عاين أعوان الحماية المدنية بعنابة، نهاية الأسبوع، 14 مهاجرا غير شرعي، تم إجلاؤهم من المياه الإقليمية لسواحل عنابة، بعد أن كانوا على متن قارب تقليدي الصنع متوجهين نحو جزيرة سردينيا الإيطالية، مستغلين استقرار أحوال الطقس.
و استنادا لخلية الاتصال و الإعلام بمديرية الحماية المدنية بعنابة، فقد تلقت ذات المصالح، نداء في حدود الساعة الثالثة و 55 دقيقة زوالا، من قبل خفر السواحل على مستوى الثكنة العسكرية التابعة للبحرية الوطنية، مفادها توقيف قارب تقليدي الصنع كان على متنه 14 حراقا، حيث قام الطبيب المعالج بتقديم الإسعافات الأولية للحراقة، الذين كانوا في حالة صحية جيدة، قبل تحرير ملفات جزائية ضدهم، أحيلوا بموجبها أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة للنظر في قضيتهم.
و استنادا لمصدر عليم، فقد جاءت عملية التوقيف في دورية روتينية لفرقة تابعة لقوات خفر السواحل بالمياه الدولية، التي نجحت في اكتشاف قارب صيد بعرض البحر في حدود الساعة الثالثة زوالا، قبل أن تتكفل الوحدة العائمة بعملية المطاردة و تم اعتراض مسار الزورق في وضعية 13 ميلا بحريا شمال رأس الحمراء.
و ذكرت ذات المصدر، أن الزورق كان على متنه 14 فردا تتراوح أعمارهم بين 19 و 33 سنة، تم اقتيادهم إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية لحراس الشواطئ بميناء عنابة، أين خضعوا لفحوصات طبية، قبل مباشرة التحقيق الإداري معهم و الذي اتضح من خلاله بأن الفوج يضم شبانا ينحدرون من عدة ولايات، فيما باشرت فرقة الأمن و التدخل التابعة للأمن الوطني التحقيق الإداري معهم.
و قد قرر الحراقة خوض المغامرة، بعد ربط اتصالات سرية مع شبكات تهريب البشر، مقابل دفع كل واحد من أفراد «الحراقة» مبالغ مالية تتراوح ما بين 8 و 15 مليون سنتيم حسب معرفة كل وسيط في العملية، قبل الانطلاق في الرحلة، على أن يدفع الشطر المتبقي عند الوصول إلى جزيرة سردينيا الإيطالية، كما تم ضبط كل التدابير المتعلقة بالرحلة و ذلك بالاتفاق على مكان و موعد الانطلاق.
كما بينت التحريات، بأن فوج «الحراقة»، انطلق في مغامرته من شاطئ واد بقراط ببلدية سرايدي، في حدود منتصف النهار و هم على متن قارب صيد طوله 7 أمتار، مزود بمحرك ميكانيكي قوته 40 حصانا بخاريا و قد تم العثور على مجموعة من الألبسة و دلاء البنزين و كمية من المأكولات كانت بحوزة الشبان الحراقة بالزورقين.
و تم تقديم الموقوفين،  أمام وكيل الجمهورية بمحكمة عنابة، حيث صدر في حقهم بجلسة، المثول الفوري، تسليط غرامات مالية تقدر بـ 2 مليون سنتيم.
و تجدر الإشارة، إلى عودة نشاط الهجرة غير الشرعية مع استقرار أحوال الطقس، بعد تراجعها في فترة الحراك و كذا الاضطرابات الجوية، و باستقرار أحوال الطقس، عادت شبكات تنظيم الهجرة السرية إلى العمل بالمعاقل المعروفة بعنابة منها حيي سيبوس و سيدي سالم، رغم التضييق عليها من قبل الأجهزة الأمنية.  
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى