تصويت الجمهور حرمني من اللقب وعروض فنية متنوعة تهاطلت علي بالجملة
لم يكتب له مواصلة مسيرته في مدرسة ألحان وشباب في طبعتها السادسة، وغادر زملاءه مكرها بعد أن ألم به مرض مفاجئ، غير أن نجمه الذي أفل فجأة عاد ليسطع مجددا في سماء الطبعة السابعة للمدرسة، أين صدح بصوته بأغان من طبوع مختلفة فجال وصال بين الراي والسطايفي مرورا بالوهراني و المالوف وأدى الشاوي بامتياز بعد أن تفنن في أداء أغنية "أحنا شاوية لا تقولوا ذلوا"، هو ابن مدينة مسكيانة بولاية أم البواقي المتوج بالمرتبة الثانية في الطبعة الأخيرة لمدرسة ألحان وشباب الفنان محمد جفال، الذي التقيناه وكان لنا معه هذا الحوار:
حاوره: أحمد ذيب
النصر: بأم البواقي أنت معروف على أنك أستاذ في الرياضة، غير أنك تحولت فجأة إلى فنان لديه جمهوره و معجبوه؟
صحيح كنت أعمل أستاذا مستخلفا في مادة التربية البدنية بثانوية حمزاوي، فأنا خريج معهد التربية البدنية والرياضية بجامعة الحاج لخضر بباتنة دفعة 2011، غير أني وبعد ولوجي المدرسة أقصيت من منصبي ولم يتبق لدي سوى حق الاستخلاف كأستاذ طور متوسط، حاليا أنا دائما مع الموسيقى فالجميع يعرفونني كذلك كفنان حفلات وأعراس، أين توجه لي الدعوات من كل المناطق سواء من الجزائر العاصمة أو من جيجل و عنابة و قالمة وحتى من سطيف وصولا للغرب وأقصد ولايات تيارت ومعسكر ووهران وسعيدة.
غادرت الطبعة السادسة لألحان وشباب على وقع المرض، غير أنك عدت وبقوة في طبعة كنت فيها وصيفا لصاحب اللقب، ما السر في ذلك؟
أول مشاركة لي مع مدرسة ألحان وشباب كانت في الطبعة الخامسة، أين تجاوزت الكاستينغ الأول بأم البواقي ووصلت للمرحلة النهائية بالجزائر ولم يكتب لي أن ألج المدرسة، لأعود الموسم الماضي أين تجاوزت كل مراحل الانتقاء وولجت المدرسة غير أنه وقبل حلول البرايم الأول بيومين أصبت بمرض مفاجئ، كان سببا في مغادرتي المدرسة، أين عكفت على العلاج من المرض إلى أن شفيت منه.
مرضي المفاجئ في الطبعة السادسة جعلني أتحمس وأرفع التحدي وأبذل مزيدا من الجهد كي أعود مجددا للمدرسة، وكذلك جعلني أسعى لإدخال الفرحة وسط أناس من أصدقائي في المدرسة والعشرات عبر ربوع الوطن لم يتحملوا مغادرتي المدرسة مريضا وبكوا مطولا.
ما تقييمك للطبعة التي حللت فيها ثانيا وكنت مرشحا بارزا لنيل اللقب؟
الطبعة السابعة كانت متباينة من حيث المستوى، وسارت مراحل الطبعة بنسق متصاعد فبعد حلول البرايم السادس ارتفع مستوى الطبعة وشهد نقلة نوعية، وأصبحت أرى جميع الطلبة محترفين بعد ارتفاع مستواهم، فـ20 صوتا المتواجدة بالمدرسة كلها أصوات قوية جدا، ولم يكن أي مترشح يرى نفسه أقوى من الآخر بالنظر لتقارب المستوى، والجميع كان يرى في صوته مرشحا لنيل اللقب باستثناء فارق الخبرة الذي لم يكن من نصيب جميع المتنافسين.
