تصاعدت، في المدة الأخيرة، وتيرة احتجاجات المواطنين اليومية بولاية الطارف ،بخروجهم  للشارع وقطع  طرقات، للتعبير عن غضبهم من تأخر معالجة مشكلة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي  التي تعرفها مختلف مناطق الولاية .
و قد استفحلت الإنقطاعات و أخذت منحى تصاعديا منذ حلول، موسم الصيف، بالشكل الذي نغص  على السكان معيشتهم خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة التي تجاوزت معدلها الفصلي  .
فيما يبقى التجار  أكبر المتضررين كما يقول من تحدثوا إلينا ، جراء الخسائر التي تكبدوها بفعل هذه الانقطاعات التي تقع على مدار الساعة، و هذا في ظل تقاعس المصالح المختصة  يضيف السكان، في التدخل لإصلاح الأعطاب و إعادة التيار في أقرب وقت للحد من معاناتهم، خصوصا بعد أن تجاوزت مدة الانقطاعات أكثر من 10 ساعات في اليوم و قضائهم الليالي في الظلام الدامس و تأثير ذلك على صحتهم و لاسيما المرضى المزمنون،   فيما تشتكي المصالح الأمنية من جهتها في تقاريرها، من انعكاس المشكلة على مساعي الحفاظ على أمن الأشخاص و ممتلكاتهم، خاصة و أن الولاية تبقى منطقة عبور و قبلة سياحية .
و أمام تنامي ظاهرة الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، عمد السكان بعدة مناطق على غرار بلديات بن مهيدي ، الشط ، سيدي قاسي ، الذرعان إلى اللجوء إلى قطع الطرقات الوطنية و المحاور الرئيسية  و استعمال  أصحاب المركبات رهينة  ببقائهم عالقين لساعات طويلة،  في مسعى الضغط على السلطات المحلية لإيجاد الحلول العاجلة للمشكلة و إصلاح الأعطاب خاصة عبر النقاط السوداء المعروفة بكثرة الإنقطاعات.
من جهة أخرى، اشتكى السكان عبر عدة مناطق، من ضعف شدة التيار الكهربائي و حدوث   في انقطاعات بين الحين و الآخر،  مطالبين بدعم مناطقهم بمحولات جديدة، لتخفيف الضغط على المحولات الحالية التي لم تستوعب الحاجة، علاوة على ذلك، تطرح مشكلة لجوء مؤسسة سونلغاز للقيام بعمليات الصيانة عشوائيا و دون إخطار السكان و التجار مسبقا  لاتخاذ احتياطاتهم، فضلا عن تأثير مشكلة الإنقطاعات على  تموينهم بالمياه الشروب ، حيث سجلت اضطرابات  كبيرة   منذ بداية الصيف .
وتسجل الجزائرية للمياه   إنقطاعات  متكررة و ضعفا  في شدة التيار و تأثير ذلك على عملية تزويد الساكنة بالمياه، بتوقف الضخ من الآبار و محطات المعالجة و تعرض المضخات في كل مرة للتلف، و هو ما تسبب في اضطرابات في عملية توزيع المياه بعدة مناطق و وضع المؤسسة في مأزق كبير، و تسبب كذلك في خروج السكان في احتجاجات عارمة .
في حين أرجعت مؤسسة سونلغاز حدة الإنقطاعات، إلى تضرر الشبكات الهوائية من جراء الاستهلاك المفرط للكهرباء خلال فصل الصيف، خصوصا أوقات الذروة،   ما ألحق  أضرارا بالشبكات، مشيرة إلى أنها قامت بتحديد النقاط السوداء للشبكات الهوائية المتضررة بفعل ذوبانها من شدة الحرارة و الإستهلاك المفرط للتكفل بإصلاحها و تجديدها و العملية جارية، و قد تم إصلاح عدة نقاط سوداء كانت سببا في الإنقطاعات، بما فيها التكفل بمعالجة مشكلة ضعف شدة التيار ببعض المناطق بدعمها بمحولات جديدة، موازاة مع إطلاق عملية صيانة للشبكة على مستوى الولاية لمعالجة مشكلة الإنقطاعات و العملية متواصلة.
الوالي و خلال اجتماع مجلس الولاية الأخير،  لم يخف تذمره من تفاقم حدة الإنقطاعات المتكررة للتيار و قال بأنها مشكلة باتت تؤرقه، لانعكاسها على الإطار الحياتي للساكنة  ، معربا عن عدم رضاه على الخدمة،  خاصة أمام عدم اتخاذ الإجراءات في مجال الصيانة.
و أكد المسؤول، على أن ولاية الطارف لازالت بعيدة عن الخدمة العمومية و تعرف تأخرا في مجال التزود بالطاقة و من ثم وجب وضع برنامج لاستدراك الوضع حفاظا على استقرار الولاية و تنميتها، و ذلك بتوفير الطاقة بصفة منتظمة للمواطنين و الزبائن و المتعاملين الاقتصاديين بعيدا عن أي اضطرابات.                                                      
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى