قضت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عشية أمس،  بإدانة شخص بجناية قتل شاب بحي محمد لخضر المعروف بـ»بير الترش» و يتعلق الأمر بالمدعو (ب.عبد القادر) و عاقبته بـ 5 سنوات سجنا نافذا، بعد أن تمت متابعته بجنايتي تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لجناية و القتل العمدي مع سبق الإصرار، في الوقت الذي عوقب شريكه المسمى (ف.عامر) و الذي ساعده على الفرار، بسنتين سجنا نافذا، بعد متابعته بجنحتي الإخفاء العمدي لشخص مع علمه بارتكاب جناية و المساعدة على الإخفاء و الهروب و عدم التبليغ عن جناية، فيما التمس ممثل النيابة العامة إدانة المتهم الأول بعقوبة الإعدام وإدانة المتهم الثاني بعقوبة 5 سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 100 ألف دينار.
القضية ترجع إلى ليلة العاشر من شهر أوت من سنة 2020، عندما كان الضحية المسمى (ج.فارس) على متن دراجة نارية رفقة صديقه الذي كان يقودها المسمى (خ.ب)، ليتوجها بعد غلقهما محلهما التجاري بالحي التجاري الأمل المعروف بـ»لاسيتي» وسط أم البواقي، نحو حي محمد لخضر «بير الترش»، أين كانا يبحثان عن زبون لهما بغرض إتمام عملية تجارية بينهما، وحين وصولهما لإحدى العمارات تقدم الضحية رفقة صاحب الدراجة من مجموعة شباب كانت في إحدى زوايا عمارات الحي، بينهم المتهم الحالي المتابع بالقتل العمدي مع سبق الإصرار، ليدخل الشبان الأربعة في ملاسنات حادة مع الضحية وصديقه، اللذان سرعان ما حاولا الفرار بدراجتهما، غير أن المتهم رفقة أصدقائه الثلاثة المتواجدين رهن الحبس، والذي لم تجدول قضيتهم بعد، لطعنهم في قرار إحالتهم على محكمة الجنايات، وهم الذين خلصت التحريات إلى قيامهم برشق دراجة الضحية وصديقه إلى غاية انقلابها وسقوطهم منها، ليتقدم الأربعة من الضحيتين ويحاولون مجددا الاعتداء عليهما، غير أن صاحب الدراجة فر هاربا بدراجته في وقت فر الضحية هاربا نحو العمارات المجاورة، ليلحق به المتهمين، أين واجههم الضحية بعصا خشبية، غير أنهم أسقطوه أرضا ووجهوا له عدة طعنات كانت كافية لإزهاق روحه، ليلوذ المتهم الحالي بالفرار بعد أن تواصل مع المتهم الآخر، الذي أحضر له شاحنة قريبه ونقله نحو دوار المدفون، أين تم التخلص من سلاح الجريمة ثم فروا نحو عين ببوش، ليتقدموا أمام عناصر الشرطة ويسلموا أنفسهم بعد أن علموا بوفاة الضحية.
الموقوفون وعند التحقيق معهم، اعترفوا بأنهم يستغلون من مكان جلوسهم في محيط مسجد عمر بن الخطاب بحي «بير الترش» نقطة للاتفاق على الإيقاع بضحاياهم المارين في محيطهم، وهو المكان الذي يستهلكون فيه المهلوسات ويعاقرون فيه الخمر، وبينت التحريات بأن الضحية تلقى طعنة خطيرة في الرقبة ما تسبب في إهداره كميات كبيرة من الدماء، وخلف النزيف الحاد وفاته في المكان الذي طعن فيه، دون أن يقدم له المتهمون المساعدة، التي جاءت حين تبليغ رجال الحماية المدنية.
واعترف المتهم بدخوله رفقة أصدقائه الثلاثة الآخرين، في شجار مع الضحية ومرافقه، دون أن يعتدي عليه حسب تصريحه بطعنات خنجر، مشيرا بأنه لم يكن يحتسي الخمر رفقة أصدقائه والضحية حسبه هو الذي كانت رائحة الخمر تنبعث منه، مبينا بأن الضحية ومرافقه بادروا بسبهم وشتمهم ما جعلهم يدخلون في مناوشات معهم، دون أن يخططوا لقتله، أما المتهم الثاني فأكد بأنه لم يعلم بحصول جريمة قتل، وصديقه المتهم الأول تواصل معه وطلب حضوره المستعجل ليفر هاربا، دون أن يدري السبب، على عكس تصريحات صديقه في التحقيق الأمني، أين أكد له بأنه يطلب مساعدته كونه طعن شخصا وأنه في حال حرجة قد يكون لفظ أنفاسه، ممثل النيابة العامة أوضح بأن هناك اتفاق للاعتداء على الأشخاص القاصدين للحي السكني، مشيرا بأن الجناة استعملوا سلاحا أبيضا وموطن الضربات كان قاتلا كما أن المتهم لاذ بالفرار بعد ارتكاب الجريمة، مشيرا بأن سبق الإصرار جلي من خلال سقوط الضحية ومرافقه من الدراجة ومطاردتهم من طرف المتهم وشركائه، أما المتهم الثاني بحسب ممثل النيابة العامة فشارك في نقل الجناة وإخفاء سلاح الجريمة ولم يبلغ السلطات بالجريمة ولم يقدم يد المساعدة للضحية الذي كان ينزف دما.                  أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى