مشروع ضخم للقضاء على رواق العطش بقالمة
أطلقت ولاية قالمة، مشروعا ضخما للقضاء على رواق العطش ببلديات الجنوب الشرقي ، حمام النبائل، الدهوارة، وادي الشحم و مجاز الصفا أين يعاني السكان من أزمة مياه حادة منذ سنوات طويلة.  
و يعتمد المشروع الهام الذي تفقده والي قالمة كمال عبلة يوم الثلاثاء، على المنبع الطبيعي القلتة الزرقاء الواقع ببلدية حمام النبائل، و هو أحد أهم مصادر المياه العذبة بالمنطقة، أين تتدفق المياه بقوة على مدار السنة تقريبا، و تذهب كميات كبيرة منها إلى الأودية المجاورة دون أن تستغل حتى الآن بسبب صعوبة و عزلة المنطقة، و التضاريس الجبلية التي تتطلب إمكانات كبيرة لجر المياه على مسافة طويلة.    
و تقدر رخصة البرنامج بنحو 600 مليون دينار لتمويل المشروع المكون من محطة المعالجة و الضخ، و قنوات الجر ذات القدرة الكبيرة على تحمل الضغط، و منشآت الهندسة المدنية، و تجهيزات هيدروميكانيكية، و كهربائية.  
و قال المشرفون على المشروع، بأن محطة المعالجة و الضخ ستكون جاهزة شهر جوان القادم إذا تواصلت الأشغال بنفس الفعالية التي تجري حاليا.  
و لم يتمكن المهندسون من إيجاد مصادر للمياه الجوفية بالمنطقة على مدى السنوات الماضية، وكانت كل التنقيبات سلبية تقريبا، و خاصة بمنطقة الدهوارة و حمام النبائل، و حتى السدود منعدمة بالمنطقة، رغم وجود طبيعة ملائمة لبناء مسطحات مائية على الأودية الكثيرة التي تعبر الإقليم الجبلي الواسع.  
و في ظل هذا الوضع المعقد، لم يبق أمام سلطات قالمة سوى التوجه إلى منبع القلتة الزرقاء لجر المياه إلى مدن و قرى الإقليم، و وضع حد نهائي لمعاناة سكان رواق العطش الثاني بولاية قالمة، بعد رواق جبالة، بني مزلين، بوشقوف، وادي فراغة و عين بن بيضاء، حيث ودع هذا الرواق الواسع أزمة العطش منذ سنوات قليلة، بعد إنجاز مشروع كبير يعتمد على سد بوحمدان الكبير و آبار حلية و فتوح قرب مدينة قالمة.    
و ينتظر سكان إقليم حمام النبائل بقالمة نهاية المشروع الصيف القادم، لتوديع أزمة عطش طويلة، و التوجه إلى مستقبل جديد ربما تكون فيه سدود عملاقة تحول الأراضي الجافة إلى حقول زراعية خصبة تنتج الثروة و مناصب العمل لأهالي المنطقة الممتدة إلى حدود ولاية سوق أهراس.   
و لم يتوقف سكان إقليم حمام النبائل عن المطالبة باستغلال منبع القلتة الزرقاء لتوفير مياه الشرب، لكن مطلبهم ظل مجرد فكرة على طاولة المسؤولين المحليين، قبل أن يتحول إلى حقيقة على أرض الواقع بعد موافقة وزارة الموارد المائية على تمويل أحد أهم مشاريع مياه الشرب بولاية قالمة، بعد قناة سد بوحمدان باتجاه قالمة و بلديات أخرى، و قناة سد بوحمدان باتجاه وادي الزناتي، و قناة رواق العطش باتجاه إقليم بوشقوف.  

     فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى