يشتكي قاطنو مشتتي تاقلمونت و الصفاح ببلدية فم الطوب في ولاية باتنة، من العزلة و غياب ضروريات الحياة وهو ما نغص عليهم يومياتهم، حيث يطالبون بالاستفادة من مشاريع مناطق الظل، في مقدمتها ربط سكناتهم بالغاز و إنجاز طريق يمتد على مسافة ثمانية كيلومترات لفك العزلة عنهم.
و ندد سكان المشتتين بما وصفوه «بالتهميش» الذي طالهم، عكس مناطق عدة استفادت من مشاريع تنموية و اعتبر عدد من سكان المشتتين في حديثهم للنصر، أنهم راحوا ضحية موقعهم الجغرافي، حيث أن المشتتين المتجاورتين، تقعان بين ثلاث بلديات، هي فم الطوب، تيمقاد و وادي الطاقة، قائلين بأن موقعهم الجغرافي حال دون التفاتة السلطات إليهم، فيما استفادت مناطق مجاورة من عدة مشاريع.
كما أكدوا على أن أنبوب الغاز الرئيسي لا يبعد إلا بمسافة قصيرة عن سكناتهم و أن الغاز يشكل بالنسبة لهم حلما، خاصة و أن المنطقة تعرف برودة شديدة في فصل الشتاء تنزل فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر ليلا.
و ناهيك عن مطلب الغاز الذي يعد حلما بالنسبة لسكان مشتتي الصفاح و تاقلمونت، فإن قاطني المشتتين يطالبون أيضا بإنجاز طريق يمتد على مسافة 8 كيلومترات و هو المشروع الذي ظل يكتنفه الغموض حسبهم منذ ثلاث سنوات، بعد أن أسند إلى مقاولات ثلاث مرات، في كل مرة كانت المقاولة تنسحب، ما أطال في عمر العزلة.
مبدين تخوفاتهم في حال تساقط الأمطار و فيضان الوادي باتجاه فم الطوب و هو ما جعلهم يرفعون مطلب إنجاز جسر على 300 متر يشق الوادي، مؤكدين على أن خطر فيضان الوادي، خاصة على التلاميذ المتمدرسين، يدفعهم لتغيير الوجهة في التنقل عبر بلدية وادي الطاقة وسط تضاريس و ظروف مناخية صعبة.
و من بين الانشغالات التي يطرحها سكان مشتتي لصفاح و تاقلمونت كذلك، سجلنا غياب الخدمات الصحية على مستوى قاعة العلاج و اقتصارها على ما يقدمه ممرض واحد، مطالبين ببرمجة فحوصات طبية مرة في الأسبوع من أطباء و اشتكوا من انعدام تغطية شبكة الهاتف النقال.
مسؤول بدائرة إشمول التي تعد بلدية فم الطوب تابعة لها إداريا، أقر لـ «النصر» بمشروعية مطالب سكان المشتتين، خاصة ما تعلق بالغاز في ظل البرودة الشديدة التي تتميز بها المنطقة و أكد على اقتراح توصيل الغاز للمنطقة قبل سنوات على مصالح مديرية الطاقة و سونلغاز و هو المشروع الذي لم ينجز، لعدم توفير المورد المالي.
أما بخصوص الطريق، فأكد محدثنا على أن المشروع ظل يكتنفه الغموض بعد انسحاب مقاولات ثلاث مرات، قبل أن يسند مرة أخرى لمقاولة جديدة، قائلا بأن الإجراءات المتعلقة بالمناقصة أخذت وقتا و هو ما أطال في عمر انطلاق العملية.
يـاسين عبوبو

الرجوع إلى الأعلى