تعرف ضفاف سدِّ بني هارون في جزئه الممتد إلى منطقة مسيدة بضواحي بلدية مسعود بوجريو بولاية قسنطينة، تدهورا كبيرا للبيئة وتلوثا غير مسبوق، بسبب الرمي العشوائي للنفايات والقارورات من طرف قاصدي المكان، ما حوّله إلى مكبٍّ مفتوح للقمامة صار يهدد حياة الأسماك الموجودة به.
وتداول مُرتادون لضفاف سد بني هارون بالمنطقة المذكورة صورا على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها "فيسبوك"، تُسلّط الضوء على الحالة السيئة للبيئة بالسدِّ وعلى ضفافه، بعد انتشار القارورات وأكياس النفايات ومخلفات قاصدي المكان للنزهة والصيد في مياهه، لكونه يضم عدة أنواع من الأسماك التي تعيش في المياه العذبة، حيث صار السدّ يشبه مركزا تقنيا لردم النفايات المنزلية، بسبب غياب روح المواطنة والمسؤولية من قاصدي مسيدة بمسعود بوجريو، في حين وقفت النصر على وضعية أكثر تدهورا مما يظهر من صور مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عند زيارتنا للمكان أول أمس الاثنين. وساهم انتشار الأوساخ ودخول فصل الحر في مضاعفة أعداد البعوض والحشرات، ما حوّل المكوث لبضع دقائق بضفاف السدّ أمرا خطرا وشبه مستحيل، ويهدد صحة القاطنين بمشتى مسيدة السفلى، بالإضافة إلى رعاة الغنم والماعز والأبقار بالمنطقة، كما أن التلوّث المسجل قد يؤدي إلى الإضرار بالماشية.
وذهب العارفون بشؤون تربية الأسماك والسدِّ إلى القول بإمكانية تضرر الثروة الحيوانية المتواجدة بالسدّ أيضا، والمتمثلة في الأسماك، في حال امتداد التلوث إلى غاية مياه السد، ما قد يؤدي إلى نفوق عدد هائل من أسماك الشبوط الفضي والملكي والعادي وكبير الفم، إلى جانب الـ"باربو أبرميسو" والذوع، حسب تصنيفات المختصين في الصيد القاري وتربية المائيات، التي تعول عليها الدولة كبديل للثورة السمكية من البحار والمحيطات، فيما لاحظنا وجود سمكة تطفو على السطح، ما يرجح إمكانية نفوقها بسبب المشكلة المذكورة.
ووجَّه سكان مسيدة والصيادون الهواة رسالة استهجان واستنكار للسلوكيات السلبية لمرتادي المكان، لعدم احترامهم للبيئة ونظافة المحيط، مطالبين المجلس البلدي وسكان الجهة والمتطوعين بالمشاركة في إجراء عملية تنظيف واسعة، خصوصا وأنّ التلاميذ والطلبة في فترة عطلة حاليا. وتجدر الإشارة إلى أن سدّ بني هارون، بضفتيه التابعتين إداريا لولاية ميلة وقسنطينة يعاني من مشاكل جمَّة، رغم فرص الاستثمار الكبيرة التي تحيط به، على غرار تربية المائيات والسياحة والصيد للهواة، لكن الأوحال والتلوث يتربصان بالمكان، الذي وصل إلى هذه الوضعية بسبب سلوكيات المواطنين السلبية.
فاتح خرفوشي

الرجوع إلى الأعلى