يعرف مشروع ازدواجية الطريق الوطني 16 العابر للإقليم الشرقي بقالمة، صعوبات ميدانية متعددة حالت دون تقدمه وفق الآجال المحددة في كل أقسام المشروع، الممتد على مسافة 42 كلم من حدود ولاية سوق أهراس إلى الطريق السيار شرق غرب.
و قد تفقدت والية قالمة لبيبة ويناز إحدى مواقع المشروع يوم الأربعاء، و وقفت على سير العمل بثاني أهم مشروع بقطاع الطرقات بقالمة، بعد الطريق السريع النافذ إلى السيار شرق غرب على الوطني 21، و استمعت إلى شروحات قدمها مدير الأشغال العمومية، و انشغالات أثارتها بعض الشركات العاملة بالمشروع الكبير، حيث اشتكت إحدى المقاولات من تأخر رخصة استخراج الحصى من إحدى المناجم المتواجدة بالمنطقة، مؤكدة بأن هذا التأخر قد أثر على تقدم العمل بالشطر المسند إليها، و طلبت من والي الولاية الترخيص لها باستخراج الحصى و الرمل من المنجم القريب من المشروع، و المتوفر على كل المواصفات التقنية.
وقال مدير الأشغال العمومية بأن ملف انتزاع الأراضي الزراعية، و تعويض أصحابها يوجد على مستوى وزارة الفلاحة منذ فيفري 2019 لدراسته و اتخاذ القرار المناسب، مؤكدا بأن التحقيقات الخاصة بالأراضي الزراعية تحرز تقدما مشجعا و بلغت 65 بالمائة.
و تحدث مدير القطاع عن عوائق كثيرة حالت دون إحراز التقدم المرغوب عبر كل محاور المشروع، بينها خط الألياف البصرية على الشطرين الأول و الثاني من المشروع على مسافة 14 كلم، و خطوط الإمداد بالكهرباء على مسافة 14 كلم أيضا، و شبكات المياه و الغاز و الصرف الصحي على نفس المسافة.
وحسب المتحدث فإن إجراءات ميدانية عديدة قد تم اتخاذها بالتنسيق مع القطاعات المسيرة للشبكات المذكورة كشركات الكهرباء و الغاز، و المياه و اتصالات الجزائر، التي تعد الشركة الوحيدة التي تمكنت من تحويل خطوط الألياف البصرية وتحرير مسار الطريق الجديد.
وتعمل مديرية الأشغال العمومية صاحبة المشروع الهام، على تسديد تكاليف تحويل هذه الشبكات المعيقة، متوقعة الانتهاء من كل الإجراءات الإدارية و المالية الخاصة بتحويل هذه الشبكات وتحرير المسار، في غضون أشهر قليلة.
و قد أحرزت بعض أقسام المشروع تقدما نسبيا يتراوح بين 25 و 45 بالمائة، في حين مازال الشطر الثالث الخاص بتجنب مدينة بوشقوف ينتظر قرار انتزاع الأراضي الزراعية و تعويض أصحابها.
و خلافا لمقاطع المشروع التي تواجه عقبات الشبكات و الأراضي الزراعية فإن المنشآت الفنية العابرة للطرقات القديمة، و أودية المنطقة تعرف تقدما مشجعا يتراوح بين 67 و 100 بالمائة، كما جسر وادي فراغة الذي انتهت به الأشغال تماما، و ينتظر ربط طرفيه بالطريق المزدوج الجديد.
و تعمل شركات حكومية عديدة بمشروع بناء الطريق المزدوج الجديد شرق قالمة، بينها «سابطا» و «سيرو آست» المتخصصتان في بناء الجسور ذات الروافد الفولاذية و الخرسانية المسلحة، و شركة ألترو ذات الخبرة الطويلة، و الإمكانات الهائلة في مجال بناء الطرقات على المستوى الوطني.
و يكتسي الطريق المزدوج الجديد أهمية اقتصادية و اجتماعية كبيرة، حيث يسهل وصول المسافرين القادمين من ولايات الوادي، تبسة و سوق أهراس، إلى الطريق السيار شرق غرب، و السوق الجهوي الجديد للمنتجات الزراعية ببلدية وادي فراغة، و المنتجعات السياحية بولاية قالمة، و شواطئ سكيكدة و الطارف و عنابة، و الأقطاب الصناعية و التجارية و الصحية الواقعة هناك.  
ويتوقع أن تزدهر التجارة والسياحة بمدن الإقليم الشرقي لولاية قالمة، وخاصة مدينة بوشقوف التي عانت طويلا من العزلة بسبب تردي وضعية الطرقات القديمة ذات المسار الواحد.  
و يحوز قطاع الأشغال العمومية بقالمة على مشاريع كبرى لتطوير شبكة الطرقات الرئيسية بينها الوطني 21 المؤدي إلى عنابة و الوطني 20 بين قالمة و قسنطينة و الوطني 16 العابر للإقليم الشرقي.
و بينما يجري العمل بمشروع ازدواجية الوطني 16 و ازدواجية الوطني 20 فإن الأشغال مازالت متوقفة بمشروع الطريق السريع النافذ إلى السيار شرق غرب، بسبب المتابعات القضائية لبعض الشركات العاملة بالمشروع الذي انتظره سكان قالمة طويلا، لإنهاء حقبة طويلة من العزلة الاقتصادية و الاجتماعية.      
                                     فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى