وسط مدينة الخروب بقسنطينة يختنق
تحوّلت مشكلة الركن في مدينة الخروب بولاية قسنطينة، إلى صداع يومي يعاني منه السكان و الزوار على حد سواء، حيث يضطر العديد من السائقين إلى استغلال الأرصفة وكذا الفضاءات غير المسموحة، في ظل ضيق الشوارع و غياب أماكن مناسبة، بالمقابل يسجل مجال الاستثمار في حظائر السيارات عزوفا كبيرا من طرف الخواص، بعد أن حال مشكل العقار بوسط المدينة دون ذلك، فأغلب المساحات بمركز البلدية مستغلة.
يتأكد كل زائر لوسط مدينة الخروب الذي يعتبر قطبا حيويا ومقصدا للعديد من الزوار وخاصة باتجاه المطاعم، أنه يشهد مشكلة ركن، فبمجرد الاقتراب من المكان تبدأ مشاهد المركبات على يمين ويسار الطريق الرئيسي تلوح من بعيد، لتزيد كثافة السيارات المتوقفة كلما اقتربنا من المحلات التجارية التي تستقطب عددا كبيرا من الزبائن، ما يجعل السائقين يتسابقون من أجل إيجاد مكان للركن بالقرب من هذه المتاجر مع تجنب تحرير مخالفات ضدهم من طرف رجال الأمن، لكن الأمر يزداد صعوبة كلما توغلنا باتجاه وسط المدينة، وبالتحديد داخل شوارع «الفيلاج» والذي يعد قبلة للباحثين عن تناول الشواء الذي تشتهر به المنطقة.
و الملاحظ أنه و بعد الساعة الثامنة صباحا، يصبح إيجاد مكان للركن أمرا صعبا و معقدا، وهو ما يدفع العديد من المواطنين إلى التوقف في أماكن غير مسموح بها، على غرار محور الطريق المخصص لسير المركبات، حيث شاهدنا عدة سيارات وضع رجال الشرطة أقفالا حديدية بعجلاتها.
«زنقة الشوّاية» و المهمة المستحيلة!
قرب مطاعم بيع الشواء، كانت الأرصفة محتلة من طرف السيارات، وحتى الأماكن المخصصة للتوقف لم تكن متاحة، ما اضطرنا إلى الركن بعيدا خلال استطلاعنا الذي تزامن مع بداية الأسبوع.
و بالوصول إلى المكان المعروف بـ «زنقة الشوّاية» و الذي كانت روائح اللحم المشوي تنبعث منه وسط دخان كثيف، قال لنا أحد أصحاب المطاعم إن معظم أحياء وسط مدينة الخروب ضيقة، كما أنها تكون مكتظة بسيارات التجار أنفسهم، ما يجعل من مهمة ركن الزبائن لمركباتهم أمام المحلات أمرا مستحيلا.
وأضاف صاحب المطعم أن الزبائن اشتكوا كثيرا من عدم إيجاد أماكن للركن، حيث يضطرون بسبب ذلك إلى التوقف بعيدا بمئات الأمتار ليأتوا سيرا على الأقدام، و هو ما يحدث حتى ليلا عند الرغبة في تناول وجبة العشاء و لا يقتصر على الفترة الصباحية.
وبحلول وقت الغداء حوالي منتصف النهار و30 دقيقة، بدت شوارع وسط المدينة أكثر ضيقا و بدأت تعج بالسيارات، مما شكل ازدحاما مروريا كبيرا، خاصة وأن العديد من العائلات تصر على ركن المركبات بالقرب من المطعم المراد دخوله، فيما تستلم أخرى وتتجه إلى إحدى حظائر السيارات غير الشرعية البعيدة بعدة أمتار.
إتاوات غير قانونية للركن بحي 1600 مسكن

وأكد صاحب مطعم آخر أن أزمة الركن تجعله في بعض الأحيان عاجزا حتى عن جلب بعض المستلزمات الخاصة بمحله و إنزال السلع من على متن المركبات، ما يضطر العمال بالمحل إلى التنقل سيرا على الأقدام لمسافة طويلة لهذا العرض.
بعدها واصلنا طريقنا داخل مدينة الخروب على متن السيارة، فاستغرقنا وقتا طويلا لقطع بعض الأمتار القليلة التي تفصل بين المكان وحي 1600 مسكن، أين توجد العديد من الإدارات العمومية على غرار مركز البريد والبنوك ودار المالية و كذلك مركز ثقافي و منشآت تجارية بينها سوق وعشرات المحلات إضافة إلى بعض المؤسسات التعليمية، و ذلك وسط عمارات و شوارع ضيقة تتفرع لتشكل متاهة بالنسبة للأشخاص الذين لم يسبق لهم زيارة هذا الحي.
لا وجود لمشاريع حظائر
بهذا المكان، اضطررنا إلى الركن بعيدا والبقاء لبرهة من الزمن لأخذ نظرة عن كيفية إيجاد مكان مناسب، ليتبين أن بعض السائقين يبقون مركباتهم بمحاذاة أخرى مركونة ثم ينتظرون خروج أصحابها من أجل أخذ أمكنتهم، و هو وضع استثمر فيه حراس الحظائر غير الشرعية الذين بلغ بهم الأمر حدّ الاشتراط على بعض المواطنين، الركن لوقت قصير من أجل إتاحة الفرصة للذين لم يجدوا مكانا، كل ذلك في ظل غياب أماكن توقف نظامية تغني المواطنين عن مواجهة رحلات يومية للبحث عن أية مساحة يتركون فيها مركباتهم، إلى حين استخراج وثائق مهمة أو تناول وجبة.
النصر تنقلت إلى مقر بلدية الخروب لمعرفة الحلول التي تكون السلطات المحلية قد فكرت فيها لمواجهة مشكلة الركن بالمدينة، فأكد لنا نائب رئيس البلدية المكلف بالتهيئة و التعمير و الفلاحة، وشتاتي سليم، أنه لا يوجد أي مشروع استثماري خاص بإنشاء حظائر ذات طوابق بالخروب في الوقت الحالي، مضيفا بالمقابل أن البلدية تفتح أبوابها أمام كل راغب في الاستثمار في هذا المجال، لكنه أوضح أنه لم يتم بعد تلقي أي ملف في هذا الخصوص.
 حاتم بن كحول

الرجوع إلى الأعلى