اختناق مروري حاد يعطل الحركية الإقتصادية وسط مدينة الوادي
تشهد مختلف الطرقات سواء الوطنية أو الفرعية وحتى الشوارع المعبدة التي تعبر  الأحياء الحضرية والشعبية بوسط مدينة الوادي وبعض البلديات المجاورة، اختناقا مروريا حادا في السنوات الأخيرة، وتزداد الحدة مع موعد كل دخول اجتماعي، وهي الوضعية التي دفعت بالعديد من المواطنين إلى المطالبة بتفعيل الحلول المقترحة وإيجاد بدائل كفيلة بالقضاء على هذه الوضعية الحرجة.  
الأكثر تضررا ...طرقات مداخل المدينة ومنافذ محطات نقل المسافرين
ويسجل الاختناق أكثر بالمداخل الأربعة لبلدية عاصمة الولاية «وسط المدينة»، باعتبارها تتوسط 29  بلدية يعرف بعضها أكثر بكثافة سكانية تصل إلى أكثر من 50 ألف نسمة، ناهيك عن القادمين من الولايات المجاورة بمداخلها الثلاث، بإستثاء المدخل الجنوبي والذين يقصدون الولاية باعتبارها قطبا تجاريا وطبيا وفلاحيا بامتياز حسب شهادات البعض الذين التقت بهم «النصر» .
وتصل حركة المرور أوجها، لدرجة أنها تصبح عائقا أمام سير أصحاب المركبات السياحية والراجلين في ثلاث فترات زمنية متباعدة نسبيا، الأولى في حدود الساعة الثامنة 08:00 صباحا وتستمر إلى غاية التاسعة 09:00 أين تشتد بمداخل المدينة وبالطرقات المتفرعة عن نقاط التوقف الطريقي «محطات نقل المسافرين» ، وذلك نتيجة التوافد المستمر، سواء لمواطني الولايات أو البلديات المجاورة.
أما الفترة الزمنية الثانية وهي الفترة الأكثر حدة تبدأ من الساعة الحادية عشر 11:00 صباحا وتستمر إلى 45 دقيقة بعد منتصف النهار، وذهب البعض الذين إلتقت بهم  «النصر»  بوصفها مرحلة «تعطل حركة المرور»، لدرجة أن البعض يذهب إلى خيار  توقيف محرك السيارة من حين لآخر ، نتيجة شدة الاختناق في حركة المرور، لأن مركبته لا تبرح مكانها، لاسيما بالطرقات والشوارع المحاذية للأسواق المرتبطة بحركية التسوق والمؤسسات والإدارات العمومية ذات الصلة المباشرة بإنشغالات وقضايا المواطن .  
والفترة الثالثة ليست مرتبطة بتوقيت زمني، لأنها ظلت على إختلاف الفصول الأربع تتوسط الفترة الزمنية، موعد آذان صلاة المغرب و بعد العشاء، وهي الفترة التي تقدر   بساعة ونصف، أين تشهد مختلف الطرق والمنافذ حركية غير مسبوقة لاسيما لأصحاب المركبات السياحية التي عادة ما تختلط وفي بعض الأوقات، بحركة مركبات الوزن الثقيل .
السوق المركزي و التجمعات التجارية والهيئات الإدارية في منطقة واحدة
وتمتد مسافات اختناق حركة المرور حتى خمسة (05) كلم وأكثر، وهي مسافات كافية لتشمل هذه المعضلة كافة أحياء وسط المدينة أين تسجل أكثر بالطرقات الفرعية والشوارع العابرة للأحياء المحاذية للسوق المركزي كأحياء الأعشاش والمصاعبة وحي أولاد أحمد والنزلة، وهي كلها أحياء شعبية  يتوسطها السوق المركزي.
كما تعرف طرقات ومنافذ حيي أول نوفمبر «الشط» والرمال، والتي تمتد على مسافة من 01 إلى 05 كلم اختناقا مروريا كبيرا، نظرا للطبيعة التجارية لهذه الأحياء التي تعتبر قطبا تجاريا بإمتياز لامتلاكها العديد من الامتيازات والمغريات التي حددتها معياري الجودة  والأسعار، ناهيك عن تواجد سوقي الجملة والتجزئة للخضر والفواكه بحي أول نوفمبر
بالإضافة إلى طرقات حيي 08 ماي 1945 وحي 19 مارس 1962 ، وهي الأحياء  التي تعرف أكثر تواجد لمقرات المؤسسات العمومية والهيئات الإدارية .
و رغم طبيعة هذه الأحياء التي تعرف طرقاتها وشوارعها ومنافذها اختناقا مروريا حادا ، وهي الخصوصيات التي ساهمت في صناعة هذا الاختناق المروري، إلا أن بعض المتتبعين لهذا الشأن يؤكدون أن هناك العديد من الممارسات لاسيما لأصحاب المركبات، أدت إلى تعفن الوضع كإصطفاف أصحاب السيارات على حافتي العديد من الطرقات الضيقة كطريق محمد خميستي بوسط المدينة، لفترات طويلة تستمر لخمس (05) ساعات، بالإضافة إلى عدم إستعمال الراجلين للأرصفة وممرات الراجلين المخصصة لتجاوز الطريق، لدرجة أنك تجد الراجلين يستعملون مفترق الطرق ممرا للراجلين .  
ويرجع العديد من المواطنين هذا الوضع، إلى التزايد الكبير في الآونة الأخيرة لحظيرة السيارات، لاسيما التابعة للخواص، بالإضافة إلى سيارات الأجرة وحافلات النقل العمومي للمسافرين، في حين أن النسيج العمراني لأحياء وسط المدينة التي تعاني من الظاهرة لم تشهد تغيرا منذ نشأتها الأولى التي ترجع إلى العهد الاستعماري .
في حين يرى البعض الآخر من السكان، أن الطبيعة المهترئة لأغلب المنافذ و الطرقات الفرعية التي تتوسط هذه الأحياء ، ساهمت إلى حد بعيد تضاعف حدة هذه الحالة، نتيجة تجنب أصحاب السيارات لهذه الطرقات التي تعتبر طرقات نجدة متخذين من الطرقات الرئيسية ملاذا لهم . وأكد الشاب (حازم. ب/ صاحب 22 سنة ) الساكن بحي أول نوفمبر، أن إستمرار هذه الحالة تمثل بالنسبة له ولأسرته حالة إزعاج مستمر جراء الضجيج المستمر  لمحركات السيارات وما ينتج عنه من دخان كثيف أحيانا يؤثر سلبا على الوضع الصحي للبيئة .
  ويقول (م.العيد.ش / صاحب 56 سنة )، وهو يمتلك سيارة حديثة، أن هذه الحالة دفعت به إلى هجران سيارته وركنها بالمستودع وتفضيل الترجل كوسيلة للتنقل لقضاء حوائجه لاسيما الذهاب مكان العمل.
وأشارت السيدة ( زهرة.ج/ صاحبة 70 سنة) التي تسكن بحي النزلة، أن حالة الاختناق المروري سببت لها أمراضا مزمنة على مستوى الجهاز التنفسي، لاسيما أن منزلها متواجد بقلب حي تفتقد طرقاته للتهيئة ويشهد توافدا كبيرا لأصحاب المركبات .
برامج واعدة .. بغية إيجاد حلول لأزمة المرور
ومن جهته مدير النقل شريح محمد الشريف، وفي تصريح «للنصر» ، أكد أن مصالحه انتهت من دراسة وإعداد مخطط حركة المرور لمدينة الوادي، وهو المشروع الذي من شأنه أن يساهم في تنظيم حركة المرور لتحقيق السلاسة والإنسيابية في حركة المركبات والراجلين وحاليا جهاز مديرية النقل حسبه منكب على متابعة تنفيذ مصالح البلدية لهذا المخطط وفق المعطيات الموجودة .
وكان والي الوادي صالح العفاني، قد أشار في تصريح إعلامي أنه سطر مشروعا يقضي بتهيئة كل أحياء بلدية عاصمة الولاية وتجديد الطرقات والمنافذ ، وهي البرامج التي من شأنها أن تعطي الوجه الحسن لعاصمة الولاية .      
ثابت.ب

الرجوع إلى الأعلى