قضت، مساء أول أمس، المحكمة الابتدائية لجنايات مجلس قضاء تبسة، بتسليط عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا في حق أستاذة مادة اللغة الفرنسية بالتعليم المتوسط و مقتصدة بذات المؤسسة التربوية، بتهمة جنايتي تكوين جمعية أشرار و الجروح العمدية مع سبق الإصرار و الترصد المؤدية إلى عاهة مستديمة «فقدان البصر تماما «، فيما تمت تبرئة المتهم الثالث و هو سائق سيارة « فرود «.
خلال جلسة ماراطونية امتدت لحوالي 10 ساعات متتالية بقاعة جنايات مجلس قضاء تبسة، استقطبت حضورا مكثفا من طرف المواطنين ، حاولت أستاذة اللغة فرنسية و المقتصدة التملص من المسؤولية الجنائية لهذه الجريمة البشعة، التي طالت أستاذة في مقتبل العمر و تسببت  في فقدانها للبصر،   وأكد  المتهم القاصر الذي أدين بمحكمة الأحداث بـ 10 سنوات سجنا،  والذي تم سماعه في قضية الحال كشاهد،   على أن أستاذة اللغة الفرنسية التي هي ابنة خالته، وعدته بمنحه آلات موسيقية بالمؤسسة كهدية قدرها 10 ملايين سنتيم و مبلغا ماليا في حالة قيامه بالجريمة، و بعد التخطيط الجيد لهذه الجريمة التي تعود أسبابها إلى أن الضحية التي تشتغل أستاذة لغة فرنسية نجحت في مسابقة الأساتذة، ليتم ترسيمها بمتوسطة بمدينة بئر العاتر، غير أن الأستاذة المستخلفة رأت أن منصبها قد ظفرت به الأستاذة الجديدة، و ظلت تخطط للانتقام منها بالتنسيق مع المقتصدة التي تعمل بذات المتوسطة، خاصة و أن كلا المتهمتين تقطنان في سكن وظيفي بالمتوسطة، و بحضور الأستاذة الجديدة المعيّنة من طرف مديرية التربية، وجدت الأستاذة المستخلفة نفسها خارج العمل، رغم أنها تعمل دون أي عقد يربطها مع المؤسسة، إذ تشير الخريطة التربوية إلى أن الأستاذة المستخلفة تعمل خارج الإطار القانوني و دون علم مديرية التربية لولاية تبسة.                                                                      
و لتنفيذ الجريمة النكراء، اتفقت الأستاذة المستخلفة مع ابن خالتها و بالتنسيق مع المقتصدة و بعد تحديد توقيت دخول و خروج الأستاذة الضحية، قامت بمنح ابن خالتها مبلغ ألف دج اشترى به قارورة من حلول « الأسيد « و وضعها في إناء من الألومينيوم على شكل دائرة حتى تمس عملية الرش كامل الوجه و قام منفذ الجريمة بمزج مادة الياغورت مع الأسيد و عند خروج الأستاذة المستهدفة من المتوسطة، أوقفتها المقتصدة و تحدثت معها قرب الباب، فيما أشارت إلى التلميذ منفذ الجريمة بأن المعنية هي من تتحدث معها، ليقوم بسرعة برشها بمادة الأسيد الذي تطاير على وجهها و ظن الحضور بأنها مزحة فقط لأجل تلطيخ وجهها و ثيابها، ثم لاذ الجاني بالفرار، أين كانت تنتظره سيارة «فرود» بعيدا عن موقع الجريمة.
و هي الاعترافات التي أدلى بها المتهم القاصر و كانت محل تناقض بين المتهمتين،  و بعد مرافعات ممثل الطرف المدني، الذي بين بالدليل أن الضحية فقدت البصر نهائيا و حياتها الآن لا تساوى شيئا بعد ضياع مستقبلها المهني و فقدانها لنور البصر.ممثل الحق العام التمس توقيع أقصى العقوبات في حقهم، فيما سلطت عقوبة 10 سنوات في حق الأستاذة و المقتصدة و تبرئة ساحة « الفرودور» الذي نقل المتهمين على متن سيارته من تبسة إلى بئر العاتر بمبلغ 2000 دج.
  ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى