عرى تقرير المجلس الشعبي الولائي بعنابة، أمس في دورته العادية، واقع قطاع الموارد المائية، معتبرا المعلومات و الأرقام التي تقدمها بعيدة كل البعد عن الواقع مقارنة بما يعيشه المواطن، على سبيل الذكر بلدية واد العنب تشير إلى تزود المواطنين بالماء يوما واحدا في الأسبوع و مصالح الجزائرية للمياه تقول بأن المياه تصل الحنفيات 5 ساعات في اليوم.
و عرضت رئيسة لجنة تهيئة الإقليم و النقل بالمجلس الولائي، في الدورة المخصصة لقطاعي الموارد المائية و السياحة، في ما يتعلق بتحضير موسم الاصطياف، تقريرا سلبيا على قطاع الموارد المائية من حيث التزود بالمياه الشروب و كذا التطهير و تسيير مياه الأمطار، مستدلة بالفيضانات التي وقعت يومي 24
و 25 جانفي الماضي.
و جاء في العرض المقدم أمام والي الولاية توفيق مزهود، بأن تصريحات الجزائرية للمياه بعيدة عن الواقع، فالمياه ملوثة كما أنها تصل إلى الحنفيات ممزوجة بالأتربة، بالإضافة إلى عودة صهاريج التزود بالمياه في الوسط الحضري، نتيجة الانقطاع المتواصل للمياه وصل إلى 5 أيام متتالية.
و في رد المدير الولائي للموارد المائية عن سبب انقطاع المياه في الأيام الأخيرة، أرجع ذلك إلى أشغال تحويل القناة من المسار المرتفع لمشروع الطريق السيار شرق غرب في شطره الرابط بين الطارف و الذرعان على مسافة 1 كلم و هي القناة الرئيسية التي يقدر قطها 1500 ملم.
و أكد المتحدث، على أن التزود بالمياه، بدأ يرجع إلى النظام العادي يوم الخميس و هناك أحياء ستصلها المياه على أقصى تقدير اليوم الأحد. من جهته مدير مؤسسة الجزائرية للمياه، قال بأن مشكل توزيع المياه بعنابة، مرتبط بعملية التصفية و لا يمكن تزويد المواطن و هي في درجة كبيرة من التعكر.
و أرجع أيضا سبب قطع الماء عن عديد الأحياء، إلى تلوثها معتبرا صحة المواطنين أولوية قبل توفير المياه و مؤسسته تفضل قطع المياه، على أن تصل ملوثة إلى الحنفيات حفاظا على الصحة العمومية.  
و اعتبر مدير الموارد المائية، بأن الأولوية القصوى حاليا، هي انجاز محطة المعالجة بالمدينة الجديدة ذراع الريش، التي تصب مياهها في واد العنب و أصبحت تشكل تهديدا لسكان المنطقة و الأراضي الفلاحية و ذكر المتحدث، أن المشروع ينتظر أن يُسجل بصفة رسمية لدى مصالح وزارة المالية، لاستلام الاعتماد المالي المقدر بـ 650 مليار سنتيم، إلى جانب انجاز محطة مماثلة ببلدية شطايبي الساحلية.
و في قطاع السياحة، أكد تقرير المجلس في ما يتعلق بالتحضير لموسم الاصطياف، على ضرورة تعزيز الإنارة العمومية في مداخل و مخارج البلديات الساحلية و القيام بدوريات مكثفة لتنظيف المحيط و مكافحة الكلاب الضالة و الجرذان و دهن الواجهات للبنايات المختلفة، محاربة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، مكافحة الحشرات و الناموس، إعداد برنامج ثقافي و ترفيهي.  
و عرفت الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي لولاية عنابة، أمس، اتهامات و تراشق بالتهم بين أعضاء المجلس، حيث اتهم يزيد بن تومي نائب رئيس المجلس و الأمين الولائي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، الوالي السابق محمد سلماني، بتزوير الانتخابات المحلية الماضية لصالح حزب الأفلان.
و في تدخل مفاجئ لبن تومي و هو رئيس جمعية منتدى رؤساء المؤسسات بعنابة «الأفسيو»، أرجع المشاكل التي تعيشها الولاية خاصة نقص التزود بالمياه، إلى تواطؤ المنتخبين الحاليين و أغلبهم من الأفلان بـ 33 مقعدا من أصل 39 الذين كانوا يمدحون الوالي السابق و لا ينتقدون سياساته، قائلا «الوالي السابق كان يكذب علينا» و مباشرة بعد انتهاء بن تومي من كلمته، أخذ منتخب عن الأفلان نور الدين كليعية، الكلمة  ورد عليه، بالقول «نحن لا يوجد في كروشنا التبن و من لديه ملفات علينا يقدمها و في المجلس أغلبهم جامعيين و إطارات» و أشاروا منتخبون آخرون، بأن بن تومي كان رجل الأعمال الأول المقرب من الوالي سلماني.
كما انتقد نواب آخرون عن الأفلان، رئيس المجلس، بسبب «مروره مرور الكرام» على ما يحدث من حراك و أكدوا على أن الشعب عرى جميع المنتخبين لأنهم لم يقدموا له ما كان مرجوا و اعتبروا مطالب الحراك بالتغيير، مشروعة، لأنهم فشلوا في الدفاع عنها.    
من جهة أخرى، صادق أعضاء المجلس الولائي خلال الدورة، بالإجماع، على مخطط حماية و استصلاح الموقع الأثري هيبون، الذي يعد الآلية القانونية الأساسية للتمكن من حماية الموقع الأثري و محيطه على مساحة حوالي 80 هكتارا و تقنين كل تدخل على مستوى مخطط شغل الأراضي، لمنطقتي طاباكوب
و بور سعيد.          حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى