفسية والجسدية
تعاني شريحة من كبار السن عزلة اجتماعية، ونوعا من الوحدة والتهميش، إذ يميل أشخاص إلى التعامل مع...
انتعاش تجــارة الألـوان والنكهات قبيل رمضان: سيّـدات يقتحمن سوق التوابل وتحـذيـرات من الــغش
تعرف تجارة التوابل والأعشاب خلال الأيام الأخيرة انتعاشا كبيرا، وإقبالا قياسيا على مختلف محلات...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)