ضغط ونقص في الأطباء المساعدين بعيادة التوليد بسيدي مبروك
تشهد عيادة النساء و التوليد بحي سيدي مبروك بقسنطينة، وضعية غير عادية منذ مدة، و ذلك بسبب نقص الأطباء المساعدين، و اضطرار الأطباء المقيمين لاستقبال المرضى خلال النهار، وحتى في المناوبات الليلية، و كذا إجراء عمليات قيصرية خطيرة، تحت ضغط الحالات الاستعجالية لبعض المريضات، و أغلبهن يحولن من ولايات و مدن مجاورة، و هو الأمر الذي بات يشكل قلقا كبيرا للأطباء المقيمين، الذين يطالبون بتدخل عاجل للسلطات الوصية.
ويشتكي الأطباء المقيمون وعددهم حوالي 70 طبيبا على مستوى عيادة النساء و التوليد بسيدي مبروك، مما يسمونه بالظروف الصعبة و الضغوطات الكبيرة التي يعملون في ظلها، منذ عدة أشهر، مؤكدين بأنها ازدادت سوءا، منذ مقاطعتهم للإضراب و استئنافهم للعمل، قبل حوالي شهر، حيث أوضحوا بأنهم وجدوا أنفسهم، مضطرين إلى التكفل باستقبال المريضات و إجراء الكشوفات و كذلك وضع المريضات تحت المراقبة، و كذا الإشراف على حالات التوليد الطبيعية و القيصرية، حتى الخطيرة منها، و ذلك في غياب أطباء مساعدين، حيث لا يتوفر المستشفى حسبهم سوى على طبيبة مساعدة واحدة، لا يمكنها العمل طول الوقت، كما أن العيادة حسبهم لا تتوفر على طبيب مساعد أستاذ، أو طبيب رئيس، و لا يوجد سوى بروفيسور مكلف بالناحية البيداغوجية.
هذه الوضعية التي أسموها بالكارثية، وضعت الأطباء المقيمين تحت ضغط كبير، حيث  يستقبل المستشفى حوالي 90 مريضة يوميا، معظمهن يحولن من ولايات مجاورة، على غرار أم البواقي و قالمة و تبسة، و في الكثير من الأحيان يصلن في ساعات مبكرة من الصباح، حيث يضطرون لاستقبالهن، بالرغم من غياب طبيب مؤهل للتكفل بمثل هذه الحالات، أي طبيب مساعد أو مساعد أستاذ، و في الكثير من الأحيان، يقومون بالاتصال هاتفيا بالطبيب الرئيس على مستوى مصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي، الذي تدخل شخصيا في عدة مرات، و حضر في ساعات متأخرة، من أجل إجراء عمليات قيصرية لمريضات في حالة خطر، حسب ما أكده محدثونا.
غير أن الاستنجاد بأطباء مساعدين لا ينجح دائما، ففي بعض الأحيان، يضطر الأطباء المقيمون لاستقبال حالات حرجة، لمريضات، يجب إدخالهن لغرفة العمليات بشكل مستعجل، و هي العمليات التي يخاطر بإجرائها أطباء مقيمون من السنة الخامسة أو الرابعة و حتى الثالثة أحيانا، على حد تأكيدهم للنصر، و ذلك في سبيل إنقاذ حياة المريضات، على الرغم من أن القانون لا يحميهم في مثل هذه المواقف، على حد تأكيدهم، حيث أن العديد منهم لديهم متابعات قضائية، من أسر مريضات.
بالإضافة إلى ذلك فإن محدثينا من الأطباء المقيمين، أكدوا بأنهم يعملون و هم معرضون للاعتداءات من قبل عائلات المريضات، حيث يضطرون أحيانا لغلق المناوبات، إذا ما عجزوا عن استقبال بعض الحالات، و في هذه الحالة هم يتفهمون غضب العائلات، خاصة من الذين لا يملكون المال للتوجه نحو العيادات الخاصة، و أكد محدثونا بأن حياة المريضات أصبحت مهددة في ظل هذه الظروف الصعبة، خاصة أنه يتم تحويلهن من مستشفى لأخر، و الكثير من الحالات قالوا بأنهم شاهدوها، لنساء ولدن في مدخل الاستعجالات.
الأطباء المقيمون، تحدثوا عن نقص في النظافة، واضطرارهم  أحيانا إلى تنظيف غرفة العمليات بأنفسهم، كما أوضحوا بأن الحالات المحولة من ولايات أخرى، تكون لأسباب بسيطة أحيانا كعدم توفر الدم أو غرفة العمليات، أو حتى طبيب أطفال، و هي حالات قد تكون مماثلة للوضع القائم في عيادة سيدي مبروك، على حد تأكيدهم، و بات الأطباء يطالبون بتدخل عاجل للسلطات الوصية.
و قد حاولنا الاتصال بمدير الصحة لولاية قسنطينة، لمعرفة رأيه حول هذه الوضعية، غير أنه تعذر علينا ذلك، فيما لم نتمكن من الاتصال بإدارة المستشفى، حيث علمنا بأن المدير الذي عين حديثا لم يباشر مهامه بعد.      
      عبد الرزاق.م

الرجوع إلى الأعلى