تعد الضاحية الشمالية بمدينة قالمة واحدة من أكبر الأقطاب الحضرية التي تضم كثافة سكانية كبيرة موزعة على عدة أحياء، بينها الأمير عبد القادر و الإخوة رحابي، لكن هذه الضاحية التي تتوسع باستمرار مازالت تعاني من نقص مرافق الخدمات كالصحة و التعليم، و مع مرور الزمن زادت الحاجة إلى الخدمات، و ارتفعت أصوات السكان مطالبة بحل المشاكل التي تعاني منها الضاحية الكبيرة التي تعرف حركة إعمار مكثفة.  
وتعد الثانوية في مقدمة مطالب سكان الضاحية التي يطلق عليها المسؤولون اسم مخطط شغل الأراضي شمال، و بالرغم من ارتفاع الكثافة السكانية فإن مشروع الثانوية مازال حلما بعيد المنال نظرا لعدم إدراجه ضمن مخطط تنظيم المدينة الجديدة، و عندما ظهرت الحاجة إليه لم يجد المشرفون على شؤون العمران بمدينة قالمة قطعة أرضية لبناء هذا المرفق التعليمي الهام، حيث تم استهلاك كل المساحات الأرضية تقريبا و لم يعد هناك متسع لتلبية مطالب السكان المتصاعدة.  
في كل صباح ينهض تلاميذ الضاحية الشمالية باكرا للبحث عن وسيلة نقل توصلهم إلى الثانويات البعيدة وسط المدينة، و بعد نهاية الفترة الصباحية يسابقون الزمن للعودة إلى منازلهم لتناول وجبة الغذاء ثم البحث من جديد عن حافلة أو سيارة أجرة تعيدهم إلى مقاعد الدراسة مساء.  
و مع ارتفاع تكاليف النقل الحضري أصبحت الكثير من العائلات غير قادرة على تحمل مصاريف النقل اليومية، و يضطر الكثير من تلاميذ الثانويات إلى الذهاب إلى مقاعد الدراسة و العودة منها مشيا على الأقدام وسط طرقات ذات كثافة مرور عالية و معابر خطيرة لا تتوقف بها حوادث السير، لكن هؤلاء التلاميذ يغامرون في كل مرة للعبور معرضين أنفسهم لمخاطر كبيرة و خاصة عند مفترق الطرق المقابل للمدينة الجديدة الأمير عبد القادر.   
و يرى سكان الضاحية بأنه بات من الضروري انتزاع قطعة أرضية من المستثمرات الفلاحية المجاورة لبناء ثانوية تضع حدا لمعاناة استمرت سنوات طويلة.  
و تنفق العائلات مبالغ مالية كبيرة لتمكين أبنائها من استعمال وسائل النقل الحضري التي ترفض تخفيض الأسعار لفائدة هؤلاء التلاميذ، الذين يدفعون ثمن أخطاء التخطيط العمراني للأقطاب العمرانية الجديدة.   
و في انتظار مشروع الثانوية يطالب سكان الضاحية الشمالية بمدينة قالمة بالنقل المدرسي للتخفيف من معاناة تلاميذ الثانوي الذين تتزايد أعدادهم بين سنة و أخرى.  
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى