سجلت ولاية الطارف، هذه السنة، تراجعا كبيرا في إنتاج العسل الطبيعي بنسبة 70بالمائة، حيث تم جني حوالي 15 ألف كلغ عبر 60 ألف خلية، بمعدل 3 كلغ في الخلية الواحدة، مقارنة مع إنتاج الموسم الفارط الذي بلغ 40 ألف كلغ بمعدل 6 كلغ في الخلية، أي بتراجع قدره 25 ألف كلغ.
و وصف رئيس جمعية منتجي العسل الطبيعي لولاية الطارف، في تصريح «للنصر»، مردود إنتاج العسل هذا الموسم «بالكارثي»، حيث لم تعرف الولاية منذ عقود، حسبه، تدنيا في إنتاج العسل بأنواعه مثل إنتاج هذه السنة، حيث تراوحت كمية العسل التي تم جنيها ما بين 1 كلغ و 3 كلغ لكل خلية كحد أقصى، في حين أن نحالين آخرين كانت خلاياهم خاوية من منتوج العسل الطبيعي الذي يشكل للبعض مصدر رزقهم بحكم خصوصيات الجهة.
و أرجع المتحدث تدني إنتاج العسل بالولاية هذا الموسم، إلى قصر فترة الربيع التي تعد فترة مهمة للملكات لإنتاج العسل و كذا تغير الظروف المناخية و الحرارة الشديدة التي ميزت الموسم الصيفي، زيادة على الجفاف الذي ضرب المنطقة خاصة في شهر ماي و التي زادت عليها موجهة الحرائق المهولة التي عرفتها مختلف مناطق الولاية، متسببة في حرق عشرات الخلايا و موت النحل بفعل الدخان، ما أثر سلبا على نوعية و مردودية جني العسل  الطبيعي المحلي الذي يلقى رواجا كبيرا في الأسواق لجودته و نوعيته العالية، على غرار عسل الكاليتوس، عسل كل الزهور و عسل البرتقال و البوحداد و هي أصناف تبقى جلها ذات قيمة غذائية و صحية.
مضيفا بأن قلة الإنتاج كان له انعكاسات على ارتفاع أسعار التسويق، حيث قفز سعر اللتر من العسل إلى حدود 5 آلاف دينار حسب النوعية، بعد أن كان العام الماضي يتراوح بين 2500 و 4 آلاف دينار أي بزيادة قدرها 30 بالمائة.
كما أثار ذات المصدر، بعض المشاكل التي تعيق النحالين و الشعبة بصفة عامة، خاصة ما تعلق بمشكلة التسويق التي تطفو للسطح كل سنة مع انطلاق الجني، حيث تظل كميات منه مكدسة لدى النحالين لعدة أشهر و أحيانا تقدم كغذاء للنحل في فترات تدني الظروف المناخية للحفاظ على انتاج العسل، علاوة على انتشار الأمراض الطفيلية التي تتسبب في موت النحل و منها مرض بوضروة في ظل غلاء و ندرة الأدوية المعالجة.
فضلا عن المتاعب التي يواجهها المربون مع نقص المراعي و مزاحمتهم على نشاطهم بالمراعي من قبل النحالين الوافدين من الولايات المجاورة و عدم التزام هؤلاء بالتراخيص و الأماكن المخصصة لهم من مصالح الغابات، إضافة إلى الفيضانات و تراكم المياه التي تعرفها الولاية خلال الموسم شتوي.
و اشتكى رئيس الجمعية من عدم استفادة بعض النحالين و المربين من التعويض عن الخسائر الناجمة عن الحرائق الأخيرة، حيث اشترطت المصالح المعنية أن تكون الخلايا محروقة عن آخرها مقابل استفادة أصحابها من التعويضات، في الوقت أن هناك خلايا احترقت جزئيا و خلايا تعرض النحل بها للموت بفعل الدخان غير أن مربيها لم يستفيدوا من التعويض العيني رغم المحاضر و المعاينات المحررة في الميدان، إضافة إلى ضعف مبلغ الدعم المخصص لتعويض المربين المتضررين من الحرائق المقدر بسبعة آلاف دينار للخلية الواحدة و هو مبلغ يقول المتحدث إنه زهيد و لا يغطي تكاليف صندوق الخلية المحدد سعره بـ11 ألف دينار.
كما طرح المتحدث مشكل تأخر النظر في مطلب إنشاء تعاونية لمربي النحل باستغلال المقر القديم للتعاونية المهمل الكائن ببلدية عين العسل، رغم الملف المرفوع للجهات المعنية و هذا من أجل تنظيم المهنية و تجاوز مشكلة التسويق المطروحة بحدة.                                  نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى