أكدت نقابة سائقي سيارات الأجرة بقسنطينة، أن هذا النشاط أصبح مهددا بالزوال، بعد تكبد المهنيين خسائر مادية معتبرة منذ بداية الجائحة، بسبب تطبيقات الهاتف الجديدة المنافسة وكذا الانتشار الكبير لسيارات «الفرود»، ما أدى لتوقف العشرات منهم عن مزاولة نشاطهم.

و قال سائقو أجرة على خط علي منجلي- وسط المدينة بمحطة نهج عواطي مصطفى «طريق سطيف» بوسط مدينة قسنطينة، إن العشرات من زملائهم توقفوا عن ممارسة هذه المهنة، و أكدوا أن أول إشكال يصادفونه هو انتشار سيارات «الفرود» على بعد أمتار من المحطة وتحديدا مقابل فندق «سيرتا»، أين ينتشر العشرات منهم منادين على الركاب الراغبين في التوجه إلى علي منجلي، خصوصا في الفترة المسائية أين يتم نقل ثلاثة أشخاص مقابل 200 دج لكل راكب، فيما يلتزم سائقو الأجرة بنقل راكبين فقط، تطبيقا للإجراءات المفروضة للوقاية من فيروس كورونا.
و أصبح نشاط سيارات الأجرة مهددا بالزوال حسب المعنيين، في ظل انخفاض المداخيل بنسبة تفوق 70 بالمئة، مقابل ارتفاع في المصاريف سواء المتعلقة بالصيانة أو التأمين أو البنزين، إضافة إلى عائدات رخصة كراء رقم السيارة.
و أضاف السائقون، أنهم يعيشون ضغوطات يومية جراء هذه «الوضعية الصعبة»، إذ يقضي السائق ثلاث ساعات كاملة من أجل انتظار نقل راكبين من محطة «طريق سطيف» إلى علي منجلي ومثلها في رحلة الإياب، حيث تعهدوا بالالتزام بكل التدابير الصحية في حالة السماح لهم بإضافة راكب ثالث، خاصة وأن كل واحد منهم يجلس أمام نافذة.
و أكد أمين نقابة سيارات الأجرة بقسنطينة، جمال عساسي، أنه راسل الوالي من أجل إضافة راكب ثالث، إلا أنه تلقى ردا بأن هذا القرار تتخذه اللجنة المكلفة بمتابعة تفشي الوباء، مضيفا أن العديد من السائقين توقفوا عن ممارسة نشاطهم منذ تفشي الوباء، بسبب ضعف الدخل المادي، في ظل المصاريف الكثيرة التي تثقل كاهلهم.
و أضاف النقابي، أن نشاط السائقين أصبح مهددا أكثر بسبب عاملين، الأول هو انتشار سيارات «الفرود» التي أصبحت تنافس بقوة سيارات الأجرة وخاصة في خط محطة طريق سطيف- علي منجلي، أما العامل فيتمثل حسبه، في الانتشار الواسع للتطبيقات الجديدة بالهواتف الذكية، والتي تسمح بنقل الركاب من مختلف الأماكن، وهو ما يعتبره أمرا غير عادل خاصة وأن شخصا واحدا يملك سجلا تجاريا يمكنه ممارسة هذه المهنة فيما يضطر أصحاب السيارات إلى تسديد مصاريف عديدة من أجل مزاولة نشاطهم، مذكرا أن قيمة ما يدفعه السائقون من أجل الركن في محطة «طريق سطيف» على سبيل المثال، يدر على البلدية مبلغ مليار و600 مليون سنتيم.
حاتم/ ب

الرجوع إلى الأعلى