تواجه العديد من بلديات ولاية قالمة، تحديات كبيرة لتنظيف المحيط العمراني و تحسين إطار الحياة العامة و لم تعد قادرة على التصدي لكميات هائلة من النفايات المنزلية التي تكتسح الضواحي السكنية، و تداهم الطرقات و الساحات العامة و المساحات الخضراء، التي تضررت كثيرا هذا الصيف تحت تأثير الجفاف و تراجع عمليات السقي، و تراكم النفايات التي تواصل الزحف دون توقف.  
و تبدو مشاهد الضواحي السكنية المتضررة من النفايات مقرفة متصحرة، بعضها مازال يحتفظ بأشجار مازالت تقاوم الجفاف، و حتى الحرائق التي أصبحت تطال بين حين و آخر المساحات الخضراء بالوسط الحضري.
و تعتقد مصادر مهتمة بشؤون النظافة و البيئة بمدن ولاية قالمة، بأن اغلب البلديات أصبحت تعاني من نقص كبير في تعداد عمال النظافة، و لم تعد قادرة على التوظيف في هذا القطاع الحساس.
و بالرغم من استفادة كل البلديات من عتاد ضخم لجمع النفايات و نقلها، فإن الوضع مازال على حاله، و خاصة بمواقع تجميع النفايات داخل الأحياء السكنية، حيث تبقى أكوام النفايات المنزلية متراكمة هناك مدة طويلة، تتحلل و تعبث بها الرياح و تنشرها على نطاق واسع.
و يبدو بأن ما تبقى من عمال النظافة بالكثير من البلديات لم يعد قادرا على إنهاء ساعات الدوام اليومي، بسبب الإرهاق و الحرارة و حتى الإحباط النفسي الناجم عن استهتار السكان الذين زادوا الوضع تعقيدا و لم يعودوا ينظفون محيطهم السكني، و يحافظون على المساحات الخضراء في تحول اجتماعي مثير للقلق، حيث أصبح من النادر أن يبادر السكان لجمع النفايات التي تطوق مساكنهم من كل الجهات، و يقدموا الدعم للفرق البلدية المنهكة. و منذ توقف ورشات الجزائر البيضاء قبل عدة سنوات، غزت النفايات المحيط العمراني بمدن و قرى ولاية قالمة، و لم تعد حملات التنظيف التي تنظم من حين لآخر ذات جدوى، و خاصة بمدينة قالمة التي فقدت جمالها بسبب تردي الوضع البيئي الحضري بكل الضواحي تقريبا، فأينما ذهبت تجد النفايات و مساحات خضراء أصابها التصحر و عدوى الحرائق، كما يحدث بالضاحية الشمالية للمدينة، من الأمير عبد القادر إلى سوق المواشي و الإخوة رحابي، لا تكاد تجد مشهدا يبعث على الارتياح كلما حل فصل الصيف.  
وباستثناء مدينة قالمة القديمة التي مازالت تحتفظ بشيء من الجمال و النظافة، فإن الضواحي الآخذة في التمدد في كل الاتجاهات لم يعد حالها يبعث على الارتياح، و خاصة بالقطب العمراني الكبير الواقع جنوب المدينة، و بالضاحية الشمالية و مجمع الأحياء الشعبية القديمة من باب سكيكدة و شارع التطوع، إلى عين الدفلى و قاعدة الحياة و «الديانسي» أين تتكدس النفايات المنزلية على جوانب الطرقات و في قلب المساحات الخضراء و الساحات العامة.  
و بالمدينة السياحية حمام دباغ، غرقت ضاحية البساتين في النفايات و تحولت المساحات الخضراء حول العمارات إلى مواقع جرداء خالية من كل اخضرار، و مازال سكان الضاحية يتمادون في إلحاق الضرر بالبيئة الحضرية، و يرفضون مساعدة الفرق البلدية التي أصبح دورها مقتصرا على تنظيف مواقع الجمع، و لم تعد قادرة على توسيع نشاطها إلى الساحات العامة، و محيط العمارات الغارقة في البلاستيك و الكارتون القادم من سوق العصر، الذي لم يتوقف تجاره عن إلحاق الأذى بالمدينة السياحية، التي تخفي وجها آخر خلف الشلال، الموقع الوحيد الذي نجا من عدوى النفايات الحضرية.              فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى