أحبطت وحدات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، صبيحة أمس الاثنين، محاولة للهجرة غير الشرعية، ضمت مجموعة من الشبان كانوا في رحلة على متن قارب تقليدي الصنع متكون من 7 أفراد، نحو جزيرة سردينيا الإيطالية، مستغلين استقرار أحوال الطقس للإبحار، مستخدمين جهازا لتحديد المواقع، لرسم طريق الوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط .
و استنادا إلى مصدر عليم، فقد جاءت عملية التوقيف في دورية روتينية لفرقة تابعة لقوات خفر السواحل، أثناء قيامها بمهام تأمين الحدود البحرية، حيث نجحت في اكتشاف قارب صيد بعرض البحر في حدود الساعة السادسة صباحا، بعد فترة قصيرة من خروجهم من شاطئ البحر، قبل أن تتكفل وحدة عائمة بعملية المطاردة. و تم اعتراض مسار الزورق في وضعية 8 ميل بحري شمال رأس الحمراء.
و ذكر ذات المصدر، بأن الزورق كان على متنه 7 أفراد، تتراوح أعمارهم ما بين 25 و 35 سنة، تم اقتيادهم إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية لحراس الشواطئ بميناء عنابة، أين خضعوا لفحوصات طبية من طرف طبيب الحماية المدنية و كلهم كانوا في حصة جيدة، حسب ذات المصالح، قبل مباشرة التحقيق الإداري معهم و الذي اتضح من خلاله بأن هذا الفوج يضم شبانا ينحدرون من الأحياء الشعبية لمدينة عنابة.
كما بينت التحريات الأولية، أن هذا الفوج من «الحراقة» انطلق في مغامرته من شاطئ سيدي سالم بإقليم بلدية البوني، في حدود الساعة الرابعة صباحا و هم على متن قارب صيد طوله 7 أمتار مزود بمحرك ميكانيكي قوته 40 حصانا بخاريا.
و استنادا لمصادرنا، فقد انطلقت رحلة الحراقة بعد ربط اتصالات سرية مع شبكات الهجرة غير الشرعية، مقابل دفع كل واحد من أفراد «الحراقة» لمبالغ مالية تتراوح ما بين 8 و 15 مليون سنتيم، حسب معرفة كل وسيط في العملية، قبل الانطلاق في الرحلة، على أن يدفع الشطر المتبقي عند الوصول إلى جزيرة سردينيا الإيطالية، كما تم ضبط كل التدابير المتعلقة بالرحلة و ذلك بالاتفاق على مكان و موعد الانطلاق.
و استنادا إلى نفس المصدر، فقد تم تقديم الموقوفين أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة الابتدائية، حيث صدر في حقهم دفع غرامات مالية قدرت بـ 20 ألف دينار جزائري، في جلسة المثول الفوري، عن تهمة محاولة الهجرة غير الشرعية.
كما تجدر الإشارة، إلى أن قوافل الحراقة توقفت تماما في الأشهر الأخيرة، بسبب انتشار الوباء في إيطاليا و مع إعلان السلطات الإيطالية تسهيلات لفائدة المهاجرين غير الشرعيين، عاد ناشط الهجرة السرية من جديد في الأسابيع الأخيرة.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى