تدخلت مصالح ولاية عنابة و مديرية التجارة، أول أمس، لتنظيم عملية البيع على مستوى أسواق الرحمة، بسبب التوافد الكبير على سوقي عنابة و البوني، حيث سجل تدافع و إنزال خاصة على مستوى سوق الرحمة، بوسط المدينة، لاقتناء مادتي الزيت و السميد، بعد تخصيص شحنات معتبرة من هذين المادتين.
و استنادا لمصادرنا، فإنه و رغم توفر المواد واسعة الاستهلاك بعنابة، منها الزيت الذي ينتج على مستوى وحدة «لابال» بمنطقة ما قبل الميناء و كذا إنتاج كميات معتبرة من مادة السميد على مستوى وحدة سيدي إبراهيم التابعة للمجمع العمومي، حدثت لهفة من قبل مواطنين، ما استدعى وقف عملية بيع مادتي الزيت و السميد مؤقتا، لإعادة تنظيم الطوابير.  و جاء فتح 4 أسواق للرحمة من قبل السلطات الولائية، لتسهيل إنشاء نقاط لبيع مادة السميد و الزيت بالبلديات الكبرى على غرار عنابة، البوني، الحجار و برحال، نتيجة للطلب الكبير على المادتين واسعتي الاستهلاك.
وقد سجل التوافد الكبير على أسواق الرحمة يوم الخميس، بسبب قرب موعد شهر رمضان و تفرغ الأولياء من الامتحانات الفصلية، ما حفز المواطنين من الولايات المجاورة مثل الطارف، سكيكدة، قالمة و غيرها، على التوجه للمساحات الكبرى بعنابة، لاقتناء المواد الأساسية التي سجلت ندرة على غرار مادتي الزيت و السميد.
كما تسبب نشر مشاهد التوافد على شراء المواد الأساسية في أوروبا  بسبب الحرب، حسب متابعين، في زيادة حمى الشراء بكميات تزيد عن الاحتياجات، غير أن المواد متوفرة في الجزائر و لا توجد أي مخاوف لنفاد المخزونات، خاصة مع منع السلطات العليا تصدير المواد الأساسية إلى الخارج.  و استنادا لمصالح مديرية التجارة بعنابة، فإن عملية فتح الأسواق و المساحات الكبرى لعرض السلع، تهدف لخلق التنافسية و كسر المضاربة و العمل على تحقيق الوفرة في جميع المواد، اعتمادا على نقاط بيع المصانع مباشرة للمواطن و المستهلك، لتخفيف الأعباء خاصة في الشهر الفضيل، بسبب الغلاء الذي يميز الأسواق هذه الأيام.  و جاء فتح أسواق الرحمة و رفع عددها استجابة لطلبات المواطنين، بمناسبة الشهر الفضيل، مع تجدد أزمة ندرة الزيت و السميد و بعض المواد الاستهلاكية الضرورية.
و قد طمأنت مديرية التجارة بتوفر المادتين لدى مصنع «لابال» بعنابة و كذا مطاحن السميد، إلا أن حجم الشراء ارتفع أكثر، خاصة و أن المواطنين يشترون كميات كبيرة تتجاوز قدراتهم الاستهلاكية، مقابل عزوف تجار تجزئة عن بيع الزيت و السميد بسبب انخفاض هامش الربح و مخاوف التعرض لعقوبات جزائية. و في إطار العمليات التضامنية، كشفت مصالح ولاية عنابة في بيان لها،  أول أمس، عن تخصيص منحة 10 آلاف دج لفائدة 40 ألفا و 100 عائلة معوزة ستستفيد منها، حيث سيتم صرفها للمستفيدين في أجل لا يتعدى 31 مارس الجاري.
و أكد الوالي، جمال الدين بريمي، في لقاء مع جميع المصالح المعنية بالتحضير لشهر رمضان، حصول المواطنين على جميع التسهيلات و كذا الوفرة، منها توفير السيولة في مراكز البريد و تزويد أسواق الرحمة بالمواد الاستهلاكية الضرورية و تحسين عملية تزويد الساكنة و بالمياه الشروب و تفادي انقطاع الكهرباء مع توفير غاز البوتان و الوقود عبر كل محطات الخدمات خلال شهر رمضان و من ضمنها وضع محول كهربائي بمنطقة العلاليق، حيز الخدمة في أول يوم من شهر رمضان.  و في ما يتعلق بعملية تنظيف و رفع النفايات المنزلية، أكد الوالي على ضرورة مضاعفة الدوريات بهدف توفير الظروف الملائمة للمواطن خلال شهر رمضان المعظم، بالإضافة إلى توفير النقل خاصة تمدید ساعات العمل خلال الفترة الليلية.  كما رخصت مصالح الولاية نشاط 31 مطعما للرحمة، مع منح تسهيلات لكل الجمعيات و المطاعم  و الخواص الراغبين في فتح مطاعم، فيما سطرت مديرية الشؤون الدينية برنامجا يتضمن ندوات دينية و فكرية، إلى جانب أنشطة رياضية و ثقافية، عكس رمضان السنتين الماضيتين، حينما توقفت جميع الأنشطة بسبب الوباء.   حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى