أفتقد نكهة رمضان في لاس فيغاس وجُرّدت من لقبي بسبب فلسطين

أوضح البطل الجزائري في الملاكمة الاحترافية جمال دحو، بأنه يفتقد لنكهة الشهر الفضيل في لاس فيغاس الأمريكية، في غياب شبه تام للجاليات العربية، مضيفا بأن ذاكرته تسترجع خلال كل رمضان إشاعة تعرضه لحادث مرور خطير بكاليفورنيا، ما تسبب في حالة هلع كبيرة لدى والدته ، كما تحدث دحو عن مستقبله الرياضي، وعدة أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار الشيق الذي خص به النصر.
حاوره: مروان. ب
• ماهي آخر أخبار البطل جمال دحو؟
أجريت ثلاث عمليات جراحية ناجحة على مستوى الظهر، كان آخرها بمدينة «لاس فيغاس» الأمريكية بتاريخ 15 جانفي الماضي، كوني عانيت من إصابة معقدة على مستوى العمود الفقري، لقد تعافيت الآن وباشرت عملية إعادة التأهيل، كما استعدت 70 بالمائة من إمكاناتي، في انتظار استكمال البرنامج العلاجي، الذي سطره لي الأطباء، بغية العودة إلى الحلبة في أقرب وقت ممكن.
• كيف تقضي أيام الشهر الفضيل؟
كما تعلمون في بلاد «الغربة» لا نشعر بأجواء رمضان، عكس ماهو الحال في الجزائر، ولكنني أعمل جاهدا للاستفادة من أيام الشهر الفضيل، من خلال المواظبة على أداء صلواتي في أوقاتها، كما أحرص على قراءة القرآن بالمسجد، أنا أمتلك برنامجا خاصا، حيث أخضع لبعض حصص إعادة التأهيل في الصبيحة، قبل أن أتوجه إلى منزل مناجيري الخاص، من أجل مقاسمة عائلته وجبة الفطور، لأباشر التدريبات ليلا، كوني حريص على العودة لأجواء المنافسة خلال الشهرين المقبلين.
لست متابعا لأي برنامج تلفزيوني وحزنت لغياب عاشور العاشر
• هل تشعر  بحلاوة رمضان في لاس فيغاس، وماذا تفتقد هناك؟
في أمريكا لا تشعر بحلول شهر رمضان، على اعتبار أن الجاليات العربية قليلة جدا، مقارنة بما هو عليه الحال في بعض البلدان الأوروبية، على غرار فرنسا وبلجيكا ولندن، التي يقيم بها الجزائريون بكثرة، أنا أشتاق كثيرا لقضاء الشهر الفضيل رفقة عائلتي وأحبابي بمسقط رأسي بتيارت، كوني أود الاستمتاع بالأجواء الروحانية، أنا في غربة تامة، خاصة بمقر إقامتي بمدينة لاس فيغاس، حيث لا يتعدى عدد الجزائريين 15 فردا، ما يجعلني لا أتلذذ بنفحات الشهر الفضيل، صدقوني لا يمكنك أن تشتم رائحة رمضان في أمريكا، لكنني أسعى جاهدا لتعويض ذلك بالصلاة وتلاوة القرآن، والقيام ببعض الأعمال الخيرية.
• ما هي الأشياء التي تحبذ القيام بها خلال السهرة ؟
بعد تناول الفطور أظل في المنزل في انتظار آذان صلاة العشاء، حيث أؤديها في وقتها المحدد، على أن أتوجه بعدها نحو قاعة التدريبات، للشروع في تطبيق البرنامج الذي سطره لي المحضر البدني، أنا لا أقوم خلال هذه الفترة بتدريبات خاصة برياضة الملاكمة، بل أركز على اللياقة البدنية، التي أود استرجاعها في أقرب وقت ممكن، لا سيما وأنني فقدتها بالكامل، في ظل بقائي لعدة أشهر بعيدا عن المنافسة.
• هل أنت مواظب على أحد البرامج التلفزيونية؟
صراحة، لم أتابع أي برنامج تلفزيوني إلى حد الآن، حيث سأحاول من خلال «اليوتيوب» إعادة مشاهدة ما تم عرضه عبر قنواتنا، على أمل الاستمتاع ببعض الأعمال الفكاهية، رغم أنني حزين للغاية لإلغاء سلسلة عاشور العاشر، التي أعجبت بها، خاصة وأن المتألق صالح أوقروت قدم لنا عملا فنيا ممتعا السنة الماضية.
• من هو الفنان الأقرب إلى قلبك؟
معجب بشدة بالممثل الفكاهي صالح أقروت، الذي اعتبره نجما حقيقيا، بالنظر إلى أدواره الراقية، دون أن أنسى أسطورتنا عثمان عريوات محبوب كافة الجماهير الجزائرية، كون لا أحد بإمكانه أن ينسى أعماله التي أمتعتنا في وقت من الأوقات.
الاتحاد العالمي للملاكمة جردني من لقبي بسبب فلسطين
• ماذا كنت تحلم أن تكون في الصغر ؟
أتذكر في صغري أن أحلامي لم تكن تشبه أحلام أقراني، حيث لم أرغب أن أكون طبيبا أو مهندسا أو أستاذا، بل كنت أعلق الآمال على أكون شخصية مميزة في المجتمع، رغم أنني لم أضع في حساباتي، بأنني سأصبح ملاكما محترفا وسأصل إلى العالمية، لقد تعلقت برياضة الفن النبيل، بعد مشاهدتي أحد نزالات البطل الأمريكي مايك تايزون، حيث شد انتباهي بمستواه الراقي فوق الحلبة، لأقرر السير على خطاه، والحمد لله أصبحت الآن من أعز أصدقائه، حيث يمنحني الدعم في كافة الأوقات.
• هل ندمت على شيء في الحياة ؟
لم أندم على أي شيء، رغم أن بعض القرارات التي اتخذتها في حياتي، يمكن اعتبارها بالسلبية، أنا فخور بالطريق الذي سلكته، ولولا السقطات التي تعرضت لها، لما أصبحت بهذه الشخصية القوية، التي ساعدتني كثيرا في مهنتي كملاكم محترف.

• ما هي هوايتك المفضلة في رمضان ؟
لا أمتلك هواية محددة في رمضان، ولكني أسعى جاهدا للتقرب أكثر إلى المولى عزوجل، من خلال تلاوة القرآن، ومطالعة الكتب الدينية، التي تعد متنفسي الوحيد.
• هل لديك حادثة تتذكرها خلال كل رمضان؟
لن أنسى تعرضي لإصابة معقدة خلال شهر رمضان من سنة 2015، حيث خضعت آنذاك لأول عملية جراحية، لأتلقى اتصالا من والدتي كما جرت العادة من أجل الاطمئنان علي، حيث كنت مضطرا لعدم إخبارها بالحقيقة، وأدعيت بأنني في نيويورك بغرض السياحة، أنا لم أشأ أن أشغل بالها، بالحديث عن تواجدي بالمستشفى، لأتفاجأ بعد ساعات فقط بنشر صوري عبر الفايسبوك، مع إطلاق إشاعة مغرضة تتمثل في تعرضي لحادث مرور خطير بمدينة كاليفورنيا، وهو الخبر الذي تسبب بضرر كبير لعائلتي، التي وجدت نفسي محرجا فيما بعد لأشرح لها ما حصل بالتحديد.
• ما هي الأمور التي تضحكك خلال هذا الشهر ؟
لدي مناجير خاص يدعى جمال بولخراس يعيش إلى جانبي بأمريكا، حيث يلتزم الصمت طيلة أيام شهر رمضان، ولا نتكلم سوى بالإشارات، غير أنني أتفهمه، كونه يعاني كثيرا من جراء الصيام، باعتباره إنسان مدخن، ولا يقو على مفارقة السيجارة.
عاصمة الترف قبلة أبطال الفن النبيل واخترتها لهذا السبب
• من هو الشخص الأقرب إليك، ولماذا؟
لا أمتلك أصدقاء كثر، ولذلك أعتبر عائلتي أغلى ما لدي، خاصة بعد وقوفها إلى جانبي خلال بدايتي الصعبة، أين تعرضت كما تعلمون لتهميش كبير، ما اضطرني للهجرة نحو أمريكا بحثا عن التألق، كما لا يجب أن أنسى مناجيري، الذي دعمني في الكثير من المحطات، خاصة عند تعرضي للإصابات.
• ماهو اللقب الأغلى بالنسبة لك ؟
WBC اللقب الأكثر شهرة في الملاكمة الاحترافية، غير أنني اعتبر تتويجي بUBO  الأفضل في مشواري، في ظل الظروف التي أحاطت بالمنازلة النهائية، التي أقيمت بموشي بتانزانيا، وهي مدينة معروفة بكثرة الصهاينة، بدليل أننا وجدنا رايتهم الوطنية ترفرف بالفندق، لأعمد لوضع العلم الجزائري من نافذة الغرفة، التي أقمت بها، كما خضت اللقاء مرتديا الألوان الفلسطينية، لقد كنت وسأظل أدعم هذه القضية، رغم أنها تسببت لي في بعض المشاكل، كون الاتحاد العالمي للملاكمة أحالني على المجلس التأديبي، بعد احتفالي بالعلم الفلسطيني، قبل أن يقوم بسلبي التاج الذي فزت به، ولكن بعد إدعائي بأن والدتي فلسطينية أعادوا لي هذا اللقب، الذي نصبني كأصغر بطل عالمي، ليمنح لي أوسكار أحسن ملاكم بأمريكا لسنة 2014.
فخور بانخراط الجزائريين في حملتي لمساعدة الطفلة بن سحنون
• ما هي طموحاتك وأهدافك المستقبلية ؟
هدفي الأول العودة إلى أجواء المنافسة من جديد بعد غياب طويل، كما سأسعى جاهدا للظفر بأكبر قدر ممكن من الألقاب، حتى أكون أحسن سفير لبلدي الجزائر.
• ماذا منحتك رياضة الملاكمة ؟
الملاكمة منحتني الاحترام وجعلتني أكثر إلتزام، كوني أصبحت محترفا بأتم معنى الكلمة، كما جعلتني أكتسب جمهورا عريضا، سواء في الجزائر أو بعض البلدان العربية والأجنبية، أنا فخور لمشواري إلى حد الآن، وأتمنى أن أواصل التألق.  
• هل تفكر في دخول القفص الذهبي ؟
بطبيعة الحال أحلم بدخول القفص الذهبي، ولكنني لا أعتقد بأن ذلك سيحدث قريبا، كوني لم أجد شريكة حياتي بعد.
• لماذا قررت الاستقرار في أمريكا؟
قررت العيش بأمريكا لأنها بلد الملاكمة، كما أن اختياري»لاس فيغاس» لم يأت عبثا، على اعتبار أن كافة الأبطال يقطنون بهذه المدينة، على غرار ميذور ومايك تايزون ورود جونس وغيرهم ممن أنا بحاجة للاحتكاك بهم لتطوير إمكاناتي.

أخفيت على والدتي خضوعي للجراحة ولكن الفايسبوك فضحني !
• هل تحلم بزيارة بلد معين ؟
الحمد لله زرت بلدان مختلفة وفي عدد معتبر من القارات، ولكن حلمي زيارة فلسطين ككل جزائري.
• من هو الرياضي الجزائري الأقرب إليك ؟
لدي معارف كثيرة مع الرياضيين الجزائريين، الذين كنت أتحدث معهم باستمرار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن علاقتي انقطعت بغالبيتهم، في ظل المشاكل التي حدثت بيننا، بسبب حب الشهرة والذات، وهي الأمور التي أنبذها، منذ كنت رياضيا غير معروف.  
• هل أنت متابع لكرة القدم ؟
ليس لدي أي علاقة مع كرة القدم، وأكتفي بتشجيع المنتخب الوطني ككل جزائري شغوف ببلده، مع دعم فريق مسقط رأسي شبيبة تيارت، الذي أتمنى عودته إلى مصاف الكبار.
• قمت بخرجة إنسانية لمساعدة إحدى الفتيات، كيف تفاعل معك الجزائريون؟
الأخت بن سحنون شهرة طريحة الفراش منذ فترة،ومساعدتها واجب علينا، خاصة وأنني ملقب ببطل الشعب، ما يجعلني ملزما بالوقوف إلى جانب كل محتاج، لقد اتصلت بعائلتها، وقمنا بحملة من أجلها، والحمد لله الجزائريون تجاوبوا معنا بقوة، على أمل أن تشفى في أقرب وقت.  
• هل أنت إنسان هادئ أم عصبي في رمضان ؟
هادئ أكثر من اللزوم، واكتسبت ذلك من احترافي الملاكمة.
كنت أرقد بالمستشفى في كاليفورنيا وأهلي يعتقدون بأنني سائح بنيويورك
• أسباب تراجع الملاكمة الجزائرية ؟
مؤسف خروج الملاكمين الجزائريين خاويي الوفاض، خلال البطولات العالمية والأولمبياد، وذلك راجع لغياب الدعم الكافي للرياضات الفردية، كما أن غياب ثقافة «السبونسوريغ» زاد من حدة الأزمة، دون أن ننسى السياسية الخاطئة المنتهجة من طرف الاتحادية الجزائرية للملاكمة، التي تفضل إقامة التربصات بكوبا، متجاهلة بعض البلدان الأوروبية التي قد تساعدنا، أنا أتمنى كل الخير لملاكمينا، على أمل أن يسعدونا مستقبلا.
• هل نمتلك أسماء قادرة على السير على خطاك في عالم الملاكمة الاحترافية ؟
نمتلك أسماء قادرة على التألق عالميا، ولكن شريطة أن لا يتخلوا عن أحلامهم، ومن منبركم أؤكد استعدادي لمساعدة أي ملاكم جزائري بأمريكا، خاصة وأنني قريب من عدة أبطال عالميين قد يفيدونهم في مشوارهم الرياضي، الذي أتمناه أن يكون متميزا.        
م.ب

الرجوع إلى الأعلى