المرحلة الأخيرة للطبعة السابعة عرفت تأهل كلا مني إلى جانب سيليا ولد حمد من وهران ونوفل فايد من بجاية، وهي المرحلة التي كنت أرى فيها نفسي الأحق بالمرتبة الأولى، وكنت متمنيا كذلك أن يتوج نوفل الذي اعتبره بمثابة شقيقي، لأفرح في الأخير لسيليا المتوجة باللقب، ومن ناحية القدرات الصوتية فهي تستحق اللقب كونها تملك قدرات صوتية قوية وحضور جيد.
قلت بأنك كنت ترى نفسك متوجا باللقب فما هو سر إخفاقك؟
التصويت هو الذي حرمني من اللقب، للأسف هذا هو قانون المنافسة والتصويت كم من مرة أقصيت أصوات جيدة على غرار رقيق إبراهيم ومأمون باشا وأمينة لحسن، وهم من أقوى الأصوات إذا لم نقل الأروع، فالجمهور عندما يختار لديه أسبابه وهو أقصى أحسن الأصوات في المدرسة، في المرحلة النهائية صوت علي الجمهور بنسبة 14 بالمائة مع بداية البرايم النهائي ثم انتقلت للمرتبة الثانية وبنسبة 34 بالمائة بفارق 0.04 بالمائة عن المتوجة باللقب.
ماذا عن مشاريعك المستقبلية وماذا عن مشوارك الفني؟
حاليا أعمل على إعداد أغنية "سينغل"، سأصورها بفيديو كليب، سأدخل بها بقوة عالم الفن في بلادي، ومن المحتمل أن أسجل أول ألبوم لي خلال الأيام القادمة، يوجد عديد الأسماء الذين اقترحوا مد يد العون سواء في الكتابة أو التوجيه أو التلحين أو تقديم العون داخل الأستوديو، ومنهم الأستاذ طارق كاظم والصحفية أمينة من العاصمة وعمار الزين صاحب الأستوديو بأم البواقي، وكذا الطيب دريفول والأستاذ قويدر بوزيان.
فالبعض منهم ساعدني بتوجيهاته والبعض الآخر ساعدني بالكلمات والألحان، فـ"السينغل" الأول قدموا لي فيه يد المساعدة، حيث سأشرع في تسجيل كلماته بعد 10 أيام، فالأغنية التي سأشرع في تسجيلها كتبها لي أحد الذين اقترحوا تقديم يد المساعدة وهو الذي رسم لي مشروعا لم اطلع بعد على تفاصيله كونه اقترح تقنيات عصرية في الغناء.
ومن بين المشاريع التي قمت به قبل ولوجي للمدرسة في طبعتها السابعة أغنية طرحتها على اليوتيوب بعنوان "علاش"، وهي أغنية كتبتها لي طفلة من الجزائر العاصمة عمرها 11 سنة اسمها "ياسمين" والتي تعرفت عليها عبر الفايسبوك بعد خروجي من الطبعة السابقة مريضا، واقترحت علي كتابة أغنية واشترطت حينها موضوعا يتأثر له كل من يسمعه، وكانت أغنية "علاش" وكذلك من بين المشاريع المستقبلية مقترح وصلني من طرف ملحن معروف من ولاية باتنة، والذي اتصل بي وعرض علي تسجيل عدد من أغان، كما أن شاعرا من وهران أعلمني بأنه كتب لي 3 أغاني بمواضيع جيدة وكلمات ممتازة، وأنا اليوم أبحث عن وضع الخطوة الأولى في السكة الصحيحة ويلزم تصفية بعض الأغاني والاكتفاء بالجيدة منها.
