كشف الفنان اللبناني وليد توفيق عن مشروع إعادة أداء إحدى روائع الفنان القدير رابح درياسة، بالإضافة إلى استعداده للقيام بجولة فنية بمختلف ربوع الجزائر خلال فصل الصيف القادم. الفنان تحدث للنصر عن واقع الفن العربي، معلّقا بأنه لا يلوم من يغنون نشازا، لأن اللوم يقع على المنتجين الذين وصفهم بالفسق و الترويج للفن الرخيص.  وليد توفيق تحدث أيضا عن تجربته الفنية و سبب تغييبه إعلاميا طيلة سنوات، و أمور أخرى تطالعونها في هذا الحوار.
حاورته: مريم بحشاشي
*النصر:عملك كمنتج فني لم يشفع لك في البقاء في الساحة الفنية العربية، ماذا تقول لنا بهذا الخصوص؟
 -وليد توفيق بالفعل غيّبت إعلاميا، لأنه باتت هناك محطات تجارية ، لا تهتم إلا بمطربيها المتعاقدين معها و الذين يستفيدون منهم بما يتراوح بين   30 و 40 بالمائة من مجمل الإيرادات، و عليه فإن أي نجم لا ينتمي لحلقتها، يحرم من التغطية الإعلامية، لذا أعتبر غيابي غيابا إعلاميا و ليس فنيا، لأنني موجود في الساحة و بشكل كبير، و لأنني بنعمة الله و رضا والدي، سكنت في قلوب الناس و ليس في عيونهم.
القنوات الفنية حولت الراقصة إلى مغنية
* لم يغيّر وليد توفيق في نمطه الغنائي، ألم يتسبب ذلك في تراجع شعبيتك؟
- أنا فعلا تمسكت بالخط، لكن هناك تجديد في الموسيقى و التوزيع و تشكيل الأغنية، و لدي الجديد، حيث أعدت توزيع بعض الأغاني الخاصة بي منها «العصفور» و «أنزل يا جميل على الساحة» و غيرها من الأغاني التي سأقدمها في جولة فنية سأقوم بها بمختلف ربوع الجزائر في فصل الصيف، من تنظيم وزارة الثقافة.
*هل لديك مشاريع فنية مع مطربين أو ملحنين جزائريين؟
- كانت لي تجربة ناجحة بأغنية بلحن جزائري للفنان سامي الجزائري «ما أحالاها السمرا» التي زلزلت الدنيا، و كنت أذكر المطربين المغاربيين عموما، بضرورة أداء أغاني من التراث المغاربي لأنه كنز حقيقي، و اليوم لدي مشروع مع الفنان القدير رابح درياسة، الذي اتفقت معه على انتقاء واحدة من أشهر أغانيه و سأعيد توزيعها موسيقيا و تسجيلها بصوتي.
يأتون بأشخاص من الشارع ويحولونهم إلى فنانين
*ما قراءتك لواقع الأغنية العربية اليوم؟
- ما يؤسفني اليوم هو فقدان الاختصاص، فالراقصة باتت مغنية و كل من يريد الظهور يحمل الميكروفون و يغني، بفضل القنوات التجارية. في السابق كان الفنان يصاب بتوتر و خوف عندما يقف بالأستوديو، لكن اليوم بات الشخص يغني و هو يحمل كأسا بيده أو «نرجيلة»، و هي محاولة لإفقاد الفن قيمته، لكن لحسن الحظ هناك قنوات أخرى لا تزال متنفسا محترما، و هناك أيضا ما بعث في الشعور بالتفاؤل كبرامج المواهب الخاصة بالأطفال التي كشفت عن أصوات قوية و بيّنت استمرار الاهتمام بالأغنية الطربية، عكس الشباب الذين يعتمدون على المظهر بطريقة مبتذلة، أكثر من الصوت..و فعلا عندما رأيت الأطفال يشدون بأغاني العمالقة، قلت هذه هي المواهب الحقيقية.
برامج مواهب الاطفال أكدت أن الطرب  لم يمت
*على من يقع اللوم في تدني المستوى في رأيك، على الفنان أم المنتج؟
-أنا لا ألوم الذين يغنون نشازا، بل ألوم من منحهم فرصة الظهور و ينتج أغانيهم و يبثها، و هو المنتج الذي أسميه شخصيا منتجا «فاسقا»، يقدم فنا رخيصا، و لحنا رخيصا، يأتون بأشخاص من الشارع و يلبسونهم أزياء فاخرة، فهم يتسوّقون بالملايين، في حين تبقى الأصوات الجميلة مهمشة.
*هل فرض عليك غناء لون معيّن؟
- أنتجت لنفسي منذ البداية و حتى أول فيلم شاركت فيه و كان من بطولة دريد لحام، كنت شريكا في الإنتاج، غير أنه رغم التجربة و الخبرة، تكون الرياح أحيانا أقوى منا، حيث ظهرت شركات قوية برأس مال كبير، لكن وحده الفن الأصيل يشفع و ينصف صاحبه، ففي النهاية من الذي استمر؟ كل شيء مزّيف و يبنى على أرض غير تابثة، مصيره الزوال.
لست تاجرا لذلك رفضت الكثير من الأدوار
*ماذا عن تجربتك في التمثيل ألم تفكر في خوضها من جديد؟
- قدمت  12 فيلما، نلت فيها أدوار البطولة، لكنني وصلت لمرحلة أين لاحظت أن السينما تحوّلت هي الأخرى إلى تجارة و أنا لست تاجرا، فابتعدت، و رغم ذلك تلقيت الكثير من العروض و قد رفضت مؤخرا عرضين، و نصيحتي لكل فنان شارك في فيلم ذي قيمة، أن يحافظ عليه و لا يسمع كلام الناس و يعمل أمورا قد تساهم في انزلاقه و فشله.
م/ب  

الرجوع إلى الأعلى