حققت ولاية عنابة، في أواخر موسم اصطياف 2020، انتعاشا ملحوظا في قطاع السياحة باستقطاب أعداد معتبرة من الزوار والمصطافين، مقارنة بالعام الماضي، في مؤشر إيجابي يعيد لعنابة مكانتها بعدما تقهقرت في السنوات الماضية إلى ذيل ترتيب الولايات السياحية من حيث الاستقطاب، فيما شهدت الشواطئ خلال عطلة نهاية الأسبوع إقبالا من طرف المواطنين عقب إعلان السلطات العليا بالبلاد عن تأجيل الدخول المدرسي.
وكشفت حصيلة الحماية المدنية، أول أمس، عن تسجيل 1090350 مصطافا في الفترة الممتدة ما بين 15 أوت و 30 سبتمبر، حيث ساعد التخفيف من إجراءات الحجر الصحي وفتح الشواطئ في أواخر موسم الاصطياف، في تحقيق إنزال على شواطئ عنابة، واكتشافها من جديد كوجهة سياحية مميزة.
أرقام الحماية المدنية تعتمد على إحصاء توافد المصطافين من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية السابعة مساء، دون احتساب الشواطئ غير المحروسة والأوقات التي ينسحب فيها أعوان الحماية، و رغم ذلك تم في شهر ونصف، بلوغ رقم أكبر من المسجل من شهر جوان إلى سبتمبر من سنة 2019 والمقدر بـ 1082745 مصطافا.
وحسب مصالح الحماية المدنية، فقد سجل في الفترة الممتدة ما بين 15 و 31 أوت 2020،  714450 مصطافا، مع إحصاء 1431 تدخلا، و 3 حالات وفاة غرقا، وفي شهر سبتمبر في الفترة الممتدة بين 1 و 30 سبتمبر، بلغ عدد المصطافين حوالي 375900.
وفي سياق متصل، لا يزال المصطافون يتوافدون على الشواطئ إلى غاية يوم أمس، حيث تتواجد بها فرق الحماية المدنية والشرطة والدرك الوطني، وهذا راجع إلى تأجيل الدخول المدرسي، و تواصل ارتفاع درجة الحرارة رغم تساقط الأمطار بين الحين والآخر، فبمجرد اعتدال حالة البحر يعود المواطنون للسباحة، كأن موسم الاصطياف مايزال في بدايته، خاصة وأن الحركة التجارية والأنشطة عادت إلى طبيعتها على مستوى الكورنيش والشريط الساحلي، ما يشجع العائلات على الخروج والاستجمام على مستوى الفضاءات السياحية.
وأكد مختصون وفاعلون في قطاع السياحة للنصر، على ضرورة الاستثمار في الاستقطاب الملحوظ للمصطافين هذه السنة بسبب أزمة الوباء، بعد تغير الصورة النمطية لدى الزوار عن عنابة، والتي اقترنت في السنوات الماضية بأشياء سلبية، جعلتهم يهجرونها باتجاه ولايات أخرى كجيجل وسكيكدة.
وفي ذات السياق، أكد سليم فروم للنصر وهو مختص في السياحة،  بأن رفع حجم الإقبال مرتبط بالترويج الجيد، وتحسين ظروف الاستقبال ومنها الأسعار المدروسة، وخلق فضاءات جديدة غير موجودة في الولايات الأخرى تجعل الزوار يفضلون عنابة كوجهة جديدة لاكتشاف المنتج السياحي الجديد.
 وتبقى النقائص المسجلة في الهياكل والمرافق الترفيهية والنزهة أيضا، وكذا السلوكات السلبية، وسوء الاستقبال في الكثير من الأحيان، حجر عثرة أمام الاستقطاب والجذب الحقيقي للمصطافين والسياح، ما يتوجب الاعتماد على أهل الاختصاص للترويج للمدينة، و العمل على رفع الوعي الثقافي والسياحي للفرد العنابي، إلى جانب الترويج الجيد للمعالم الأثرية للمدينة، و تنظيم رحلات مدرسية للتعريف بعنابة، وهي النقاط التي يجب حسب المتحدث التركيز عليها.
 وأرجع فروم تدني مستوى الخدمات، رغم وجود معاهد في المجال الفندقي والمهن المتعلقة بالسياحة وتخريج مئات الطلبة سنويا، إلى التركيز على التكوين النظري فقط، ونقص التأطير التطبيقي، مما خلف تكوينا ضعيفا، لا يصل الى المرتبة التي يحوز عليها جيراننا في المجال السياحي.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى