قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بعقوبة 12 سنة سجنا نافذا في حق شخصين اتُهما باختطاف تاجر على مستوى المدينة القديمة «بلاص دارم»، واحتجازه مع تكبيله وممارسة العنف عليه، للاستيلاء على مبلغ 1.5 مليار سنتيم والمطالبة بمبلغ 50 مليون فدية من والدته، فيما برأت المحكمة شخصين من التهم الموجه إليهما.
وكان ممثل الحق العام، قد التمس في حق 4 متهمين موقوفين، عقوبة المؤبد، عن جناية حجز وحبس شخص بدون أمر من السلطات المختصة، مع ممارسة تعذيب بدني والتهديد بغرض تسديد فدية وجناية السرقة بالتعدد والعنف. وتعود وقائع القضية إلى تاريخ 24 أوت 2020، عندما قدم المسمى (ق.ف) 34 سنة شكوى لدى مصالح الأمن، مفادها تعرضه للخطف والسرقة من قبل أربعة أشخاص.
وصرح الضحية أنه بتاريخ 18 أوت، حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا، كان على متن سيارته من نوع «رونج روفر إيفوك»، بالمدينة القديمة في عنابة، متوجها للجزائر العاصمة للقيام بمعاملات تجارية في مجال بيع وشراء العجلات المطاطية، حيث توقف قصد شراء التبغ وعند عودته إلى السيارة، تفاجأ بشخصين، أحدهما صعد إلى جانبه بالمقعد الأمامي والثاني صعد خلفه وأشهر كلاهما سكينين من الحجم الكبير، حيث وضعه الجالس بجانبه على رقبته و الثاني على جانبه وطلبا منه الانطلاق دون إثارة الانتباه.
 وأضاف التاجر أنه سار وسط أزقة المدينة القديمة إلى غاية أحد السكنات، أين قاما بإنزاله من السيارة وأدخلاه إلى السكن حيث كان ينتظرهم شخصان، وقبل ذلك استوليا على مبلغ مالي كان داخل السيارة، قدر بمليار و 158 مليون سنتم.
وتم تكبيل الضحية من يديه و رجليه، ليقوم المدعو إسكندر، بالاعتداء عليه بالضرب باستعمال صاعق كهربائي وعصا بیزبول، كما قام بتجريده من ثيابه وتصويره عاريا تماما باستعمال هاتفه النقال وهدده بنشر الصور إن تقدم بشكوى ضده.
وصرح التاجر أنه بقي على هذه الحالة مكبلا ومرتديا اللباس الداخلي إلى غاية اليوم الموالي، حينما قام الملقب باسكندر، بفك وثاقه وطلب منه الاتصال بأهله بغرض دفع مبلغ مالي آخر مقابل إخلاء سبيله، حيث سلمه هاتفه النقال وأجرى الضحية مكالمة مع والدته وطلب منها تسلیم مبلغ 50 مليون سنتم إلى الشخص الذي سوف يرسله دون أن يخبرها بما تعرض له، إذ أوهمها بأنه متواجد في الجزائر العاصمة وهو بحاجة لهذا المبلغ، ليرسل اسكندر أحد شركائه إلى مقر سكناه، أين تحصل على المبلغ المالي.
وفي اليوم الموالي، طلب الضحية من المدعو إسكندر الذهاب لقضاء حاجته، واستغل الفرصة لمحاولة الهرب، لكن سرعان ما تم توقيفه من جديد، ليتم رميه أمام مصحة الياسمين، كما حضرت مصالح الحماية المدنية لنقله إلى المستشفى.  وبمباشرة التحريات، تم تحديد هوية الشخص الذي تقدم من بيت الضحية لاستلام مبلغ الفدية، عن طريق الاستعانة بكاميرا مراقبة موجودة في المدخل.
ولدى سماع المتهم (خ.إ) عند الحضور الأول لدى الضبطية القضائية، نفى الوقائع تماما وأكد عدم معرفته بالضحية، مصرحا أن الشخص الظاهر في شريط الفيديو، لا يعرف هويته. وخلال جلسة المحاكمة، اعترف المتهم بالوقائع المنسوبة إليه وصرح بأنه قام باختطاف الضحية والاعتداء عليه، كما اعترف (ب.ر) 21 سنة بنفس الوقائع، فيما أنكر كل من (ب.ج) 33 سنة و (ب.م) 27 سنة، مشاركتهما في عملية الاختطاف.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى