حــــادث مــــرور يوقع بعصابة استولت عـــــلى 40 سيــــــارة بقسنطينــــة
عاقبت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة ليلة أوَّل أمس، أربعة أشخاص بالسجن النافذ لمدة 15 سنة وغرامة مالية بقيمة مليون دينار، حيث اتهموا بتكوين عصابة احترفت سرقة السيارات منذ 2010 إلى غاية العام الماضي، خاصة بمدينتي الخروب وعلي منجلي، فيما امتدَّ نشاطها إلى غاية العاصمة وسكيكدة وسطيف ووهران وتلمسان وخميس مليانة، فيما استفاد عشرة متهمين غير موقوفين من البراءة.
كشفت مصالح الأمن، بحسب ملف القضية، عن عصابة سرقة السيارات امتدَّ نشاطها من الشرق إلى الغرب بعد اختفاء أكثر من 40 سيارة خاصَّة بقسنطينة، بين عامي 2010  و2017، حيث بث هروب صاحب سيارة "بولو" من حادث مرور بسيط بمدينة الخروب الشك في نفس أحد المواطنين بوجود أمر مريب ما كان سببا في الوصول إلى خيوط القضية، فبتاريخ 13 جانفي من العام الماضي، تلقَّت مصالح الأمن بدائرة الخروب مكالمة هاتفية من مواطن للتبليغ عن وجود سيارة «بولو» مركونة أمام منزله الكائن بحي المنار بمدينة ماسينيسا بطريقة مشبوهة، بعد فرار صاحبها عند حصول حادث مرور قرب فندق قوس قزح. ولدى تنقيط مصالح الشرطة للسيارة، تبين بأنها محلّ بحث بالسرقة من حي «الجذور» مع وثائق المركبة ليتمَّ رفع البصمات من قرصين مضغوطين وجدا بها، والتعرف على إحداها. بينت فيديوهات كاميرا أحد الساكنين بالمكان ملامح سائق السيارة وهو بصدد تنظيفها، حيث ترجع للمتهم الرئيسي في القضية المسمى (ح.ع.ا).
وتمكنت مصالح الأمن من الوصول إلى مقر سكن المتهم (ح.ع.ا) في بلدية ابن باديس وتوقيفه، حيث أفاد في التحقيق بأنه مستغَل من طرف عصابة لسرقة السيارات ضمن إقليم اختصاص أمن الخروب، نظرا لحدوث السرقات بكل من «الموزينة» والخروب والمدينة الجديدة علي منجلي، والشكاوى العديدة المودعة من قبل أشخاص تعرضوا لسرقة مركباتهم، خاصة سيارات «رونو كومبيس»، في فترات مختلفة من النهار والليل، فضلا عن طعن ناقلين غير شرعيين «فرود» من طرف عصابة تتظاهر بالتنقل إلى مكان ما، وتقوم بالاعتداء على أصحاب السيارات وسرقتها.
العصابة تستعمل مفاتيح مصطنعة
ونفى (ح.ع.ا) معرفته لأسماء المتهمين الآخرين، باستثناء (ب.ع.ا) و(ك.ع) المتهمين (م.هـ) و(م.ش)، اللّذيْن يستلمان السيارات المسروقة منه متنقلين بسيارة من نوع «رونو 25»، كما صرح بأن الفاعلين أرغموه على العمل معهم بالقوة بعد تعرفه عليهم عندما كان يشتغل قابضا بحافلة خاصة، تعرضت لعطب بالقرب من عين كرشة عام 2010، ليتمَّ تسخيره لهذه الأفعال الإجرامية بالقوة، بحسبه، و»منحه مخدرات قوية ليتمكن من أداء ما يُطلب منه»، حيث يُمنح مفاتيح مصطنعة يسرق بها السيارات. واعترف المتَّهم بسرقة سيارات مختلفة الأنواع بكل من قسنطينة والعاصمة وسطيف وتلمسان ووهران وخميس مليانة وسكيكدة، لكنَّه هرب من العصابة العام 2013 إلى العاصمة، ولم يعد إليها سوى مرغما بعدما وصلوا إليه مجددا. وأنكر المتهم (ك.ع) ضلوعه في القضية، مصرحا في الجلسة بأنَّ المتهم الرئيسي (ح.ع.ا) هو من يكيل له التهم، فيا نفى المتهمون (ب.ع) و(هـ.ح) و(ق.ع) و(كـ.كـ) و(م.هـ) و(م.ش) و(م.ف) و(ب.أ) و(ب.ي) و(ب.ع) و(أ.م) و(ش.ح)، المنحدرون من عين كرشة وعين فكرون بأم البواقي، علمهم بالسرقات والمشاركة فيها، حيث أوقفوا في ظروف مختلفة لدى سؤال مصالح الدرك لهم عن أشخاص لهم علاقة بالسرقات. أما الناقلان غير الشرعيين اللذان تعرضا لسرقة سيارتهما والطعن بأنحاء متفرقة من الجسم والاعتداء بالغاز المسيل للدموع، فقد تعرَّفا على المتهمين (ح.م.ا) و(ق.ع)، وقالا إنهما من اعتديا عليهما، فيما تعرَّف ضحية آخر على المتهم (ش.ح).
وأفاد المتهم (م.ف) أنه كان راكبا، يوم القبض عليه، مع ابني عمه (م.هـ) و(م.ش) المتهمين أيضا في القضية، على متن سيارة «رونو 25»، ولا علاقة له بالسرقة، فيما قام (ك.ك) بالسؤال عن ذات السيارة بغية شرائها من صاحبها بعين كرشة، وهو ما جعله محل بحث وقبض الدرك الوطني عليه. وتحدث المتهم الرئيسي (ح.ع.ا) عن عمل (ب.ع) في فتح الطريق للعصابة، طالبا في الجلسة حمايته من التهديدات التي وصلته وعائلته من المتهمين الآخرين وهو في المؤسسة العقابية.
واعتبر النائب العام المتهمين يشكلون عصابة لكل واحد فيها دوره في السرقة، سواء اللصوص المباشرين، أو الناقلين ومفككي السيارات، وبائعي قطع الغيار بكل من عين كرشة والجزّار في باتنة، حيث التمس 20 سنة سجنا نافذا للجميع ومليوني دينار كغرامة مالية، فيما حاول دفاع المتهمين التأكيد على أنَّ (ح.ع.ا) هو الجاني الوحيد في القضية، كما حاول آخرون التأكيد على اقتراف موكليهم لسرقة واحدة وليست لهم علاقة بالعصابة من عين كرشة. وطالب ممثلو المتهمين غير الموقوفين ببراءة موكليهم.                   فاتح/ خ

الرجوع إلى الأعلى