ما نوع الطبوع التي يؤديها محمد وماذا منحته مدرسة ألحان و شباب؟  
أنا فنان أؤدي كل الطبوع الغنائية وأجيد الشاوي كما الراي والسطايفي والمالوف والشعبي، وأي طابع مستعد لتأديته بأي لغة سواء شاوية أو ترقية أو ميزابية أو وهرانية أو حوزي أو عاصمي أو حتى تونسي ومصري وحتى خليجي.
فالمدرسة منحتني تكوينا شاملا ولو أنه ليس معمقا ومس جميع المجالات سواء الفنية أو الثقافية أو الموسيقية وحتى الاجتماعية، المدرسة وضعتنا على السكة الصحيحة وتركتنا نعمل مع المايسترو فريد عوامر الذي قدم لنا النصائح والتوجيهات وعلمنا كيفية استغلال الصوت وأمور أخرى يستحيل تعلمها خارج المدرسة.
هل تنصح الجيل الحالي من الشباب الذي يهوى الموسيقى بالتوجه للمدرسة؟
أدعوهم إلى اكتشاف المدرسة، وأقول لهم عليكم بمدرسة ألحان وشباب توجهوا لها وسوف تكتشفون الموسيقى الحقيقية، أنا لدي مدة 9 سنوات وأنا أغني ولم أكن طيلة هذه المدة اعرف أمورا عن الموسيقى تعلمته داخل المدرسة، فأنا تعلمت أزيد من 35 مقاما موسيقيا ومعها الإيقاعات بكل الأنواع وكذا طريقة مسايرة أوركسترا تضم أزيد من 30 موسيقي.
المعروف على الفنان رابح درياسة خلال مدة رئاسته للجنة التحكيم بالمدرسة أنه يقدم وعودا بإقامة أغان مشتركة مع خريجي المدرسة، هل أنت من بين الذين وعدهم؟
من هذا المنبر أحيي الفنان رابح درياسة على النصائح المفيدة التي قدمها لنا نحن الطلبة، إلى جانب نصائح كل من الفنانة ريم حقيقي والفنان جمال لعروسي، وهو الثلاثي الذي ساعدنا ووجهنا نحو المسار الصحيح الذي نكمل فيها مسيرتنا الفنية، أحييهم ثلاثتهم وشكرهم على المجهودات التي بذلوها معنا. الحاج درياسة لم ولن يبخل على أي واحد منا، وحتى على أي فنان جزائري، هو لم يعدني بأغان مشتركة لكنه أبدى استعداده لمساعدة جميع الطلبة متى كانوا في حاجته.
هل وضعت خارطة طريق لتجسيد مشاريعك أم أن نقص الأستوديوهات بأم البواقي، سيحد من عزيمتك؟
في الوقت الحالي بأم البواقي توجد أستوديوهات للتسجيل، على عكس ما كان عليه الوضع قبل سنتين، اليوم الأستوديوهات متوفرة ويسيرها جيل شاب وهي مفتوحة لجميع الشباب وبمواصفات تقنية عالية، فالولاية تتوفر على أستوديو "HD PROL" وأستوديو "منير مذكور" وآخر لـ"عمر رمول"، إضافة إلى نحو 6 إلى 7 أستوديوهات بين عين البيضاء وعين مليلة. وفي ظل توفر مواضع للتسجيل سيسهل الأمر لتجسيد أول ألبوماتي، الذي سيضم أغنيتين أو 3 أغان معادة وعن الأغاني الجاهزة فليست لدي أدنى فكرة ، هدفي الحالي إخراج الـ"سينغل" في أبهى حلة ومن بعدها أشرع في التحضير للألبوم، فأول خطواتي هي التي ستنير الطريق أمامي.
كلمة أخيرة:
شكرا لكم على هذه الالتفاتة، أحيي من هذا المنبر جريدة النصر وجمهوري وكل من قدم لي يد المساعدة ووقف إلى جانبي، وأعلم كل جمهوري بأن هناك جديد لمحمد جفال، أقول لهم انتظروني وسوف يعجبكم.

الرجوع إلى الأعلى