سلّطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، عقوبة الإعدام في حق قاتل طليقته بعدة طعنات خنجر داخل الابتدائية التي تدرس فيها ابنتهما، أين ترصدها عند توجهها إلى المدرسة للحديث مع الإدارة، حيث لحق بها و دخل معها في ملاسنات لإرغامها على الرجوع إلى بيت الزوجية بعد الطلاق و عند رفض طلبه، أخرج سكينا و قام بقتلها.
النيابة العامة التمست في حق الجاني عقوبة الإعدام، عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد، في ثاني محاكمة بعد قبول الطعن بالنقض.
و تتلخص وقائع القضية، في أنه و بتاريخ 24 سبتمبر 2017، تلقت مصالح أمن دائرة البوني، بلاغا مفاده تعرض امرأة للضرب و الجرح العمدي بالسلاح الأبيض داخل المؤسسة التربوية بوخطوطة حسين بحي بوزعرورة و هم بصدد التنقل إلى عين المكان، تقدم المسمى (ب.أ 35 سنة) إلى مقرهم حاملا بيده سكينا متوسط الحجم و عليه أثر الدم، للتبليغ عن ارتكابه لجريمة قتل في حق طليقته المسماة (ز.إ)، معترفا بإزهاق روحها، بعد أن طعنها عدة طعنات. و عند التنقل إلى مكان ارتكاب الجريمة، وجدوا جثة الضحية مرمية في رواق إدارة المؤسسة الابتدائية.
لدى سماع الطرف المدني (ز.م) ممثلا في والد الضحية، صرح بأنها تزوجت بالمتهم سنة 2007 و كانت تعاني مع زوجها الأمرين و قد أنجبت منه طفلة عمرها 8 سنوات و طفل عمره 4 سنوات و قد كان المتهم يعتدي على ابنته حال زواجهما، حيث توصل به الأمر إلى ضربها بسكين على مستوى ذراعها الأيسر. و مند شهر جانفي 2017، ساءت العلاقة الزوجية بينهما بسبب تصرفات المتهم و إهماله لعائلته، بالإضافة إلى سلوكاته المنحرفة و دخوله السجن مرتين، فقامت ابنته الضحية برفع دعوى خلع، تكللت بصدور حكم شهر جوان 2017، فيما سعى المتهم لإرجاعها لكنها رفضت رفضا تاما و قد سمع من زوجته بأن المتهم أصبح يهدد ابنته و فعلا نفذ تهديده بتاريخ الوقائع، حينما قام بقتلها داخل المؤسسة التربوية، عندما كانت تنتظر ابنتها التي تدرس بمدرسة بوخطوطة حسين في بوزعرورة.
و لدى سماع الشاهد (ب.ح) صرح، بأنه عامل ببلدية البوني و أنه بتاريخ الوقائع، كان منشغلا بتعبئة قارورات الإطفاء بالمدرسة و حوالي الساعة العاشرة و الربع صباحا، شاهد الضحية بساحة المدرسة بعد أن تكلمت مع المدير، حينها دخل المتهم و تكلم مع الضحية، طالبا منها مرافقته خارج المدرسة، في حين سمع الضحية تقول له بأن التفاهم يكون مع والدها و والدتها، بينما كان المتهم يضع تحت إبطه الأيسر سجادة و فجأة قام بسحب سكين كبير الحجم، موجها للضحية ضربة على مستوى الرقبة، ثم عدة ضربات على مستوى الكلى و عندما سقطت الضحية على الأرض، تدخل هو و العمال و أراد نزع السكين من يد المتهم، إلا أن هذا الأخير وجه له ضربة بواسطة السكين و كاد أن يصيبه على مستوى الرقبة، ثم تابع المتهم ضربه للضحية بإمساكه للسكين على شكل عمودي، موجها لها ضربة أخيرة بكل قوته، ثم لاذ بالفرار عبر سور المدرسة.
و لدى استجواب المتهم (ب.أ) خلال جلسة المحاكمة، أمس، اعترف بالتهمة المنسوبة إليه، فيما أنكر ترصده للضحية و إصراره على قتلها، مؤكدا على أن الضحية كانت زوجته مدة 10 سنوات و رزق منها ببنت و طفل و نتيجة لخلافات بينه و بين الضحية، طلبت زوجته الخلع أمام المحكمة و صدر الحكم و تفككت حياته الزوجية، حيث أصبح لا يطيق العيش وحده دون زوجته و أبنائه. مضيفا بأنه ترجى الضحية للرجوع إلى بيت الزوجية، غير أنها كانت ترفض طلبه و بتاريخ الوقائع، قام بحمل سكين كبير الحجم و وضعه داخل كيس و قام بلفه بواسطة قميص و توجه إلى المدرسة لملاقاة ابنته و عندما وصل وضع السكين في جنبه الأيسر و صدفة التقى بالضحية أمام باب المدرسة، فيما كانت هي تتهرب منه، فاغتنم الفرصة و طلب منها الرجوع، فرفضت الأمر ككل مرة، ما أدخله في حالة عصبية، أخرج على إثرها السكين و قام بطعنها عدة طعنات و هي نفس الأقوال التي صرح بها في المحاكمة الأولى.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى